[email protected] 1 - مقدمة ! حسب المقولة ( كما انتم ، يولي عليكم ) ، يمكن أن نقول ( كما أنتم ، تكون معارضتكم ) ! كل نظام يفرز المعارضة التي يستحقها! النظام الحاكم في لندن يفرز معارضة تحترم التداول السلمي للسلطة ، والديمقراطية ، وحكم القانون ! ونظام البشير المتطرف في أستبداده ، وقمعه ، وفساده ، يدعو المعارضة لحمل السلاح لأزاحته من السلطة ! وعندما يفشل نظام البشير الحوار مع أحزاب المعارضة ، ويسعي الي أقصائها ، وتهميشها ، بل تفتيتها بشراء عناصرها الرخوة ، تضطر المعارضة ، مرغمة ومضطرة ، الي قبول تحدي نظام البشير ورفع القفاز من علي الارض ، والبدء في المقاومة المسلحة لأستخلاص حقوق شعوبها المهمشة ! وعندما يقصف نظام البشير أراضي دولة جنوب السودان ، ويتعدي علي سيادة ترابها الوطني ، ويقتل مواطنيها ، واللاجئين السودانيين ، المحتمين بأرضيها ، بدون أي أستفزازات قبلية ، أو أسباب مقنعة ، تضطر دولة جنوب السودان ، مرغمة ومكرهة ، لطرد مليشيات نظام البشير ، وقوات دفاعه الشعبي ، خارج أراضيها ، وأحتلال منطقة هجليج ، لسقي نظام البشير من نفس كأسه ! حسب نظرية عبد الرحمن الكواكبي، فأن الأستبداد الذي يتخذه أي نظام كمرجعية لسياساته وممارساته ، كما هو الحال مع نظام البشير الأستبدادي ، يؤثر وينتشر أنتشار الفطريات في الأرض الرطبة ، في كل مناحي الحياة في المجتمع ! فتجد الأستبداد عند شرطة النظام العام الذين يغتالون عوضية بدون وازع من قانون ! وتجد الأستبداد في الدين بظهور كلاب التكفيريين ، الذين يوزعون صكوك الانتماء الي الدين الأسلامي حسب هواهم الأستبدادي ! وتجد الاستبداد في مرجعيات المجتمع الأخلاقية ، فتسمع بجرائم ما أنزل الله بها من سلطان ، أقلها قتل الأبن لأبيه ! وتجد الأستبداد في التربية ، حيث تمتلئ مراكز المايقوما بالاطفال اللقطاء ! وتجد الاستبداد في التعامل غير السوي مع المال العام ، حيث تكثر جرائم الأعتداء علي المال العام من قادة الأنقاذ المتوضئين ! أحدث أنقلاب الأنقاذ العسكري الأسلاموي ، أنقلابأ في القيم والمفاهيم والمعاني السمحة السائدة في المجتمع السوداني ، فقلبها رأسأ علي عقب ... من شاهق الانسان العظيم الذي لم تسمح له أخلاقه السمحة بغش الحوت في البحر ، الي أسفل سافلين قادة الأنقاذ الذين يسرقون أموال الزكاة والحج واليتامي والمساكين ! نجح نظام الأنقاذ الأستبدادي ، طيلة العقدين المنصرمين ، في تشويه المجتمع السوداني ، الذي صار الي مسخ كريه ! كما نجح نظام الأنقاذ في تدمير ليس فقط الحاضر ، وانما وبالاخص ، مستقبل الامة السودانية ، بعد أن دمر المؤسسات ، وفتت الأحزاب السياسية ، وخصي النقابات الفئوية ، وشل منظمات المجتمع المدني ، وزور الأنتخابات ... حتي صار المجتمع السوداني مسخأ يقاسي من التقسيم المفضي للحروب ، ويعاني من الحروب الأهلية ، والأبادات الجماعية ، وجرائم الحرب ، والجرائم ضد الأنسانية ! أصاب نظام الأنقاذ الأستبدادي المجتمع السوداني بالكساح السياسي ، والتصحر الثقافي ، والجفاف الأقتصادي ، والأثنية البغيضة ، والعنصرية المدمرة ! نجح نظام الانقاذ في تحويل جنينة بلاد السودان المترعة بأشجار الفاكهة والأزهاير والورود ، التي سرقها بليل من الديمقراطية الرابعة ، وفي ظرف عقدين من الزمان ، الي صحراء قاحلة لا تجد فيها غير أشجار العشر والشوك والحسكنيت والضندب ! 2 - ردة الفعل ؟ في يوم الثلاثاء العاشر من ابريل 2012 ، أحتلت قوات الجيش الجنوبي منطقة هجليج ، بعد أن طردت منها قوات الجيش السوداني ، ومليشيات الدفاع الشعبي ! وقفل الجيش الجنوبي أبار النفط في هجليج ، التي كانت مصدر حوالي 60 الف برميل بترول في اليوم ، من جملة أنتاج السودان البالغ 115 برميل في اليوم ! ولم يسع الجيش الجنوبي الي شطف الأنابيب الحاملة للنفط الي بورتسودان بالمياه ، لأفراغها من النفط المتبقي بداخلها ، حتي لا يتجمد داخل الأنابيب ، ويجعلهاغير قابلة للأستعمال مستقبلأ ! كما قصف الجيش الشمالي بطائرات الأنتونوف العويرة ، أبار النفط في هجليج ، فجعلها قاعأ صفصفأ ! بترول هجليج ؟ البركة فيكم ! أحتلال الجيش الجنوبي لهجليج كان له ردود أفعال مختلفة في الشارع السوداني ، حسب الشريحة الأجتماعية والاثنية ( مرض أدخله نظام الأنقاذ في بلاد السودان ) المعنية ! يمكن أستعراض ردة فعل أحتلال هجليج علي أربعة شِرائح أجتماعية في السودان ، كما يلي : + القاطنون في هجليج ... قبيلة المسيرية ! + المواطنون ذوي الاصول غير العربية ! + المواطنون ذوي الأصول العربية ! + قادة قوي الأجماع الوطني ! اولأ : 3 - قبيلة المسيرية ! في أجتماع لهم ( الخرطوم – الجمعة 13 ابريل 2012 ) ، أكد زعماء المسيرية أنهم غير معنين بالنفرة والتعبئة ، التي أبتدرها نظام البشير لأسترداد هجليج من المحتل الجنوبي ! أستنكر زعماء المسيرية التهميش الذي قاسوا منه الأمرين علي أيادي نظام البشير طيلة العقدين المنصرمين !وأكدوا أن بترول منطقتهم يمر تحت أقدامهم الي بورتسودان ، ولا يعود عليهم بأي نفع ، غير الدمار البيئي لمنطقتهم ! بترول منطقتهم يذهب لجيوب والي داخل الحسابات البنكية الشخصية لقادة نظام البشير ! بقرة بترول هجليج يتم أطعامها بواسطة المسيرية في هجليج ، حيث خشم البقرة ، ويتم حلب لبنها بواسطة سادة الأنقاذ في الخرطوم ، حيث ضروع البقرة ؟ دعم المسيرية نظام البشير في الماضي وطيلة عقد التسعينات ، ضد الحركة الشعبية الجنوبية ! وكان نصيب المسيرية موت شبابهم ، وترميل نسائهم ، وتيتيم ابنائهم ! وقلب لهم نظام البشير ظهر المجن في أتفاقه الثنائي مع الحركة الشعبية ( نيروبي - الاحد 9 يناير 2005 ) ، وقذف بهم عكس الهواء ! لا يلدغ المسيري المؤمن من جحرواحد مرتين ! فلذلك فان المسيرية غير معنين بأحتلال هجليج ، ولن يشاركوا في نفرة استردادها ! خصوصأ وان مصالحهم مع حكومة دولة جنوب السودان ، حيث يقضون مع بهائمهم حوالي ثمانية شهور من كل سنة ، في مراعي جنوب السودان ، جنوب بحر العرب ! قرر المسيرية أن يلعبوا صالح ورقهم ، ويبقوا علي الحياد في الحرب الدائرة بين دولتي السودان حول هجليج ، حتي يقضي الله أمرأ كان مفعولأ ! هل تلومهم ، ياهذا ؟ يقول لك مسيري أحمر ، من السابلة ، وهو يدور حبات مسبحته اللالوبية : مشكلة هجليج حبة واحدة في مسبحة تحتوي علي 33 حبة ، وكل حبة مشكلة قدر الضربة ! أذا شارك المسيرية في أسترداد هجليج ، فلن يعني ذلك نهاية الصراع بين دولتي السودان ! فهنالك 33 هجليج اخري ، وكل هجليجاية قنبلة موقوتة بدأت في التتكان ! سوف نحتاج ل 33 فرح ود تكتوك حلال المشبوك لحلحلة هذه المشاكل العالقة ؟ ولا قبل للمسيرية بأستيلاد 33 فرح ودتكتوك ، في زمن لا وجود فيه للنبي موسي ! أبعد من الشر وغني له ، يا هذا ! ثانيأ : 4 - المواطنون ذوي الاصول غير العربية ! + أعلن تحالف كاودا الثوري أنه بصدد أحتلال ابار النفط الاخري في جنوب كردفان ، وقفلها بالضبة والمفتاح ، حتي لا يستعمل نظام البشير مداخيلها الدولارية في شراء السلاح لقمعهم وقمع شعوبهم ! اذا نجح تحالف كاودا في مساعيه ، فهذا يعني أن السودان سوف يفقد معظم مداخيله الدولارية تقريبأ ، أذ أن حكاية تصدير الذهب ، كبديل للبترول ، نكتة سخيفة يحاول سادة الأنقاذ تخدير الشعب السوداني بها ، حتي أشعار أخر ! + أعلنت حركة العدل والمساواة أنها نجحت في أقناع القبائل العربية الرعوية في دارفور ( وبالأخص قبيلة الرزيقات ) في الوقوف مع الحق ، ومع المهمشين ، وضد نظام البشير، الذي لم يجلب للقبائل العربية الرعوية في دارفور أي خدمات طيلة العقدين المنصرمين ! والوزن يومئذ الحق ! + غادر الدكتور التجاني السيسي الخرطوم مغاضبأ الي أديس أبابأ ، لأن نظام البشير لم يوف بالتزاماته المنصوص عليها في أتفاقية البشير – السيسي ( الدوحة – يوليو 2011 ) ! أذن أتفاقية البشير - السيسي المعيبة في طريقها الي الهلاك ، كما هلكت قبلها كل الأتفاقيات الي وقعها نظام البشير مع خصومه السياسيين ! + أشارت مجلة الأيكونومست المحترمة ( عدد الجمعة 13 أبريل 2012 ) الي تقرير ( لم يتم نشره بعد ) أعده خبراء أمميون بطلب من مجلس الامن بخصوص أقليم دارفور ! ذكر التقرير نقلة نوعية مركبة في محنة دارفور ، كما يلي : اولأ : بدأ نظام البشير في أستخدام ( الجنجويد الزرقة ) في التطهير العرقي لقبيلة الزغاوة ، خصوصأ عناصرها الموالية لحركة القائد مني أركو مناوي الحاملة للسلاح ! وذكر التقرير ان حوالي 70 الف من عناصر قبيلة الزغاوة المدنيين وعائلاتهم ، الذين يتهمهم نظام البشير بدعم حركة مناوي ، قد فروا من حواكيرهم ، هربأ من هجوم الجنجويد الزرقة ، المدعوم بالقصف الجوي من طائرات الأنتونوف ! تقع القنابل وبراميل المواد الحارقة من طائرات الانتونوف ، فيهرب المدنيون من قراهم خوفأ من القنابل ، ليجدوا الجنجويد الزرقة في أنتظارهم في مخارج القري ، حيث يتم القضاء علي الشباب والرجال ، وأخذ النساء والفتيات كسبايأ حرب ! هذه أول مرة منذ بدء محنة دارفور في عام 2003 ، يستعمل نظام البشير الجنجويد الزرقة في الابادات الجماعية لشعوب دارفور من الزرقة ! ثانيأ : في عام 2009 ، أعلن الجنرال مارتن اجواي ، القائد العسكري لقوات اليوناميد في دارفور ، أنتهاء الحرب الأهلية في دارفور ، مع أستمرار وجود حالات للنهب المسلح والشفتة ! وبدأت الأممالمتحدة في تقليص عدد قواتها العاملة في دارفور ! ولكن في يوم الثلاثاء 3 أبريل 2012 ، بدأت المعارك حول منطقة سورتوني في شمال دارفور ، وأستخدم نظام البشير الثنائي المعروف : طائرات الأنتونوف في السماء والجنجويد الزرقة علي الارض للقضاء علي جيوب التمرد الحقيقي والمشتبه به ! كما قام نظام البشير بعدة أعتقالات وأغتيالات لطلبة جامعيين ، من دارفور ، يتهمهم نظام البشير بموالاة الحركات الدارفورية الحاملة للسلاح ! هل بدأ الغول الأنقاذي في نفض الرماد عنه ، والعودة للحياة ، كما طائر الفينيق الأسطوري ، وبدء الأبادات الجماعية مرة أخري ؟ وهذا رغم الفرقعات الأعلامية المصاحبة لاتفاقية البشير – السيسي ( الدوحة – يوليو 2011 ) ؟ موعدنا الصبح لنعرف حقيقة الأمر ، اليس الصبح بقريب ؟ نواصل أستعراض بقية ردات الفعل في حلقة مقبلة !