قدمت النوبة الى الوطن خليلين ... خليل غنى للوطن وصار علما وخليل كتب عن النوبة ومخاطر السدود وصار رقما..واليوم وورى جسد الخليل الثانى وتوارت معه احلام النوبة فى مستقبل آمن من خطر السدود .. رحل الخليل الثانى والنوبة أحوج ما تكون لفارس مثله ينافح عنها عوادى الانسان والزمان.. لقد كان الخليل بن عيسى قمرا نوبيا رحل ليلة اكتماله وبهائه، وعندما يختفى القمر تتحرك جيوش الظلام والجهلوالحقد والشر ، وكان قلما مشرعا وسيف مشهرا فى وجه أعداء النوبة وعندما يختفى القلم والسيف يطل الجهل القميئ بوجهه ويسود أعداء الحياة والإنسان والمستقبل الجميل ويصبح الأقزام سادة وضعاف الرأى قادة ويرحل الفكر بكل جماله وألقه الى مكان آخر ولا يعود إلا إذا دعاه إنسان بقامة الخليلين.. الى الصديق والخليل النوبى كلماتى المتواضعة فى وداعه وتعبيرا عن حبى له وهو فى رحيله الأبدى الى مستقر الأرواح والخلود السرمدى: رحل الخليل ولاخليل لم يبق للخيل الصهيل ولم يبارح غمده السيف الصقيل رحل الخليل ومات فى الحلق العويل رحل الخليل وعم فى أرجائنا ليل طويل والنوبة الثكلى تكفكف دمعها الغالى وتنتظر البديل يا ليل كوش وحزنه الدامى الثقيل رحل الخليل وما عرفنا قبله معنى الرحيل يا نقش تانيهسو وخاليوت النبيل يا روح ترهاقا تحدثنا عن المجد الأثيل يا مجد نوباتيا وعلوة والمقرة نامت نواطيرالشمال عن الثعالب ذات مرة فأتى اليك الطامعون يبادلون الحب شرا هجم التتار على بلادى ألف مرة هجم التتار عليك نيل الخلد واحتجزوك قسرا والحزن خيم فوق كجبار ودال واستقر وبلادنا صارت مشاعا يا خليل وصار غاب النخل قبرا هذى السدود لمحونا ولقتل اغنية الحياة المستقرة ورحلت يا خلى ونحن نواجه المحن الخطيرة ويحى على السودان أرض الإبتلاءات الكبيرة حكامها أقزامها المستهترون ذوى الحماقات الكثيرة الراقصون الجامعون المال والأزواج والفيلل الوثيرة تبت أياديهم..أيادى الشر والهمم الحقيرة وتظل روحك فى الخلود السرمدى تقول: إن الظلم ليلته قصيرة أخوك الحزين نورى جليلة (نورالدين منان)