من الاآخر شمال دارفور ظلت رغم ظروف الحرب والفتن في دارفور ورغم حظها العاثر في الولاة تحتفظ بنوع من السلام المصحوب بالحذر ، ولم تشتعل فيها الصراعات بصورة صارخة كما هو حال جنوب دارفور التى أفنت الصراعات فيها الكثير من الارواح وراح فيها اطيب الرجال واغلاهم وانفعهم لها، بالرغم من أن شمال دارفور تعانى من نفس الحرب ولكنها نفسية ويعيش أهلها حالة توجس وخوف من أن يصيبها مصاب جنوبها وتنفجر الاوضاع و أن يطل الصراع بوجهه القبيح ذاك وقد ظل هذا الاحساس يقلق أهل الشمال منذ العام 2003 وحتى هذه الأيام التى وضح فيها بشكل أكثر قبحاً وحيرة و سماه الوالي كبر انفلاتاً امنياً حسب ما يريد لأنه ظاهرياً لا يحمل بصمات القبائل ولا يمكن تصنيفه من ضد من ؟ و الحقيقة هو صراع لكنه غير واضح لمن يجهلون حقيقة الاوضاع هناك ولا يشعر به الا المستهدفين منه المتاجر بهم في سوق الموت، أما الانفلات الامني فهو قد حدث في دارفور زمان يوم خرج قادة التمرد من الخرطوم و ظهرت الحركات المسلحة واشتعلت الحرب رسميا بينها وبين الحكومة وحين سقطت قبائل دارفور في الامتحان الصعب ضد بعضها ووقعت في فخ صراعات ساذجة وحين إستغل أبناء دارفور تلك الظروف في الاتجاه الخطأ ووجهوها ضد أنفسهم ، الانفلات الامني حدث حين نصب ابليس صيوانات الافراح ورقص مع عائلته طربا ونشوة ورقص معه الكثيرون وهو يرى السلام يحتضر امام أعين أهل دارفور دون أن يتراجعوا أو يقولوا بسم الله لطرد ابليس ، الانفلات الامنى حدث بإختصار عندما فشلت الحكومة رسمياً كمؤسسة منوط بها الحفاظ على المواطن وامنه عرضه ولمدة تزيد عن العشرين عاما في دارفور وولت عليها من لا يرحمون وفعل فعلته ، أما اليوم وقد انتهت تلك الفترة وقد تعب الناس وملوا ولم يعد لأحد في دارفور (قدرة ) يصارع بها حتى ظله أصبحت الفرصة مواتية لتحقيق الامن ، فمبقدور الحكومة أن تصلح الحال ولكنها لا تملك الرجال ، و ما يحدث اليوم في شمال دارفور ليس انفلاتا أمنيا ولا يمكن تعريفه بذلك لان الانفلات الامني أنتهى حين فقدت الحركات المسلحة قيمتها وخبأ بريقها وتشتت شملها نتيجة افعالها ، واليوم لا يحتاج الواقع الى أن يسمى انفلاتاً امنياً بل فشلا حكومياً لانه أصبح في مقدور الحكومة أن تصنع الامن دون تكلفة وبما يمليه عليها الواجب فقط ، فما يحدث واقع أقره الوالي كبر وهو يعلم أن حكومته لا تحاسب مثله لانها لا تحاسب الا الشرفاء ولان السوء فيها طبيعة متأصلة لذلك هو من يصنع الموت ويتاجر بالارواح ويحصد ثمنها واثقاً من لا أحد يحاسبه الا الله وهو لا يخشاه ، والا لما شارك ابليس الافراح على الخراب الذي حدث في شمال دارفور وهو عمل مخطط له ، فالموضوع يبدو للعاقل فيه عقول تدير وتأمر وأيادِ تنفذ تنشد من خلفه مصلحة معينة ولكنه يغطى بكلمة انفلات امنى ذرا للرماد في العيون لان حكومة كبر تفننت في هذا المجال وتمرست لذلك تبرر للاخرين لتبعد عنها الشك ودائما تنجح بل تنجح ، وكلمة انفلات أمنى التى لا يعرف غيرها مجرد كلمة تعود عليها الوالي كبر يطلقها كلما انتابته نشوة الجلوس على كرسي ابليس الذي لا يرغب في تركه . وهنا ياتي السؤال من المستفيد من صناعة هذا الموت والبيع والشراء في ارواح الناس ، مع أنه يفترض أن هناك حكومة مسؤولة من المواطنين ولكنها تقف عاجزة أمام مواطن أن كانت صادقة معه لوقف لها طاعة وولاء ، فالامر يحمل في طياته بصمات عصابة فتحت لها سوقاً إسمه الانفلات الامني وجعلت من المشاكل والحروب والصراعات محلات تجارية تبيع فيها تجارتها وتمنح بها نفسها الزمن والفرصة لتمارس رغباتها وشهواتها اللا إنسانية مدعمومة بنفس ذليلة وضعيفة لا تشعر بالقوة والاعتزاز الا حين ترتشف دماء الاخرين وتأكل لحمهم لتشعر بالسعادة والرضا ، وهنا يبدو واضحا لاى فرد من هم أفراد هذه العصابة التى لا يشك أحد أن والي شمال دارفور هو الراعي الرسمي وصاحب المصلحة ومعه زمرته فهو قد عجز من أن يكون حاكما نزيها يقدم التنمية والرفاهية وليس لديه ما يفعله ليثبت نفسه الا إثارة المشاكل لتصنع منه حاكما وبطلا يخرج في وسائل الاعلام يعلن عن أي حدث أنه انفلات أمنى و أن ما حدث مؤخرا في مليط وقبلها كتم والفاشرة ومرة اخرى كتم في ظرف أيام انفلاتا امنيا فيدعي الحكمة فيعين حاكما عسكريا على المحلية مسرح جريمته ، مع أن السيناريو يعكس أن ما يحدث يبدو صناعة مفسدين وقد أمتهنوا الفساد رسميا وهو شهادتهم وخبرتهم ومؤهلهم الذي أهلهم للعمل في حكومة الانقاذ زمرة الشيطان ، والا فعشرة سنوات لا يمكن أن يقبل شخص صحيح العقل نظيف النفس صافي النية أن يموت بين يديه وتحت مسوؤليته كل هذا الكم من الناس بصورة تبدو درامية لها مؤلف ومخرج وممثلين ومنتجين ومخرجين ومسوقين يقدمون خدماتهم لإبليس بمنتهى الاحساس بالمتعة والراحة والافتخار ، ويبرر الوالي لكل حادثة موت بأجمل الكلمات السياسية المخففة لافعال تهز عرش الرحمن . إن ما يحدث لا يمكن وصفه باقل من حالة شيطنة تسيطر على والي شمال دارفورا وهي نابعه من تكوينه النفسي وقد ظل يدور في فلك حوادث محلية في وقت ينشغل فيه الناس بالقضايا العامة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها وهو الجاهل بها ، ولا يمكن وصفه بأكثر من أنه يعاني من نفسه كما الذين حولة ومصاب بحالة مزمنة من الانفصام ويختلط عليه الصواب بالخطأ وهو إحساس يبرر الجهل والفشل والعجز الكامل عن رؤية الاشياء بمنطق وعقلانية وبصيرة هداها الله الى سبل الرشاد ، إذا الامر كله فساد والي إعتنق منهج الشيطان في إدارة شئون الناس ومعروف أن نهج الشيطان لا يقود الا لهلاك البشر ، وما يحتاجه أهل شمال دارفور اليوم هو تغيير هذا الوالي ومجموعته الرديئة الذي قضي عشر سنوات لا يقدم للبلد سوى ما يجعل ابليس سعيدا مبتهجا وهو يبتهج معه، وأشعل فيها نارا أكلت حتى الضماير وحطمت نظام شمال دارفور الاجتماعي الاصيل ، اذا مثل هذا الوالي سيزيد من هلاك أهل شمال دارفور وسيحرقهم وقتما وجد الفرصة ليستمع هو بشوائهم على نار الحقد التى بداخله ما دام يجد معه من يشعل له النار ويعد الشواء و ما دام هناك سوق نخاسين ونخاسة يتجارون بالناس فمن الطبيعي أن يكون هناك ضحايا يذهب ثمنهم الى جيوب زمرة ابليس . شمال دارفور اليوم لا اعتقد أنها بحاجة الى هذا الوالي حتى ولو تعيش بدون حكومة وذلك افضل من حكومة لاترى للصواب طريق وقد أصبح توجيهها بالقوة فرض عين .