محدثي اثناء مرورنا باحد الاحياء العائمة و(المتطينة) في الخرطوم ..قال لي (والله الخرطوم دي دايرة ليها ميتين سنة عشان تبقى مدينة زي الناس)..فصححته او حاولت جره الى بيت القصيد ومكمن الازمة بدقة اكثر فقلت له (لا.. ما ميتين سنة ميتين واحد زي الوالي الخضر دا مع بعض)..!! قدرات من يدير أمر ولاية الخرطوم يجب ان تكون قدرات هائلة وكبيرة وكنا في احسن احوال ظننا باداء الوالي الخضر نقول انه (والي طيبان ساكت) .. ولكن هذه الصفة يبدو انها وبدون قصد تحتمل تفسيرا سلبيا لمعناها لو اعتبرنا ان طيبة عبد الرحمن الخضر تجعله يقوم بتنفيذ جسر السوق المركزي بتكلفة تزيد عن ال12 مليار جنيه ثم وبعد اربعة اشهر فقط من افتتاحه يعوم الطريق المسفلت النازل منه مباشرة يغرق في اول امطار الخريف ..مشهد محزن وماساوي ويدعو للتشكيك في نزاهة القائمين على تنفيذ المشروع ..ثم انه وبعد كل هذا كنا نتوقع على الاقل فتح تحقيق رسمي من الولاية مع الشركة المنفذة حول الاخلال ببنود العقد ..إلا إذا كان عقد الجماعة معاكم يتحدث عن فترة صلاحية اربعة اشهر فقط .. الخضر (رجل طيبان) ويدير امر ولاية معقدة تحتاج لوالي يمتلك خيالا واسعا وقدرات على التخطيط السليم واتخاذ القرارات الصائبة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب .. الخضر (الرجل الطيبان) ربما لايعرف ان اصراره على مامون حميدة جعل الحكاية في مجالس الخرطوم امتع قصة للتندر والسخرية .. وقد عشت عمري كله داخل الخرطوم لكنني وللامانة لم اشهد فشلا لمشروعات الخريف في كل العهود وعلى امتداد قائمة كل من شهدتهم حاكمين لولاية الخرطوم مثل الحال التي تعيشها خرطوم الخضر عام 2012 ولاتحدثونا عن مناسيب غير متوقعة او مقارنات بل حدثونا حديث الاعتراف النبيل بالفشل الكامل غير المنقوص لغرفة الخريف وحدثونا عن الفشل الكامل لمشروعات النظافة ..حدثونا بنبل عن عدم قدرتكم على توفير بئة صحية وحدثونا عن اصراركم على تنفيذ مشروعات لانعرف السر وراء الاصرار عليها رغم التحفظات الفنية مثل مشروع (دفن النيل اب كراعا برا) وحدثونا عن دواء معدوم وحدثونا عن ولاية يستخدم كل المواطنين فيها دواء (الفلاجين) الخاص بديدان البطون علاجا لبطونهم بسبب الاوساخ وحدثونا عن السوق المركزي بالخرطوم ذلك المكان (المتعفن) الذي يزود مناطق الخرطوم واحيائها بالخضروات .. ..يوم وقفة العيد وجدت كوم النفايات بالقرب من موقع سكني على الطريق الرئيسي بمدينة الازهري قد فاق ارتفاعه طول (بني ادم واقف على حيلو)..ثم حضرت عربة نفايات تمر بالجانب الاخر من الشارع رفض سائقها كل رجاءاتي كي يحمل تلك النفايات بحجة انها ليست دائرة اختصاصه ..قال لي احدهم (الزول دا شكلو داير حاجة) يعني رشوة والدنيا رمضان ..!!!! يحتاج الدكتور عبد الرحمن الخضر للكثير والكثير حتى يتمكن من إدارة امر ولاية الخرطوم بالحد الادنى المطلوب .. كل شئ في غير مكانه وكل امرئ في غير موقعه ..مجاملات ومؤامرات وصاحبي وصاحبك وصاحب صاحبنا نجيبو هنا وداك هناك ودا زولنا زمان ودا من جماعة عمك فلان وعمو ياعمو ياعمو شفت انا حلوة ازاي وو وغايتو ربكم يهون القواسي ويخفف عليكم مصائبكم يامواطني ولاية (الخضر) ..