الرؤية برس ( Arruiapress.com ) تحاور الدكتور امين حسن عمر : ( 2- 2 ) اكاد اجزم ان 90% يدركون ان ذهاب الحكومة لن يحسن الاوضاع عبد الواحد محمد نور " بوق سياسي " ولا يعنينا هو وغيره • التفاوض الذي يحدث الان هو بعينه " التفاوض تحت ظلال البنادق " هذا طبيعي جدا ، ويحدث في كل الدنيا ، والا لما كانت الحروب ستنتهي ، فاذا لم يكن هناك تفاوض اثناء الحرب فالحروب لن تنتهي ابدا الى يوم القيامة ، والان امريكا تحتل افغانستان وتتفاوض سرا مع طالبان .. يعني ليس قي هذا غرابة ، ولكن التفاوض اثناء الحروب بطئ وناتجه غير متوقع ، فالتفاوض الناجح هو الذي تحسن له الظروف بإيقاف العدائيات وتحسين النوايا ، وعند ذلك يمكن تتم المفاوضات بصورة سريعة ولا يستطيع احد ان يغلق باب الحوار والاتصال بين القوى المتصارعة والا لكان هناك استدامة للعداء ، واقول ان التفاوض اثناء القتال والنزاع غالبا ما ينتهي بإتفاقيات سلمية ، وحرب فيتنام خير دليل ، إذ لم تنتهى الا بمفاوضات بدأت سرية ثم ظهرت علنية . • نفهم من ذلك ان الحرب يمكن ان تكون احدى وسائل الضغط للحصول على التنازلات ؟ اصلاً المفاوضات تعتمد على تقدير كل طرف لموقف الطرف الآخر ، اذا كان في ميادين النزاع ام في ميادين اخرى ، هذا سيؤثر بالطبع ، ولكن في كل الاحوال ان دولة جنوب السودان تدرك نوعية المفاوضيين الذين تتفاوض معهم .. ونحن كذلك نعرف موازين القوى والضعف ، ونحن ليس في موقف الضعف في أي تفاوض مع الجنوب ، وهو اضعف عسكريا واقتصاديا ، لذلك لا نخشى على مفاوض سوداني ان يكون في موقف الضعف . • هل يمكن ان تقدم حكومة الخرطوم تنازلات لدولة الجنوب ؟ اي مفاوضات في الدنيا لا تخلو من التنازلات ، هى تقاس بمقدار ، فالمضطر اكثر يتنازل اكثر . • واجهت الحريات الاربع انتقادات شديدة من بعض قيادات المؤتمر الوطني ؟ انا لم اسمع إنتقادات من قيادات بالمؤتمر الوطني الا انتقادات جزئية ، وهذا طبيعي ، وغالب النقاش الذي يدور حولها قائم على سوء الفهم ، على إفتراض ان هناك إتفاقية تم توقيعها ، وهذا غير صحيح ، هناك اتفاق ينظم كيفية الاتفاق ، فهو يرسم الطريق الى – القلعة – لكنه ليس هو القلعة نفسها ، ونحن لا نزال على الطريق ولا اتوقع ان نصل قريباً . • ذهب وفدكم للتفاوض حول القضايا العالقة وعاد بالحريات الاربع ؟ نحن نتفاوض في كل قضية على اساس هذه القضية وليس على اساس القضايا الاخرى ، ووفدنا ذهب لكل هذه القضايا ، فالحريات كانت اجندة لها لجان مختلفة ، كل لجنة تعمل حسب دورها ، ولجنة البترول لم تحقق شئ ولجنة الحدود تقدمت بعض الشئ ، وليس من الضروري ان يحدث إتفاق في كل القضايا المطروحة ، فنحن إذا سرنا على اتجاه واحد فلن نتفق ابدا . • لكنكم وضعتم شرطا اعتبرته دولة الجنوب تعجيزيا فيما يختص بملف البترول ، وطالبتم ب32 دولارا لنقل البرميل الواحد . هذا حديث مفاوضات ولابد ان يقولوا ذلك ، ان الذي يذهب للتفاوض لا يضع كل ما يريده على الطاولة ، فعندما تذهب لشراء سلعة يقول لك صاحبها ان سعرها كذا ، ولكن بعد التفاوض تشتريها بسعر آخر . • لكن حكومة الجنوب لديها خيارات اخرى لنقل وتسويق نفطها ، ونقلت الاخبار رغبات كثير من كبرى الشركات العالمية لإنشاء خط بديل عبر اراضي دول مجاورة ؟ ما يتردد عن إنشاء خطوط عبر دول اخرى عبارة عن اوهام ، وهم يعلمون ذلك ، ليس لهم بدائل حقيقية غير الخرطوم ، كل ما تناقلته وسائل الاعلام عبارة عن حديث يقولنه للعامة وليس للمختصين لانهم يدركون المعلومات وتفاصيل اللقاءات والدراسات وامكانيات التغيير . • دخلت البلاد في ضائقة اقتصادية تمثلت في ارتفاع اسعار السلع الضروية ، وحدث تململ اقتصادي واضح للشعب ؟ الشعب السوداني شعب واع ويدري الخيارات والامكانات ، يدرك ان هذه الحكومة هى القادرة على التفاوض بذكاء من اجله وإستخراج حقوقه ، وهى القادرة بخبرتها الطويلة في التعامل مع اقتصادر ضعيف الموارد ، فقد تجد من يشتكي ، هذا لا يعني انهم يعتقدون ان مجئ حكومة اخرى سيحسن الاوضاع ، واكاد اجزم ان 90% يدركون ان ذهاب الحكومة لن يحسن الاوضاع ، بل سيزيدها سوء ، وليس هناك من سيعمل على استبدال حكومة بحكومة اسوأ حتى اذا لم يكن لديه محبة لهذه الحكومة ، والمنطق يقول ان الانسان لا يحتمي بالرمضاء بالنار . • هل هناك تطمينات اقتصادية تنزلها الحكومة للمواطنين في ظل المتغيرات الاقتصادية التي يشهدها السوق ؟ نحن نوصل المعلومات الصادقة للجمهور ولا نريد ان نطمئن الناس على شئ وهمي ، نريد ان نطمئن الناس على قدرة الحكومة على التعامل مع هذه الاوضاع ، ولا نقول لهم ان الاوضاع ستتحسن فوراً ، لان هذه تعتبر اماني ، وهناك فرق بين الاماني والواقع ، والمطلوب من الحكومات التدبير الجيد وليس تغيير الاوضاع بعصا موسى . • هناك حركات لاتزال تحمل السلاح بدارفور وتتلقى الدعم من حكومة الجنوب ، هل تشكل تهديدا امنيا على المنطقة ؟ اين وثيقة سلام دارفور من كل هذا ؟ الوثيقة وضعت لأهل دارفور وليس لعبد الواحد محمد نور او مناوي ، وخروجهم لجنوب السودان دليل ضعف وليس دليل قوة ، ثم ان دولة جنوب السودان اضعف بكثير في ان تعينهم ، وهم في وضع سابق كانت تعينهم دولة ثرية بمئات الملايين من الدولارات ولم يستطيعوا وقتها تحقيق اهدافهم ، فكيف يتوقع ان تعينهم دولة ضعيفة ويحققوا اهدافهم وهم بعيدون عن دارفور وبالتالي اصبحت قدرتهم ضعيفة في التأثير عليها ، لذلك نحن لا نهتم بهؤلاء ، وعبد الواحد محمد نور ليس له اي وجود في دارفور ، سواء ان كان عسكري او او سياسي ، فهو مجرد – بوق سياسي – ولا يعنينا هو او غيره ، هؤلاء اختاروا ان يكونوا في صف الاعداء .. في صف الجنوب الذي يعتدي الان على هجليج وهى ليست منطقة متنازع عليها ، وهى جزء من حدود السودان والجنوب نفسه يعترف بها ، وهم الان يستطمعون العدو لإحتلال جزء من السودان ، فعليهم اولا ان يصفوا سلوكهم بالوصف المناسب . • نجم هوليود ، الممثل الامريكي جورج كلوني ، يقود حملة اعلامية لإدخال الحكومة في دائرة الإبادة الجماعية . ليس هذا بجديد ، جورج كلوني او غيره هي ذات – الشلة – التي ظلت تعادينا عشرات السنين ، تتغير العناوين فقط ، احيانا في دارفور ، واخرى في جنوب كردفان ، نحن اعتدنا على هذا الوضع ، ولا تعتقد ان امريكا لديها قدرة على الضغط على السودان الان ، هى استخدمت كل ما تمتلكه من قدرات متاحة ضدنا ، عملت على مقاطعتنا وهى الان في – ورطة – في افغانستان والعراق ولذلك لا اعتقد ان امريكا تمتلك اوراقاً تضغط بها على السودان . صحيح نحن نسعى الى تطبيع علاقتنا بها حتى نستفيد منها وتستفيد هى من العلاقات الطبيعية بين البلدين ، ونحن في علاقاتنا مع امريكا سنكون الطرف الاكثر استفادة ، لاننا سنستفيد من تكنولوجيا كانت ممنوعة عنا ، اضافة الى استثمارات ضخمة ، وسترفع كثير من التعقيدات التي تفرضها المقاطعة الامريكية ، ولكن اذا كانت امريكا تتحكم بها الصهيوينة واصبح هذا الهدف ليس في المنال ، فلن نتحسر على ذلك ، لاننا لن نفقد شئ . • هجوم الجيش الشعبي على مناطق هجليج يعتبر تعدي صريح على السيادة الوطنية ، هل تعتقد انه اجندة غربية تنفذها دولة الجنوب لإختراق السودان امنياً ؟ هم سيحاولون ولن يتوقفوا على محاولة اختراقنا امنيا فقط ، بل اقتصاديا وثقافيا ، ونح سندافع ، هذه سنة الكون ، يحاولون اختراقنا ونحن ندافع عن انفسنا . • هل يواكب الاعلام السوداني ما يشهده العالم من تقدم تكنولجي وتطوير في الكادر البشري المؤهل ؟ في تقديري ان اجهزتنا الاعلامية تحتاج لمزيد من التخصصية والتدريب والتاهيل ، فضلا عن مزيد من التنظيم ، لكن هذه الجزئية سيجيب عليه اهل الشأن افضل مني . • اين مشروع هيئة الاعمال الفكرية ؟ هل ذهب مع الريح ؟ هيئة الاعمال الفكرية ما تزال تعمل وتنشر ، وعملها لم يتراجع ، فهى تدير منتدياتها وندواتها بإنتظام رغم ضعف مواردها واعتمادها على التبرعات والكفالات ، وعنصر القوة فيها انها لا تعتمد على ممول رسمي ، فهى تعد مشروعاتها وتجهزها ثم بعدها تذهب للبحث عن التمويل المناسب . •هناك اتهام يقول ان الجيل الحالي اقل ثقافة من الذي سبقه ؟ هذا تعميم ليس صحيح ! الجيل الحاضر اكثر ثقافة من الجيل السابق ، لان الثقافة اصبحت منتشرة ، وهذا الجيل اكثر تعرضا لها ، والانترنت يجعل بعض الثقافات تتراجع لانها تحتاج لنوع من التركيز والتعمق ، ووسائط التثقيف الان اصبحت اكثر انتشارا ( الاذاعة والتلفزيون والانترنت ) اضافة الى ان الثقافة العامة للشباب إتسعت بكثير من الماضي ، لكن يمكن ان نقول هناك جوانب محددة من الثقافة تراجعت بسبب طبيعة الوسائط الجديدة التي ستعلي من شأن نوع على حساب الآخر .