اعتدت اسرائيل ثلاث مرات على مواقع في شرق السودان وبالأمس قصفت مصنع اليرموك الحربي في العاصمة. نحن ندين هذا العدوان الآثم ونؤكد أن الشعب السوداني كله يدينه. والشعب السوداني يناشد الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي بل كافة المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان إدانة هذا العدوان ومساءلة اسرائيل الجنائية على شن الحرب العدوانية. هنالك اتهام بوجود منشآت عسكرية مشتركة بين السودان وأطراف في المواجهة بين المقاومة الفلسطسنية واسرائيل. ومع دعمنا للمقاومة الفلسطينية فإن الدخول طرفاً في المواجهة ينبغي أن يؤسس على إرادة قومية وأن يصحبه استعداد دفاعي. في الماضي أقحم نظام مايو المباد بلادنا طرفاً في المواجهة إلى جانب إسرائيل بترحيل الفلاشا من إثيوبيا لإسرائيل وكان القرار والإجراء سراً على الشعب السوداني. والآن نحن نريد أن نعلم حقيقة التصنيع العسكري المشترك فإن صح فإن له تبعات معلومة فما هي الاجراءات الدفاعية المتخذة لحماية الوطن عما يجر حتماً من عدوان؟ كل الهجمات الجوية والبحرية والبرية على بلادنا الاسرائيلية وغيرها دلت على أن ظهر بلادنا الدفاعي مكشوف وأن حرمات الوطن الدفاعية مستباحة. عدوان يوم الأربعاء روع المواطنين وأحدث خسائر معنوية ومادية في الأرواح والممتلكات ما يوجب أمرين هما: تعويض المتضررين وضرورة إبعاد المواقع العسكرية من المناطق السكنية. إن ظهر بلادنا مكشوف كذلك سياسياً ودبلوماسياً. فالجسم السياسي في البلاد يعاني من اقتتال متصل في ست جبهات، واستقطاب سياسي بين الحكام وبين المطالبين بتحول ديمقراطي حقيقي. بل استقطاب سياسي بين الحكام انفسهم. وظهر بلادنا مكشوف دبلوماسياً ما جعلها عرضة لأكثر من أربعين قرار مجلس أمن تضعها في قفص الاتهام. ينبغي ألا يصرفنا التصدي للعدوان الآثم عن مهام المساءلة عن الغفلة الدفاعية ومتطلبات الدفاع عن الوطن، ومهام إنهاء جبهات الاقتتال الداخلية باتفاقيات سلام عادل وشامل وإنهاء الاستقطاب بمشروع تحول ديمقراطي كامل، وإنهاء الشرخ الدبلوماسي بالالتزام بمقتضيات القرارات الدولية. العدوان أزمة يمكن أن نحاول التصدي لها بالادانات والمواكب ومناشدات التأييد الاقليمي والدولي لإدانة العدوان الآثم، ولكن الوعي السياسي والواجب الوطني يقتضيان أن نتخذ من الأزمة فرصة لتحقيق أربعة أهداف هي: · معرفة مدى التقصير الدفاعي وتحقيق الكفاءة الدفاعية المطلوبة. · استنفار الهمم لوضع حد للاقتتال الأهلي بموجب اتفاقيات تحقق سلاماً عادلاً وشاملاً في ظل وحدة البلاد. · الالتزام بخريطة طريق تنقل البلاد من النهج الانفرادي إلى نهج قومي يحقق التحول الديمقراطي الكامل يجسده دستور جديد قومي ديمقراطي. · الاتفاق على برنامج شامل لتطبيع علاقات السودان الدولية. وبالله التوفيق. حزب الأمة القومي 25 أكتوبر 2012م