الأخ الفاضل الأستاذ / عثمان دنقس تحية وإحتراما لك أجزل الشكر أخي على ما تفضلت به من رد راق على مقالي المعنون "العودة إلى الجاهلية"، وأسعدني "بالحيل" إطلاعك وردك على المقال. وإجمالا وقبل أي تفصيل .. أوافقك الرأي فيما ذهبت إليه من رد. وفي التفصيل .. أقول، بدءا .. أعتذر وبالصوت العالي للأساتذة الأجلاء، الشاعر والأديب فضيلي جماع، والأستاذ شوقي بدري، و البروفسيور محمد زين العابدين، إذ كان هنالك "أي فهم" بأنهم تحولوا "أشرارا" .. وأشهد الله أني لم أقصد ذلك البتة، "فهم من هم" وسيبقون بيننا أخيارا من أخيار، وأن ما سقته هو فقط أمثلة للتدليل على نشر بعض الكتابات الإسفيرية التي توقظ بعض صور العنصرية.. "ولهم العتبي حتي يرضوا". ثانيا.. إحاطة موضوع "العنصرية والقبلية" بكل الزوايا والمنعرجات، يقتضي الدراسة الموسعة، وأظنك توافقني الرأي بأن المقال ومهما إستحكمت حلقاته، سيبقي محدودا .. وما رميت إليه في المقال، هو نبذ ما يثير ويغذي تلك النعرات .. درءا للفتن النائمة، خاصة في هذا المنعرج الخطير الذي يمر به السودان. ثالثا .. أوفقك الرأي بأنه هنالك سلوكا جاهليا منتشرا في بعض مناطق السودان، لكنه قد "بارح مكانه"، وكنت قد دللت في مقالي على هذه "المبارحة" ببعض الصور الوطنية والأشعار، وما إشارتك إلى "ممارسة هذا السلوك على إستحياء ومن وراء الكواليس، إلا دليلا آخر على هذه المبارحة، وعلى نبذ المجتمع لهذا السلوك، لكونه عملا غير سوى. والمطلوب هو تعميق هذه "المبارحة"، حتى لا تمارس "على عينك يا تاجر".. بالتكاتف والعمل سويا على "وأد هذا السلوك حيا".. ولكن بهدوء وحكمة .. تجنيبا لبلادنا المزيد من التشظي .. لا سمح الله. خلاصة القول .. أنى لم أدفن رأسي في الرمال، بدليل الإشارت التي سقتها في مقالي خاصة في جانب الحكومة. أخيرا .. أؤكد وأذكر بالآية "يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" صدق الله العظيم، سورة الحجرات الآية (13). مع فائق تقديري د. سيد البشير حسين تمام [email protected]