الصديق العزيز الأستاذ الهندي عز الدين سلام من الله عليكم في المجهر السياسي الجديدة وعلي شباب الصحافيين المتوثبين الذي ما إنفكوا يرافقونكم ويرتحلون معكم أينما أبحرت سفينة أقلامكم وجهودكم الصحافية من أجل هذا الوطن الجريح . نعم يرافقونكم ، بل ويتخذون مقاعدهم في مركب الترحال ( من منفي لي منفي ) كما تغني بها إمبراطور الغناء الراحل الموسيقار محمد عثمان حسن وردي ، وكما كتبها في زمان باكر الزميل والأديب والفيلسوف التجاني سعيد والذي كان يسرب قصاصات القصيدة ) قلت أرحل ) داخل علب السجائر للموسيقار وردي حين كان يقبع داخل سجن كوبر في ذلك الزمان من عمر الحركة السياسية السودانية قبل أربع عقود من الزمان لتتمدد بعد خروجه لتسكن داخل وجدان أهل السودان تماماً . إن الصحافة وبمفهومها المهني وأيضا بمفهومها الشعبي ، هي أداة معبرة عن طموحات الناس وعن آمالهم ، بل هي السلطة الرابعة الأكثر تأثيرا للتعبير عن معاناتهم اليومية أو مجاهدات نخبهم السياسية ، فالسياسة بلا شك هي التي يمارس حراكها اليومي النخب الذين يضحون بكل شيء من أجل الإنسان ، ويتخذون من منابر الصحافة منطلقا لتوصيل رسالة الوعي والتنوير وكشف سوءات الأ[داء السياسي ، ليس في السلطة فحسب – بل في كاقة ألوان الطيف السياسية علي إطلاقها ، والتي تستغفل الجماهير وتفعل ما تشاء ، غير آبهة بأن الفهلوة التي تعمل من خلالها بعض الصحف علي تلميع الأداء الفطير للسياسسيين حتي يجدوا القبول الجماهيري ، فيصبح مصير تلك الصحف هوالموت السريري وبأسرع ما يمكن ، متناسين في ذلك أن القبول في نهاية الأمر هو من رب الكون الذي يسطر كل شيء بمقدار ، مثلما يخلق كل شي بمقدار . وحتي تكتمل البنيات الأساسية لصحافة راشدة تحتمل الرأي والرأي الآخر والذي لابد له – أي هذا الرأي – من أن يلتزم بمتطلبات وشروط الكتابة الهادفة والمنضبطة والناقدة بلا إسفاف ، والشاهدة بلا تزوير ، والرقيبة بلا إنتقام ، والناقلة للحقائق بلا مزايدة ، والعفيفة الشريفة الطاهرة التي لاتتنازل أمام سلطان المال وسطوته والذي ظل يعمل علي تغييب نزاهة العديد من الصحف وحياديتها في المنقطة العربية والسودان من ضمنها مثلما نشاهد الآن، فكم رأينا أقلاما تتهافت بطريقة مخجلة من أجل إرضاء فرد أو جماعة وهي التي يطلق عليها( صحافة الأجندة الخاصة ) وكم رأينا صحافة أخري تقبض علي جمر قضية الحقيقة الناصعة وتعاني في ذلك ما تعاني . وفي تقديرنا الشخصي أن جهدكم الصحفي الذي ظللنا نراقبه جيدا ، بغض النظر عن المعتقد الأيديولوجي لكل صاحب قلم ، جعلكم تصطفون لجانب قضايا الناس ، ما أدي إلي حدوث ما ظللنا نلاحظه من مضايقات لتعطيل إستمرارية إظهار الحقيقة بلا مدارة ، في ذات الوقت الذي تقوم فيه العديد من الصحف ذات الرسالة الفطيرة الباهتة التي تعتمد علي التهليل للباطل لإنجاح محاولاتها لتجميل العديد من الأخطاء القاتلة ، فكان ما كان من وقوف القراء ووقوف العديد من أهل الفكر والقلم إلي جانب الجهد الصحفي الناصع الذي إختطته شبيبة صحافتكم أينما ما إتجهتم ، والتي بلا شك ستظل علي أتم الإستعداد لمواصلة ذات الرسالة علية المقام والمسؤولية أينما قادت ظروف الزمان المتقلب لخلق طريق ثالث من خلال إصدارة جديدة ، حتي تتواصل مسيرة الصحافة الراشدة خصماً علي الصحافة المتهافتة الكئيبة التي تتجه نحو المجهول وبسرعة البرق . وفي الختام ، نحن لا نملك غير أن نقول : ( بأننا لن نتخلي عنكم بإذن الله ) طالما سلكتكم طريق الحق ووقفتم في صف الجماهير التي لن تخذل جهدكم يوما ما ... ولا أزيد ،،،،، صلاح الباشا - إعلامي وكاتب صحفي نقلا عن صحيفة المجهر السياسي - العدد الأول: الإثنين 16/4/2012م