أحداث ومؤشرات [email protected] تفاجأت عندما قال لي صاحب البقالة بالقرب من مقر الصحيفة إن كيلو السكر عنده ب(4.5) جنيه وذلك يوم أمس الأول السبت، فيما ظللت اشتريه من بقالات أخرى بأربعة جنيهات، وسألته ومنذ متى ارتفع سعر السكر؟ فرد عليّ بسؤال (أنت قاعد وين؟ من بدري هذا سعرنا)، فلم نشترِ منه... وأنا في طريقي إلى المنزل اشتريت من صاحب بقالة شديدة الزحام بسعر الكيلو أربعة جنيهات المعروفة لدي، واعتبرت أسعار صاحب البقالة الأولى حالة شاذة، لاعتبار أنه في منطقة جميع قاطنيها هم من أصحاب الحظوة من الأثرياء وأصحاب الأعمال الكبيرة، والمصنفين من نسبة ال(5%) من تعداد السكان واعتبرت الأمر عادي كما الزبادي. ولكن الزميلة سلوى حمزة المتخصصة في رصد تغيرات أسعار السلع والخدمات بأسواق الخرطوم بالسوداني كشفت المستور، وفي زيارة عابرة في أسواق بحري تأكد لها أن هناك ارتفاعاً في أسعار السكر زنة عشرة كيلو من (37 – 42) جنيهاً، ورغم تحفظ التجار عن الإفصاح عن الأسباب وراء هذه الزيادات في الوقت الراهن خاصة وأن أسعار السلع كلها مولعة نار، ولكنها تمكنت من معرفة الحقيقة التي لم تكن مرة لأنها مطعمة بالسكر، وهي أن الحكومة قلصت الكوتات التي ظلت تمنحها للولايات ومن بينها ولاية الخرطوم صاحبة نصيب الأسد بنسبة (30%)، وأن الغرض من هذا التقليص هو إنشاء مخزون من السكر ليوم (الزنقة) وهي الشهور التي تتوقف فيها مصانع السكر من الإنتاج والتي تسبق شهر رمضان المعظم كاجراء تحوطي كما فهمت من تصريح الأمين العام للغرفة التجارية بولاية الخرطوم حاج الطيب الطاهر. لا ندري هل هذا هو سوء طالع الحكومة أم سوء تخطيط أم كليهما معاً في أنها كلما قالت إنها تكتفي ذاتياً من سلعة ما ترتفع أسعارها بلا مقدمات أو مسوقات منطقية تقنع من في رأسه (قمبور) ؟!!، فقد حدث هذا عندما دخلت البلاد قائمة الدول المصدرة للبترول، وانخفاض أسعار المحروقات في الأسواق العالمية، اشتراها المواطن بأسعار أعلى، وها هي تعيد ذات السينفونية، وهي تستعد لافتتاح أضخم مصنع للسكر في السودان وفي المنطقة العربية والإفريقية ينتج (450) ألف طن في العام الخميس ال(في وجهنا دا) والموافق الخامس من إبريل وهو مصنع سكر النيل الأبيض، الذي سارت بسيرته الركبان.... أم هذه هي كذبة إبريل؟؟؟ أتمنى صادقاً من الله أن يكون خبر الارتفاع الجديد لأسعار السكر هي كذبة إبريل، وليس المصنع بأي حال من الأحوال.