الأخوة القراء الاعزاء , ابتداء من هذا المقال سوف نقوم بنشر مقالات متواترة في صورة عمود صحفي بعنوان ( دنيا عجيبة ) يتناول مختلف المواضيع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ذات العلاقة في أغلبها بالشأن السوداني . ونسأل التوفيق والسداد . ومقال اليوم بعنوان ( الشعب يريد أن يعرف الحقيقة ) . أعلنت شرطة الجمارك السودانية قبل أيام قليلة ضبطها واتلافها 50 طنا من البضائع التي اشارت الى انها واخرى مجهولة المنشأ وبعض منها منتهية الصلاحية وهي تشمل مستحضرات تجميل خطيرة بالاضافة الى منشطات جنسية و مواد منافية للاداب والاخلاق وخمور قيل بانها ( مريسة ) معاد تعبئتها واوضحت الجمارك ان مثل هذه البضائع يتم استيرادها او ادخالها البلاد عن طريق الحقائب الدبلوماسية وتجار الشنط . ودون الخوض في تفاصيل هذا الخبر وما يتصل به من أسباب هذه الواقعة ومن يقف وراءها والتي أضحت ظاهرة خطيرة تهدد قيم واخلاق وصحة المجتمع كما حدث من سابقتها في قضية السكر المستورد المنتهي الصلاحية . هذه الظاهرة التي يقف من ورائها بلا ريب ذوي الضمائر الخربة والذمم الفاسدة والنفوس العفنة والذين لو وجدوا العقاب الرادع لما فعلوا ذلك ولكن كما قيل ( من أمن العقاب ساء الأدب ) والذين يجب أن نعلنها بصراحة وبمليْ فيهنا وبدون مواربة أن هؤلاء لو لم يكن لديهم ( ضهر ) قوي وسند (سمين ) لما تجرأوا وفعلوا هذه الفعلة الملعونة تكرارا ومرارا دون محاسبة او أو عقاب ؟؟ واذا لم يكن الامر كذلك لماذا لم يتم الكشف عن اسماء الاشخاص أو الجهات المتورطة في ذلك ؟؟ ولماذا لم يتم تقديمهم للمحاكمة لينالوا ما يستحقونه من عقاب رادع ؟؟ حتى اعتاد الناس على سماع أخبار التقاوي الفاسدة والسكر الفاسد والادوية الفاسدة والأطعمة الفاسدة واللحوم الحيوانية و( البشرية ) الفاسدة دون ان نرى او نسمع عقابا قد طال هؤلاء المجرمين . ان امثال هؤلاء جزاؤهم القتل والقطع من خلاف والصلب في ميدان ابو جنزير . ان البضائع موضوع هذا المقال كانت 50 طنا نعم خمسون طنا يعني 50000 كيلو يعني ليس 50 رطلا او 50 قندولا أو 50 زجاجة أو ( كنتوشا ) فكيف بربكم يمكن أدخال هذه الكمية الضخمة من هذه البضائع والمواد الخطرة صحيا وأخلاقيا على المواطن والمجتمع وعبر مطار الخرطوم اذا لم يكن هنالك شيْ من ( حتى ) وأن في الأمر ما وراءه , وأن هنالك شبكة كبيرة من المافيا تتولى عمليات الاستيراد والادخال والترويج والتوزيع تنشط في وطننا ( المنكوب ) , مافيا ( مسنودة ) لها أذرع داخلية وخارجية , لها حسابات بالدولار في البنوك و ( فكة ) في البيوت . على أي حال لابد أن نحي شرطة الجمارك السودانية وما تقوم به من جهود في رصد وكشف ومصادرة واتلاف مثل هذه البضائع والمواد الخطرة على صحة واخلاق المواطن السوداني ,, ولكن يجب الكشف عن أسماء الاشخاص أو الجهات المتورطة في ذلك , مهما علا مركزهم وعظم شأنهم , فالشعب يريد أن يعرف الحقيقة . والى لقاء آخر . هاشم علي السنجك [email protected]