كلام الناس *احيانا نشعر باليأس من كثرة ما كتبنا ونصحنا و نحن نرى الامور تمضي نحو الاسوأ خاصة في حياة المولطنين الذين دفعوا وما زالوا يدفعون ثمن الخلافات والنزاعات والحروب والترضيات ايضا ‘ في انتظا ( جودو) . *نحن هنا لا نتحدث عن جودو صمويل بيكيت الذي لم يأت حسب مسرحية الكراسي اذا لم تخني الذاكرة التي بدات تتاثر بمتغيرات الزمان الذي يسابقنا في هذه الدنيا الفانية ‘ رغم اننا نعيش في واقع اقرب الى مسرح اللامقول الذي انتشر في زمن ( الكراسي) . *مللنا الكلام عن ضرورة الاصلاح السياسي الشامل ‘ لكننا لم نيأس من امكانية تحقيقه في ظل الظروف الضاغطة التي يحاول البعض التعتيم عليها باجراءات استثنائية لا تسمن ولا تغني من جوع ‘ مثل التضييق على الحريات الصحفية او اللجوء الى حلول جزئية تخديرية ثبت فشلها ايضا . *نقول بكل صراحة وصدق ان الحلول الجزئية للاختناقات السياسية والاقتصادية والامنية لن تفلح في تحقيق الاصلاح المنشودالذي يحتاج الى معالجات شاملة تستهدف تامين السلام مع دولة جنوب السودان وفي الداخل ‘ وذلك يتطلب الاسراع بانجاز التسوية السياسية الشاملة لاطفاء كل بؤر النزاعات في السودان الباقي ومع دول الجنوب . *لن تجدي الاجرات الاقتصادية التي يحاول حزب المؤتمر الوطني تمريرهامتزامنة مع عملية اعادة هيكلة للحكومة والحزب في ظل استمرار الاختناقات السياسيةالقائمة داخليا ومع دولة الجنوب ‘ ولا يكفي الحديث عن التزام الحكومة بتنفيذ اهداف الافية التي من بينها محاربة الفقر - هذا كلام قديم وقيل من قبل بلا طائل - خاصة بعد اتساع دائرة الفقر وسط المواطنين . *نعلم ان الواقع الاقتصادي يحتاج لاسعاف فوري وعاجل لا يحتمل التاجيل ‘ لكننا نرى ضرورة ربط ذلك بمعالجة شاملة للسياسات القائمة التي تسببت في كل هذه الاختناقات السياسية والاقتصادية والامنية ‘ ولايمكن معالجتها بذات السياسات . *هذا يستوجب اشراك الاخرين من المعارضة بمن فيهم حزب الحركة الشعبية الشمالي واخذ مبادراتهم مأخذ الجد بدلا من انتظار الاملاءات الاقليمية والدولية .