مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يلتقي السيدة هزار عبدالرسول وزير الشباب والرياض المكلف    وفاة وزير الدفاع السوداني الأسبق    بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الدكتور حسن الترابي .. زوايا وأبعاد    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤتمر الوطنى والتقديرات الخطأ. طالب تية

بدأ المؤتمر الوطنى الحرب فى جبال النوبة بتقدير خطأ .ولكن مع ذلك مازال المؤتمر الوطنى يبنى قراراته على نفس التقدير الحطأ.. لقد قامت الحرب بتدبير وقرار من المؤتمر الوطنى وذلك عندما اصدر قائد الفرقة الرابعة عشر فى مدينة كادقلى خطابا للحركة الشعبية يشير فيه الى ان المؤتمر الوطنى يريد تجريدالجيش الشعبى من سلاحه. لقد كان الخطاب استفزازيا، بل كان بمثابة اعلان الحرب على الحركة الشعبية، وقد تفهم قائد لحركة الشعبية فى جبال النوبة فحوى الخطاب وبدأ بدون تواطأ التعامل مع الخطاب بجد.
لم يك ذلك الخطاب الا اعلان للحرب كما فهم ذلك قائدالحركة الشعبية فى جبال النوبة الفريق عبدالعزيز ادم الحلو. ولانه قائد استراتيجى، اصدر اوامره لاركان حربه والنافذين فى الحزب من القيادات بمغادرة المدينة الى اماكن امنة حتى اشعار اخر.ولقد تأكد له ذلك تماما عندما قام المؤتمر الوطنى باحضار دبابات الى حاضرة الولاية وحشد المدينة بحشود عسكرية فى عملية كانت مستفزة ايضا.
لقد قام الجيش الشعبى على ضوء ذلك على ان يكون على اهبة الاستعداد، وكان يتوقع انفجار الموقف فى اى لحظة. وقد انسحبت قيادة الحركة بما يها قائدها من المدينة قبل اربعة ايام من اندلاع الحرب. حيث انسحب قائدالحركة الشعبية ومعه الصف الاول من قيادات الحزب الى مكان امن خارج مدينة كادقلى ولكنه كان فى قلبها.
ولكن المؤتمر الوطنى ولانه كان يخطط للحرب ووضع الزمن المناسب للانقضاض على رئيس الحركة الشعبية وكادره الاول، اطلاق اشاعة بان هنالك وفد قادم من الخرطوم للنظر فى مسألة التهدئة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى. وقد كان الوفد يتكون من الفريق عقار رئيس الحركة الشعبية وياسر عرمان امين عام الحركة الشعبية شمال وبعض الشخصيات المغمورة. لقد اهبط ذلك الاعلان استعدادات الجيش الشعبى من مائة فى المائة الى اقل من خمسين فى المائة، فيه قام افراد الجيش الشعبى بوضع السلاح ارضا.
فى الواقع لقد كان الرفيق ياسر عرمان مندفعا ومتحمسا لكى يلتقى الفريق عبدالعزيز الحلو باحمد محمد هرون تحت الحاح احمد هرون الشديد للالتقاء بالقائد عبد العزيز، لقد تباكى احمد هرون امام ياسر عرمان بانه يريد ان يقابل اخاه عبدالعزيز، ولكن عرمان قد صدق الفرية ودموع التماسيح التى زرفها هرون ، ولقد حاول الحاحا اقناع الحلو لمقابلة هرون الا ان الحلو قد رفض رفضا جازما مقابلة هرون بعد ان قال :بان احمد هرون لا يملك الارادة وهو ليس الشخص الذى يتخذ القرار النهائى، فبعد اكثر من عامين من التعامل المباشر مع هرون، كان يعتقد بانه سوف لن يكون هنالك جديدا، لذا تمترس ورفض لقاء هرون..ومع خبرات الحلو الطويلة فى المجال العسكرى وضع حدا لالحاح عرمان له لمقابلة هرون... لقد افشل الحلو اللقاء الذى كان يريده هرون وقفله بالضبة والمفتاح، لان ذلك اللقاء ان تم كان سيكون لقاءا كارثيا، وربما كان سيكون الحلو والوفد المرافق له فى خبر كان!!!. وبذلك فشلت مهمة الوفد والتى كان الهدف منها جلوس هرون مع الحلو..فما كان من عرمان الا وان يرسل اعتذارات الحلو لاحمد هرون ويركب طائرته عائدا للخرطوم.
ولان هرون كان يخطط لقيام الحرب فى هذا اليوم، فبعد ان اوصل الوفد الى المطار وقفل راجعا، كان فى معيته اثنين من قيادات الحركة الشعبية هما العميد/مهنا بشير والعميد يعقوب كالوكا اللذين قادهما هرون الى قصر الضيافة ليمسكهما كرهينتين، استطاع بهما تأخير تقدم الجيش الشعبى. ففى الوقت الذى كان يعبئ ويدفع جيشه للهجوم على جيش الحركة الشعبية، كان يخزل جيش الحركة الشعبية الذى لم يبدأ الحرب بصورة جادة الا فى اليوم الثانى بعد ان احدث قائد الحركة الشعبية بعض التعديلات ليقوم بايكل مهمة قيادة الجيش فى المدينة للعميد كوكو الجاز والذى ضرب اروع االامثلة فى قيادة ذلك الجيش الباسل الذى تكسرت تحت اقدامه قوات ابوطيرة والدفاع الشعبى والجيش الحكومى.
عندما غادر الوفد مدينة كادقلى واقفلت عربة احمد هرون عائدة الى المدينة، اصدر تعليماته بان يبدأ اطلاق النار بعد وصول موكبه الى قصر الضيافة. فاحمدهرون كان يضع ذلك اليوم، الاثنين 6/6 /2011م فى قامموسه ساعة للصفر..لقد بدأت مليشيات المؤتمر الوطنى التى كانت تعسكر قبالة قصر الضيافة اطلاق النار، وبذلك تكون الحرب قد بدأت بصورة رسمية فى مدينة كادقلى بقرار من احمد محمد هرون فى ذلك اليوم الاثنين 6/6/2011م.
لقد كانت العربية التى تقل كل من رمضان حسن وزير المالية وتاو كنجلا وزير الموارد االمائية ورئيس لجنة الامن تسير خلف عربة الوالى ولكنها قد ابطأت االسير بعد ان تلقت مكالمة تلفونية من احد الرفاق لتنحرف يمينا وتتجه الى سرف تافرى لينجو كل من رمضان حسن وتاو كانجلا من موت محقق بعد ان اصدر احمد هرون تعليماته بضرب العربة التى كانت تقلهما، وقد اتجها الى حيث كان قائد الحركة الشعبية والصف الاول من كادره، لذا اصيب هرون بجنون عندما علم بنجاة كل من وزير المالية ووزير الموارد المائية ليطلق اعلام المؤتمر الوطنى اشاعة فحواها ان الحلو قد صفى وزيريه فى ظروف غامضة لخلاف بينهما. بل لقد ذهب اعلام المؤتمر الوطنى الكاذب االى ابعد من ذلك عندما زكر بان الحلو نفسه قد جرح جروحا خطيرة وهوعلى مشارف الموت.
لم يتمكن احمد محمد هرون من تحقيق مخططه الخاص باغتيال كادرالحركة الشعبية المتمثل فى رئيس الحركة الشعبية ووزرائه واعضاء برلمانه ومستشاريه، وبذلك يكون المؤتمر الوطنى قد فشل فى اولى مهامه الاستراتيجية المتمثلة فى تصفية كادر الحركة الشعبية والقضاء عليه تماما ومن ثم حسم المعركة خلال 72 ساعة كما كان مخططا لذلك. وبهذه الكيفية دخلت جبال النوبة الحرب للمرة الثانية.
عندما بدات الحرب لم يك للحركة الشعبية وجود عسكرى مؤثر فى مدينة كادقلى. فقد كان عدد الجيش الشعبى فى المشتركة والقوة الاصلية بالاضافة الى كادر الخدمة المدنية العسكرى لا يتعدى ال 260 فردا. وهو كل عدد افراد الجيش الشعبى الذى حارب فى مدينة كادقلى قرابة الاسبوعين.، ولكن هذه الفيئة القليلة من افراد الجيش الشعبى قد غلبت تلك الفيئة الكبيرة من جيش المؤتمر الوطنى المكون من الجيش والمليشيات وقوات ابوطيرة. وقد كان يقدر هذا الجيش باكثر من سبعة الاف فردا. وقد دخل ذلك الجيش فى تجربة مريرة وقاسية مخلفا ميئات من القتلى والجرحى. فقد اظهرت حرب كادقلى، خاصة فى شريط الدفاع الشعبى حجر النار تافرى والسرف قدرات الجيش الشعبى القتالية العالية، ومهاراته فى فنون القتال. ففى خلال الثلاثة عشر يوما الاولى التى دارت فيها الحرب فى مدينة كادقلى، كادت قوات المؤتمر الوطنى ان تنسحب من المدينة جراء القتال العنيف والمقاومة الشرسة التى وجدتها من قوات الجيش الشعبى لولا نفاد الذخيرة وبعض الاخطاء الطفيفة،ولكن مع ذلك كانت الوقفة مشرفة واعطت الجيش الشعبى ثقة فى النفس وثبات ورباطة جأش قوية افادته فى مقبل ايامه. ففى تلك الحرب احتسب الجيش الشعبى ستة من الشهداء وكان عدد الجرحى 26 جريحا من بينهم ثلاث بجروح خطيرة.
فبعد ثلاثة عشر يوما من القتال العنيف، نفدت الذخيرة من الجيش الشعبى فما كان منه الا وان ينسحب تكتيكا من داخل المدينة الى اطرافها ليطوق مدينة كادقلى ويحاصرها من الجهة الغربية والجنوبية الغربية والجنوبية لتكون مدينة كادقلى على مرمى حجر من مدافع الجيش الشعبى حيث جبال ميرى وكرنقو وكاتشا والشات ودلوكا والتى تقف صدا منيعا لقاذفات الانتنوف والميج الخاصة بجيش المؤتمر الوطنى.
فقد استطاع الجيش الشعبى فى معركة كادقلى ان يثبت قدراته القتالية الرفيعة ويفرض اسلوبه القتالى ضد المؤتمر الوطنى الذى كانت تحارب قواته بدون عقيدة قتالية فى حين ان قوات الجيش الشعبى تقاتل من اجل البقاء، لقد كان ومازالت عقيدة الجيش الشعبى القتالية اقوى من عقيدة جيش المؤتمر االوطنى.
ففى اولى المعارك الحاسمة التى اثبت فيها الجيش الشعبى قدرته القتالية هى معركة كحليات التى تقع غرب مدينة كادقلى. ففى تلك المعركة قضت جماعة من الحركة الشعبية على سرية كاملة العدة والعتاد للمؤتمر الوطنى من القوات االخاصة واستولت على عدد عشرة عربة لاندكروزر مزودة بالاسلحة والمعدات الثقيلة وتم ابادة العربة الحادية عشر التى حاولت الهروب.ففى تلك المعركة قتل قائد السرية والذى وجد فى موضع خليع مع احدى بنات الهوى من مدينة كادقلى. كما وجد داخل تلك العربات التى تم الاستيلاء عليها بخورا وعطورا وملابس داخلية نسائية.!!!!.
لقد كانت هذه المعركة نقطة انطلاقة لاستنزاف جيش المؤتمر الوطنى فى قواته والياته ومعداته العسكرية لصالح الحركة الشعبية. فقد تبعت معركة كحليات من حيث الاهمية معركة الحمرة الثانية فى يوم الجمعة الثلاثين من يونيو 2011م وهو يوم عيد المؤتمر الوطنى عند استيلائه على الحكم فى البلاد بانقلاب. فقد تعرض المؤتمر الوطنى لهزيمة بطعم الحنظل، فيها استطاع الجيش الشعبى الاستيلاء على 17 عشر عربة لاند كروزر واكمات كورية الصنع مزودة باحدث الاسلحة من ضمنها خمس مدافع من طراز الكلب الامريكى مع عربة محملة بكمية من الزخائر تكفى لمدة عامين. كما تم الاستيلاء على عربة مزودة بالوقود وعربة محملة بالمؤن وتم حرق دبابة والاستيلاء على اخرى.. فهذه المعركة قد اثبتت بدون شك ضعف وهشاشة جيش المؤتمر الوطنى وانحطاط روحه القتالية وعدم خبرته وقلة تجربته فى فنون القتال.!!.
لقد كانت هذه الجمعة جمعة حزينة بالنسبة للمؤتمر الوطنى والذى كان يريد الاحتفال بها فى الحمرة ولكن لاول مرة يفشل المؤتمر الوطنى بالاحتفال بانقلابه المشئوم. لقدكانت الحمرة نقظة فارقة بين قدرات الجيش الشعبى القتالية وقدرات جيش المؤتمر الوطنى القتالية. ولكن المؤتمر الوطنى لا يريد ان يعترف بالواقع وهو الان يكابر وينسب كل انتصارات الحركة الشعبية فى جبال النوبة لجيش حكومة الجنوب وهذا تقدير خطأ سوف يدفع المؤتمر الوطنى ثمنا غاليا مقابل ذلك..!!! فالمؤتمر الوطنى عليه ان يعيد حساباته ويتعامل مع منطق الاشياء.
فبعد الحمرة كانت معركة التيس الشهيرة التى حشد فيها المؤتمر الوطنى خيرة ما عنده من جنود، وقد كانت القوة الضاربة فى ذلك المتحرك من ابناء النوبة، منطقة انقولو بالتحديد. فقد تصدى الجيش الشعبى لهذه القوة واجبرها على التقهقر والتراجع بعد ان اتت مندفعة. وقد غنم الجيش الشعبى فى هذه المعركة عربات واسلحة ثقيلة كما دمر معظم ذلك المتحرك. فالهزيمة التى تعرض لها جيش الؤتمر الوطنى فى التيس تعتبر واحدة من اكبر الهزائم وهى التى قصمت ظهر جيش المؤتمر الوطنى حتى هذه اللحظة واضعفت معنوياته وجعلته جيشا مقهورا امام الجيش الشعبى. فقد حوكم عدد كبير من ابناء النوبة المنسوبون للمؤتمر الوطنى فى ذلك المتحرك بالموت لهروبهم من الميدان ومخالفتهم للتعليمات. كما وانه لاول مرة تستقطب الحركة الشعبية عددا كبيرا منهم فى صفوفها. فهذه المعركة جديرة بان يتم تدريسها فى الكليات الحربية. لقد انهزم المؤتمر الوطنى فى هذه المعركة وفقد اعدادا كبيرة من قواته كقتلى وجرحى، ومفقودين، كما فقدعربات ومعدات واليات عسكرية كثيرة بعضها دمر والبعض الاخر اضيف الى عتاد الجيش الشعبى الذى اصبح يتزايد فى كل معركة يواجه فيها الجيش الشعبى جيش المؤتمر الوطنى الى ان اصبح للجيش الشعبى كميات لا حصر لها من العتاد والمعدات العسكرية.
ان هذه الهزائم الثلاث المتكررة التى تعرض لها المؤتمر الوطنى، كسرت شوكته وافقدته عقيدته وجعلته جيشا ضعيفا بدون روح قتالية، جيش منهزما فى عقيدته القتالية. وفى الجانب الاخر اعطت الحركة الشعبية الثبات والثقة فى النفس والاقدام. ولكن المؤتمر الوطنى يتهور فى كل مرة ويندفع بكلياته فى الهجوم على الحركة فى متحركاته الصيفية بدون روية وبدون اى خطط عسكرية واضحة المعالم وذلك نتيجة لضعف التدريب لدى منسوبيه، مما ادى الى هزيمة كل تلك المتحركات بدون استثناء.
ولان المؤتمر الوطنى يحارب الهامش بابناء الهامش فهو لم يشعر بالجروح الغائرة التى خلفتها تلك الحروب من فقد فى الارواح واستنزاف للموارد. فالخسائر التى تعرض لها المؤتمر الوطنى فى سنتين لم يتعرض لها خلال خمسين عاما من الحرب وعدم الاستقرار فى السودان. ولان وقود الحرب هم ابناء الهامش، فان ابناء المركز يتصرفون كأن البلاد ليست فيها حرب. ولان الحياة تسير بطبيعتها من استقرار وتنمية فى الوسط والشمال، فان هؤلاء القوم لا يشعرون باثار هذه الحرب المدمرة والتى الهدف منها هدم وشل قدرات وتدمير الهامش اواخضاعه للمركز حسب شروطه، ولكن هذا سيكون ثمنه غاليا عندما تنتقل الحرب قريبا الى الوسط والمركز والشمال وتصبح حربا شاملة، وهذا ما يخطط له الجيش الشعبى فى الصيف القادم. لا بد من ان يشعر المركز والوسط والشمال بان هنالك حربا ليتم ايقافها.
فان من اهداف المركز الاستراتيجية منذ الاستقلال وحتى الان انه لا بد من وجود اضطرابات وعدم استقرار فى الهامش وتنمية التخلف فيه ، بينما فى الجانب الاخر وجود استقرار جائم وتنمية فى الوسط والشمال. فتنمية عدم التنمية فى الهامش حتى لا يستقر ويجد فرصة فى التفكير فى حكم البلاد. فان هو استقر فاكيد ان المركز سوف لن يجد هذه الفرصة فى السيطرة المطلقة على البلاد، لذا، فالاهداف الاستراتيجية للمركز هو وجود الاضطراب الدائم فى الهامش عن طريق الحروب والقلاقل واستقرار الحياة والتنمية فى الوسط لكى يسهل السيطرة على بقية السودان من قبل الوسط والشمال. وهذا بين وواضح لا يحتاج الا اى دليل.
فقد انهزم جيش المؤتمر الوطنى فى ابى هشيم بعد ان دخلها خلسة، وقام بقتل المواطنين العزل الابرياء كما قام بتدمير مساكن المواطنين العزل وحرق مخازن العيوش (الغلال) بل قد بلغت الجرأة بافراد منهم بالتبرز والتبول على العيوش، وهى مرحلة متأخرة جدا يصلها المرؤ فى خصومته وما ذلك الا نتيجة للاحباط والانحطاط الذى يعيشه ذلك الجيش المنهزم نفسيا. ففى هذه المعركة التى استرد فيها الجيش الشعبى ابى هشيم بعد ان دخلها جيش المؤتمر الوطنى خلسة، قتل منهم اعددا كبيرة، حيث بلغ اعدد القتلى كثر من الاريعمائة قتيل كما كان هناك عددا كبيرة ايضا من الجرحى.
بعد ابى هشيم بايام، انهزم جيش المؤتمر الوطنى فى العتمور هزيمة كانت مؤثرة وكاد احمد محمد هرون ان يتعرض لاغتيال ولكنه نجى باعجوبة مازالت حديث المدينة، جعلته يختفى من الساحة لبعض الوقت، فالجيش الشعبى كان لا يعلم بوجوده فى ذلك المتحرك والا، لكان فى لاهاى الان.
انهزم جيش المؤتمر الوطنى ايضا فى االدار التى دخلها خلسة ايضا واحكم فيها دفاعاته الا ان قوات الكماندوز فى الحركة الشعبيية قد اخرجتهم من جحورهم تلك فى اقل من ثلاثين دقيقة وهزموا شر هزيمة. فقد ارادوا باحتلالهم للدار فصل الحركة الشعبية من الاتصال بالجنوب، بل هم قد احتلوا االدار وطروجى والجاو. أما هزيمة الجاو، والتى كان الهدف منها ان تكون قاعدة لادارة العمليات العسكرية فى جنوب كردفان والجنوب، قد كانت هزيمة مهينة ومذلة فى نفس الوقت للجيش السودانى ان كان المؤتمر الوطنى يمثل ذلك الجيش. فالهزيمة التى تمت فى الجاو يمكن ان نقول بانها عبارة عن تجريد جيش المؤتمر الوطنى من معداته وعتاده.
اما هزيمة طوروجى فهى تعتبر مهمة بالنسبة للجيش الشعبى لانه قد تمكن فى تلك المعركة من حسم القوة الضاربة من ابناء النوبة فى جيش المؤتمر الوطنى وتم القضاء عليهم تماما وبذلك يكون الجيش الشعبى قد خطى خطوة كبيرة للامام بعد هزيمة ابناء النوبة المرتزقة فى وسط جيش المؤتمر الوطنى. فلو لا هؤلاء المرتزقة من ابناء النوبة الذين يقاتلون اخوانه مقابل مبلغ مادى لا يثمن ولا يغنى من جوع، لكانت الحركة الشعبية قد خطت وتقدمت خطوات كبيرة الى الامام. فبالقضاء على ابناء النوبة المرتزقة فى طوروجى اصبح الطريق سالكا ونتوقع فى هذا الصيف ان تتقدم الحركة الشعبية وتحتل مواقع جديدة مؤثرة، ربما تكون كادقلى او تالودى او مدينة الدلنج. فاحتمال سقوط اى من هذه المدن الثلاث وارد فى هذا الصيف ان ارادها المؤتمر الوطنى حربا، فهى اما ان تكون حربا ضروسا او سلام شامل وابدى، ولكن حالة اللاحرب واللاسلم هذه لا يمكن ان تقبل بها الحركة الشعبية مرة اخرى.
ان هزائم الدار والجاو وطوروجى جعلت من جيش المؤتمر الوطنى يبدو كالتلميذ امام استاذه. كما يمكن ان نقول ان الحركة الشعبية فى هذه الحروب الثلاث قد جردت المؤتمر الوطنى من اسلحته ودمرت معسكرا كان يحرسه اكثر من ست الف جندى لقى معظمهم حتفه. ففى تلك المعارك استولت الحركة الشعبية على اسلحة ومعدات يمكن ان تزودها لاكثر من عامين بالتمام والكمال. ففى مخزن فى طروجى استولت الحركة الشعبية على مخزن كان به اكثر من سبعة الف دانة، قاذفة مدمرة. وهذه الكمية كافية لتدمير كل من كادقلى وتالودى ومحوهما من الوجود تماما. لقد كانت تلك المعارك الثلاث اضاءات واضحة فى قدرات الجيش الشعبى فى جبال النوبة والتدريب العالى والانضباط والاحترافية وسطة. فهذا الجيش هو الذى حرر الجنوب ولا يغلبه ان يحررنفسه.!!!!!.
لقد اعطت هذه المعارك الحركة الشعبية الثقة فى نفسها وجعلت الجيش الشعبى يقهر جيش المؤتمر الوطنى ومتحركاته باقل عدد من الجنود والعدة والعتاد. هذه المعارك اوضحت بجلاء مهارة الجندى القتالية فى جبال النوبة واعطته القيادة والريادة فى هذا المجال بدون منازع. ان ما يتلقاه فرد من افراج الجيش الشعبى من التدريب على المهارات القتالية يعادل عشرات المرات ما يتلقاه الجندى فى جيش المؤتمر الوطنى الذى يتكون من لحم الرأس (جيش نظامى، مليشيات، دفاع شعبى، مجاهدين، ابوطيرة، الجنجويد بل ومرتزقة من خرج الحدود فى اغلب الاحيان)، فى حين ان جيش الحركة الشعبية جيش فريد ليس له مليشيات او غيرها.
فلقد كانت معركة طروجى هى المعركة الفاصلة فى الصيف الماضى والتى دقت اسفينا فى قلب المرتزقة من ابناء النوبة فى جيش المؤتمر الوطنى. لقد كانت القوة التى حطت فى طروجى من جيش المؤتمر الوطنى هى القوة الضاربة من ابناء النوبة فى جيش المؤتمر الوطنى والتى تم تدميرها تماما وبذلك يكون المؤتمر الوطنى قد فقد ولاول مرة ابناء النوبة المقاتلين الاشاوس فى وسطه.
لقد اعطت معركة طوروجى دروسا للمؤتمر الوطنى، الا انه مع الاسف لا يستفيد مهنا. فبالاضافة الى هذه المعارك الحاسمة، قد كانت هنالك معارك فى غرب الدلنج لا تقل اهمية من هذه المعارك، كما ان معارك غرب كادقلى هى الاخرى لا تقل اهمية من المعارك السابق زكرها، الا ان المعارك التى ركزنا علليه هى الاعنف والاخطر على الاطلاق. بل هى المعارك التى اعطت التفوق الواضح للجيش الشعبى على جيش المؤتمر الوطنى. فهذه المعارك جعلت الحركة الشعبية تحكم الحصار القوى على مدينتى تالودى و كادقلى.
فكادقلى وتالودى والدلنج ما هى الا مدن واقعة تحت اسر الحركة الشعبية. فالحركة الشعبية يمكن ان تفعل فيها ما تشاء متى شاءت، الا وانها ولاسباب استراتيجية بعيدة المدى تحتفظ بهذه المدن تحت الاسر والضغط الان. فلقد كسبت الحركة الشعبية اراضى ومواقع جديدة فى المنطقة الشرقية حيث لم يك لها وجود فيها من قبل. فهى الان فى العباسية ورشاد وكاو ونيارو. فهى تسيطر تماما على اجزاء كبيرة منها. بل هى على جبل الدائر وعلى الخط المسفلت الذى يربط ام روابة بالابيض.
الحركة الشعبية موجودة فى جبل الدائر وهى تسيطر عليه تماما كما زكرنا، اذا، اى حديث بان الجنوب هو الذى ينتصر للحركة الشعبية فى جبال النوبة هو حديث عار من الصحة وهو حجيث للاستهلاك السياسى وتضليل الرأى العام السودانى. ان استخفاف المؤتمر الوطنى بالحركة الشعبية فى جبال النوبة او محاولة المؤتمر الوطنى الاستخفاف بقدرات الحركة الشعبية فى جبال النوبة وتعامله مع الحركة الشعبية بهذه السطحية سيدخله فى نفق مظلم.
فالمؤتمر الوطنى يوهم الشعب السودانى بما يسمى بفك الارتباط بين الحركة الشعبية فى جبال النوبة والحركة الشعبية فى الجنوب، وفك الارتباط هذا قد تم منذ انفصال الجنوب. فالحركة الشعبية فى جبال النوبة لا علاقة لها بالجنوب الا عبر الذكريات الطيبة التى خلفها ابناء النوبة المقاتلين الاشاوس الذين حرروا الجنوب. ان كان يقصد بفك الارتباط تسريح ابناء النوبة الذين اثروا الانتماء الى دولة الجنوب واصبحوا مواطنين جنوبيين فهذا موضوع اخر، اما غير ذلك فلا علاقة عسكرية او تنظيمية بين الحركة الشعبية شمال والحركة الشعبية فى الجنوب والتى هى اقرب الى تغييراسمها ليتوافق مع وضعها الجديد بعد الانفصال وليست الحركة فى الشمال والتى هى سودانية مائة فى المائة، وهى التى ستحتفظ باسمها.
كما ان منتديات السلام التى يخاطب بها المؤتمر الوطنى نفسه فيها لا جدوى منها، فان اراد المؤتمر الوطنى اللقاء باهل المصلحة الحققيون فهم فى الجبال والكراكير وليس الخرطوم وامريكا. فالذى ذهب الى امريكا مثل امين بشير فلين بعد ان هرب من الميدان وتحصل على جنسية امريكية، ليست له مصلحة فى جبال النوبة بعد ان تنازل عن جنسيته فيها وبالتالى فهو غير اهل او جدير بالحديث عن مصالح النوبة لانه لايعرفها بل قد تنكر لها بعد ان قام بتوفيق اوضاعه واوضاع اسرته فى الخارج..!!!!.
ان الصيف القادم سيكون صيفا ساخنا بمعنى الكلمة. فان اراد المؤتمر الوطنى السلام العادل فالحركة الشعبية جاهزة لذلك، اما ان ادعى بان الحدودالعازلة في اتفاقية الترتيبات الامنية بينه وحكومة الجنوب سوف تحجم الحركة الشعبية فى الشمال وان الحركة الشعبية فى الجنوب التى تنتصر للحركة الشعبية فى جبال النوبة سوف توقف دعمها، سوف ينتظر طويلا.
ولكنا مع ذلك ننصحه ان اراد سلاما ان يتعامل مع منطق الاشياء ويكون جادا، والا فان هذه الحرب تختلف تماما من سابقاتها، وهذه المرة ستنتقل من جبال النوبة الا اماكن اخرى لم تحس بالحرب ولكنها تؤجج له. فوقتها سيكتوى كل السودانين بهذه الحرب، وعندها فقط سوف يجلس السودانيون ليحلوا مشكلتهم. ولكن ان تستمر الحرب فى الاطراف ولا يشعر المركز بخطورتها، فهذا ما سوف لن يحدث فى الصيف القادم. فنحن نتوقع هجمات انتحارية فى العمق لاستهداف الاماكن الاستراتيجية وضرب المؤتمر الوطنى فى عقر داره، وهذا ما تنوى ان تقوم به الحركة الشعبية. هذه المرة سوف لن تنتظر الحركة الشعبية المؤتمر الوطنى ليحرك متحركاته كما يشاء، كما كان يفعل فى السابق. لا بد من ضرب هذه المتحركات قبل ان تتحرك من اماكنها وتشتيها فى مهدها.
اخيرا نقول ان القرار 2046 قرار واضح المعالم، بالرغم من ان المجتمع الدولى والاتحاد الافريقى قد وضعا العربة امام الحصان. فبدلا من حل مشكلة السودان الداخلية اولا لكى تحل المشكلة بين السودان والجنوب الى الابداثروا هم ايضا مغالطة الواقع وبدوا بحل لا نعتقد بانه سيصل بالطرفين الى بر الامان مادمت الحرب قائمة فى جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور. فحسسب قراءتنا للاحداث وقربنا منها فاننا نراهن بان المؤتمر الوطنى سيجد ان الفرضية التى يعتمد عليها فى حل مشاكله هى فرضية خطأ وسيكتشف قوة الحركة الشعبية شمال العسكرية الحقيقة على ارض الواقع ولكن بعد فوات الاوان.!!!
فالنضال مستمر والنصر اكيد......،
مع تحياتى،
طالب تية،
10/10/2012م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.