أنشغل الجميع باستقالة وزير الصناعة التى رفضها الرئيس بسبب تأجيل افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض والحرج البالغ الذى وقع فيه السودان امام المساهمين من وزراء التجارة العرب،والذين أبدوا أستيائهم من هذا الأمر،خصوصا وأن سمعة المسئوليين السودانيين أصبحت فى الحضيض من قبل الكثير من المستثمرين وهم يطلبون العمولات حتى اذا كلفهم ذلك خسارة كفأءة المشروع،فالأهم عندهم هو المصلحة الشخصية قبل كل شىء خصوصا وأن معظمهم أتى الى موقعه من خلال الموالاة،أو بيع المواقف ،وما قصة سد مروى ببعيدة عن الأذهان ،وما قصص الفساد التى تتابع كالمسلسلات التركية فى ظل هذا النظام أنقطعت حلقاتها حتى الآن ..بل تتابع فى شكل أجزاء.. الأستاذ فتحى الضؤ أشار فى كتابه الرائع الخندق عن قصة الشيك أبو (250) ألف دولار الذى قبضه (السمانى الوسيلة) فى الظلام..ولكن قصة هذا الشيك هو عمولة تلقاها خصوصا أن الرجل من المؤلفة قلوبهم (لماعون الانقاذ (البالع) وليس الجامع كما يرددون) وكان ذلك ابان تولى صديقه (جلال الدقير) لوزارة الصناعة..ومعلوم أن هؤلاء الذين كانوا يتحدثون بأسم الشعب السودانى جلبتهم الانقاذ وكل بسعره.. ولمن أراد أن يتأكد من المعلومات التى سنوردها فى هذا المقال ما عليه الا الرجوع الى محاضر اجتماعات مجلس ادارة شركة سكر كنانة.. فمعلوم أن اللجنة الفنية أوصت أن مصنع النيل الأبيض لابد أن يكون صورة طبق الأصل من مصنع سكر كنانة الذى يعمل منذ العام 19978م وحتى الآن وذلك لسهولة الادارة والصيانة،وكان ذلك بفضل الرجل العظيم (الدكتور خليل عثمان) فى عهد نميرى والذى أحضر شركة (نشو أيوا) اليابانية وهى تقع ضمن منظومة أكبر سبعة شركات يابانية تعمل فى هذا المجال وسميت (بالسبعة أخوات) وكان الدكتور خليل صديقا لرئيس مجلس ادارتها..وبما أن هذه الشركة تعتبر صاحبة وجعة وهى عضو مجلس ادارة فى شركة كنانة وتمتلك من 5الى 7% من الأسهم،وقامت بالتمويل ،فكان طبعيا أن يكون لها دور فى النيل الأبيض.. لكن الشركات التى تم التعاقد معها وهى (أسجيك) و(أوتام) الهنديتيين سبق وأن فشلتا فى مشروع سكر عسلاية وشرق حلفا،وأحضروا معدات فاشلة،لكن ربما أن شيك الظلام الذى ذكره الأستاذ فتحى الضؤ فى كتابه استبان نوره الآن.. ومعلوم أن الفترة التى تم اعلان الافتتاح فيها وهى فى أول أبريل يقل العصير فى القصب وما اعلان هذا الأفتتاح الا أستعراض لوزراء التجارة العرب وربما للحصول على أكبر قدر من العمولات وحسب حديث الخبراء فان المصنع حتى نوفمبر لايمكن أن يعمل خصوصا وأن (القلايات) لازالت مبعثرة فى الخلاء وهى من اختصاص أسجيك الهندية اما الشركة الفرنسية فاختصاصها هو ما يعرف (بالعصر)،وحسب حديث بعض المصادر فان الكثير من المكن لم يركب حتى الآن،وربما تم ابعاد (تاكوما) الياباينة المتخصصة فى القلايات لعدم توصل الأخوة (المسعورين) لطريقة (كدة) معها فاتجهوا للأخوة الهنود وطلعوا الشعب هندى بقصة السوفت وير والتى كان يمكن الأستعاضة عنها بكبرىولن تكون السابق الأولى فقبل ذلك حدثت فى كنانة لكن أنذاك كان هناك رجال يسعون لجعل السودان سلة غذاء العالم بحق وحقيقية..وليس أمثال هؤلاء اللصوص الذين الفاسدين الذين حولوا السودان لدولة تبحث عن المعونات والأعانات ..ويتموا البلد بأكملها فالسودان فى هذا الشهر يستحق أن يكون نموذج لليتيم فى العالم طالى ما بقى فيه أمثال هؤلاء الذين لايضيرهم خراب مشاريعه وأحلام شعبه ما داموا يقبضون عمولاتهم نظير عمالتهم..
ولاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم عبد الغفار المهدى [email protected]