محمد فضل علي محرر شبكة الصحافة السودانية www.sudandailypress.net من المفترض ان يتوجه الرئيس السوداني عمر البشير في اي لحظة الي العاصمة المصرية لكي يلتقي الرئيس المصري محمد مرسي حسب ما جاء في اخبار الامس وليس في الامر جديد وانسياب العلاقات بين شمال وجنوب الوادي امر اكثر من مطلوب وكذلك تنسيق العلاقات وتبادل المنافع وكل مايمكن ان يعود بالنفع علي البلدين وتطوير صيغ التكامل المواكبة لروح العصر مع البعد عن الخيال والنزول الي ارض الواقع في تقييم الامور وماتحتاجه العلاقات السودانية المصرية من تطوير في الوقت الراهن علي خلفية الاوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلدين ومع ذلك ننبه الي ان لقاء الرئيس السوداني وشقيقه المصري ياتي في ظروف مختلفة والسودان يشهد حالة من عدم الاستقرار وصراعات داخلية وتدويل للقضايا وصراع مكلف ودامي علي السلطة لم يحسم بعد وظل يستنزف الموارد والدماء في حلقة لعينة ومسلسل بلانهاية ومصر خرجت لتوها من عملية سياسية وانتخابية شاقة ومرهقة تحف بها المخاطر حتي بعد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي اتت بالمرشح الاخواني محمد مرسي الذي من المفترض ان يلتقي الرئيس السوداني والذي هو ايضا شخصية اخوانية ولذا نتمني ولانستجدي ان لايتم التعامل مع قضايا البلدين وكل ماله صلة بالشعبين علي طريقة انا وابن عمي علي الغريب او تقديم اجندة التنظيم علي الاوطان والقضايا القومية ومع التجارب المعروفة في هذا الصدد لايجب افتراض حسن النية بل لابد من وجود متابعة شعبية وسياسية لصيقة لما ستسفر عنه نتائج مفاوضات القيادات السودانية المصرية الراهنة تجنبا لوقوع المحظور او التفكير مجرد التفكير في ربط السودان البلد باي اجندات او تحالفات تجعل منه مجرد حديقة خلفية لزيد او عبيد او التنظيم الدولي للجماعات الاخوانية وجر بلادنا التي لاتنقصها صراعات او حروب استنزاف الي اي محاور واحلاف اقليمية او دولية خصوصا وان الجارة الشقيقة تشهد ولاول مرة في تاريخها المعاصر بدايات لصراعات عقائدية مخيفة بعد ان تحول جزء منها الي قاعدة لحروب دامية تشنها الجماعات المشتددة ضد كيان الدولة المصرية في ظل عدم وضوح للرؤية ومواقفنا في السودان من مصر ليست مجروح فيها وقد كنا وسنظل عمقها الاستراتيجي الذي لايتغير ولاتتبدل مواقفه في ازمنة السلم والحرب كما كنا دائما عبر علاقة الشعب بالشعب والدولة بالدولة وليس علي مستوي التنظيم او المنظمة او اي اجندات غير واضحة لاسمح الله ونحذر من اي مساس بهذه الثوابت او الخروج علي نص العلاقات الازلية المعتادة والمعروفة او نسيان ان السودان وطن لكل اهل السودان كما مصر هي بلد كل المصريين وليست حكر علي جماعة او تنظيم .