صعقت وخرجت عيناي من محجريهما ودهشت لدرجة الإندهاش القصوى الذي يسمر القدمين في وتد على منحنى الصمت المتخازل الكئيب وأنا أقرأ لطامة النائب الأول عند مخاطبته مؤتمر ما يسمى بالحركة الإسلامية الشهر الماضي وصدمت وخلعت وحنقت وكأنني في لحظة أمام مشهد تصادم قطار تائه بعم عبدالرحيم وهو يلكزعلى جانبي حمارغافل يحث الشعب النائم وحالم ليتعدى مرحلة إنقاذه الفاشلة المكررة الممجوجة. قال: نحن بشر،!! أي أنهم من نفس الصنف والجنس الذي أتى منه كافة الناس العاديين والمخلوقات البشرية السوية من لحم ودم وعصب والتي لها عقل وإحساس، وكأنه اليوم إفتكر وغشيته غاشية سؤال المفكر الكبير والروائي العالمي المخضرم الطيب صالح من أين أتى هؤلاء قبل 24سنة كبيسة!؟ فأجاب نحن بشر! بعد غيبوبة الفشل أربعة وعشرين سنة المتكررة الحروب الدامية والفصل والتشريد والتمكين الخواء وإستشراء الكذب وإستفحال الأزمات من الفاشر إلى سنارومن حلفا إلى كادقلي ومن الجنينة لبورسودان وبين الخرطوم وجوبا وإرتفاع ضغط وسكرالأسعار وتنامي الغضب وتفشي الفساد وإلحاح الشعب المتصاعد بالتغيير. فقال علي عثمان : نحن بشر ، وتجربتنا قابلة للخطأ والصواب!! بالله!!!؟ فتجربة الإنقلابات ومنذ عبدالله خليل وعبود وضياع حلفا وتجارب العسكرالمستفحلة مجربة والتي كررها نميري بتجربة مايو ورحلت الفلاشا مع نفس الحركة الإسلامية بقيادة الترابي نفسه، وهي نفس التجربة بضبانتها المكررة إنقاذياً بحذافير الفشل الإسلامي ومشاريعهم الحضارية الضاربة في قاع الفشل وتجارب الجلد والقطع للفقراء والمساكين السبتمبرية التي ضعضعت الفطرة الإسلامية السوية والأخلاق السودانية النبيلة. فتجربة التمكين أضحت بعد كل المكاوشات مثل زول سمين جهامة وعقلو عقل نعامة ولاتحسبن الشحم في من شحمه ورم ، فما إنتفاع أخ الدنيا بناظره إذا إستوت عنده الأنوار والظلم، أو طويل طول النخلة وعقلو عقل السخلة. يجربون ماجربوه ويعيدون الفشل تلو الفشل ولايرعوون. وحتى تجربتهم الديموقراطية مجربة ومنذ إكتوبر الأخضر1964م وسقوطها مرتين مرة بطرد الحزب الشيوعي الذي جاء بالإنتخابات وطرده من البرلمان وسقوط التجربة الديموقراطية الحزبية بالتهاون والإفراط في التفريط كالعادة وإغراء العسكر بإستلام السلطة. ثم تجربة الإنتهاك بالمصالحة المذلة مع نميري والإشتراك بالإنغماس في ديكتاتورية الإنفراد الديكتاتوري في تجربة الإسلام السياسوي والإتحاد الإشتراكي الحزب المايوي الأوحد الذي أعيد إنتاج فشله الذريع في المؤتمر الوطني الإنقاذوي الحزب اليونيوي الأوحد فمستوى التحامل ينتج مستويات على شاكلته في كل المحافل. وتجارب حروبهم الفاشلة المستمرة ضد الشعب السوداني مازالت ماثلة أمام العالم أجمع وجعلت كل دول الجوارودول الإستكبار والصغار والكبار يتدخلون في الشأن السودان والكل يطلب جزء من القصعة وأستباحوا أرض السودان الفضل وشعبه الفضل المهان. الحركات الإسلامية السوداني أدمنت الفشل بعد تجارب كثيرة وحان ذهابها وإنزوائها فالسودان ليس حقل تجار والشعب السوداني ليس فئران وجرزان وصراصير للتجارب الإخوانية الكيزانية الفاشلة. فتجربة الركاكة مكررة منذ سنتها الفاشلة الأولى فالحكومة كعامل منهك خائر القوى يكرر خبرة سنته الأولى الفاشلة الوحيدة حتى معاشه يكررها سنة بعد سنة لمدة ربع قرن من الفشل الذريع ومازال يتشبث حتى بعد وصوله لسن المعاش الإجباري.