يبدو أن الأحداث بدأت تتصاعد بعد دخول قناة البحر الأحمر الفضائية العمل وهى تظهر دون أدنى شك عقلية القائمين على أمرها فى كيفية التعامل مع أختيارات البرامج والموضوعات ذات الصلة بالولاية من خلال زواياها المختلفة لا تستبعد تلك الرؤية أستصحاب الجانب الأثنى كمحور أصيل ترتكز عليها خارطة القناة فى بث برامجها وهو بات ملاحظ لكل من يرى دون إنحياز إلا من كان أحول لا يميز رؤية الحقائق سوى من أفق ضيقة وربما يهمنى الجانب الثقافى ذو البعد الغنائى وقضية الفنان البجاوى سفير كل قوميات البجا بشقيها البداويت والتغرى وصاحب اللونية المتفردة الفنان القامة سيدى دوشكا الثائر بمفردات تمجيد حقوق البجا ونضالات رموزه وسليل أرث شعراء البجا الأصيلين قويلاى أور ومحمود الفلج وموسى أتمان وأسطورة الألفية الثالثة أركه صابر أن تحول بينه وبين رغبات جماهير البجا والسودان عامة توجيهات القائمين على أمر القناة الفضائية لمجرد تبعات مشاركة الرائع دوشكا فى مهرجان ليالى السودان بدعوة شخصية من وزير الثقافة الأسبق ( السمؤل خلف الله ) دون أن تنتقص تلك المشاركة من كبرياء وعظمة وزارة الثقافة وسلطاتها بالبحر الأحمر والقائمين على بعثها فى المهرجان لتتكشف الحقيقة البائنة فى أستبعاد أغنية ( تربندى ) من بثها فى القناة ومن ثم حجب مشاركة دوشكا وتضييق المساحات عليه حتى يحدث ذلك فى نفسه عزوفاً من معاودتها مرة أخرى فى محاولة لا تقبل القسمة على أثنين والتشكيك فى نواياها المبيتة أصلا ً ووضعت بتفصيل محسود عليه فى الدقة والتخطيط لتأتى الضربة القاضية على تنفيذ محاولة الأغتيال بعناية فائقة والحدث لا يكذب كل أصدقاء دوشكا من رفقاء الأغنية ومن يشاهد القناة تلك الملاحظة ولعل ما تأكد من يقينية أمر سد أبواب قناة البحر الأحمر الفضائية المهترىء هو أحساس الفنان دوشكا بتحديد من يلاحقه فى حرمانه من الحق الأصيل فى برامج ومساحات القناة مثل غيره من زملائه دون محاباة أو تحيز مشيراً دون هروباً أو أدعاءاً أستهداف مستشار الوالى للثقافة والأعلام السيد الصادق المليك له منتهزاً عودته مرة أخرى للسلطة من بوابة الأستشارية ليضع حداً لمسيرة الفنان دوشكاً ويبدد كل طموحاته الفنية والغنائية على مسرح الأستهداف والأغتيال المعنوى بلا رحمة وشفقة تعيد قراءة ضمير المسؤل فى الكف عن السلوك التجريمى المرتكب فى حق الأخرين بدواعى أن القلم فى اليد وسياسة البطش لا بد منها ولا مجال للحديث عن السلطة غيمة خريف راحلة ودوامها من المستحيل شعار لا يؤمن به المستشار المليك ويرى أن أرادته هى الأقوى فى تحقيق ما يستهويه من الأفكار والرؤى يعبث ويعيث كما يحلو له فكل شىء يهون بين يديه والراعى الأكبر ومن يقف على حمايته ورعايته سى ( أيلا ) لا يبصر عنية فى أفعاله ولو من باب المناصحة والتشاور تاركاً له القارب بما حمل ضوء أخضر على طول أفعل كما شئت ولا تبالى بى لا شك أننا نعيش لحظات مفصلية فى منعطف خطير جداً من تشابك المعطيات فى مسرح الواقع فى ولاية البحر الأحمر من تداعيات كثيرة ظلت تؤسس لفهم أثنى وقبلى بحت درج القائمين على أمره فى حكومة البحر الأحمر فى عهد واليها الحالى يرسون لأدبه دون التحوط لمألاته نمستقبلاً والثقوب التى تترتب عليها نتاج فهم عنصرى ضيق لا يميز بين مكونات المجتمع العريض بكافة مكوناته المتامسك على مر العهود دون فواصل وحواجز حتى أضحى فجرها الأغبش بحزنه الأعقر على كف سلطان أيلا لتمتلىء جسده بتشوهات العفن الأثنى حتى لم تعد حاسة الشم لدى أنسان الولاية يشتم رائحتها .. فى ظل هذه الأجواء الملبدة بغيوم التقلبات المناخية القبلية فى حياة القائمين على أمر فضائية البحر الاحمر يظل المستقبل غير مبشر للتفاؤل والأمنيات لواقع طموح يحقق كل ما تشتهيه أنفس مواطنى البحر الأحمر من حياة جميلة تسر الأخرين وتعطى عنهم صورة طيبة يتمنوها فى سبيل أعجابهم بحب الجمال والصفاء ونقاء طيب المعشر والأصالة وقضية الفنان سيدى دوشكا محطة من الصعب تجاوزها فى سبيل أنطلاقى قطار الفضائية لبلوغ محطتها النهائية أن كان الهدف هو التميز وأظهار الوجه الحسن لا الظهور بوجه مزيف وأتمنى أن يكون ما حدث لدوشكا لحظة عابرة لم تكن عن سوء قصد والأمر متروك بين يدى السلطات لتوضيح ملابسات تلك القضية التى تحمل بين جوانحها رسائل خطيرة يصعب تداركها مستقبلاً