أفول نجم الرئيس البشير ، وبزوغ شمس الأستاذ علي عثمان ؟ ذوبان الحركة الإسلامية في المؤتمر الوطني ؟ ثروت قاسم [email protected] يمكن اختزال الموقف المتذبذب الحالي في بلاد السودان ، وبين دولتي السودان ، في ستة نقاط : 1 - تجميد تفعيل بروتوكولات أديس أبابا ؟ تم تجميد تفعيل بروتوكولات أديس أبابا الثمانية ، لإصرار نظام البشير على الإتفاق أولا على بروتوكول الترتيبات الأمنية وتنفيذه ، قبل تفعيل البروتوكولات السبعة الباقية ، بما في ذلك ملف البترول . في اطار تفعيل بروتوكول الترتيبات الأمنية ، أصر نظام البشير على فك الإرتباط بين دولة جنوب السودان وتحالف كاودا الثوري ، بالأخص الحركة الشعبية الشمالية . وطلب من دولة جنوب السودان أن تعمل على سحب اللواء التاسع والعاشر من ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ، وتجريدهم من السلاح ، وتسريحهم ، ثم حبسهم في معسكرات لاجئين يتم اقامتها في دولة جنوب السودان ، بدعم مالي من الخرطوم . كما طلب نظام البشير من جوبا تسليمها القادة مالك عقار وعبدالعزيز الحلو وياسر عرمان مقابل تسليم الخرطوملجوبا القادة لام أكول وديفيد ياو ياو وجيمس قاي ! رفض نظام البشير السماح بمرور البترول الجنوبي عبر أنابيب الشمال قبل موافقة جوبا على الشروط المذكورة أعلاه . وعلل رفضه بأنه لن يسمح لدولة الجنوب بدعم الحركة الشعبية الشمالية وحركات دارفور المسلحة بأموال البترول الذي يتم تصديره عبر أنابيب الشمال وميناءه البحري ! وكأن الشمال يطبظ عينه بيده ، أو كما ادعى سادة الإنقاذ ؟ لم تقبل جوبا ، بطبيعة الحال ، شروط الشمال التعجيزية ، والتي أصر عليها سادة الإنقاذ ؛ لتصل المفاوضات الى طريق مسدود ، بعد أن تم تجميد تفعيل الملفات الستة المتفق عليها ، بالإضافة لملفي الترتيبات الامنية والبترول . 2 – السفير ليمان ومبيكي ؟ كما ذكرنا في مقالة سابقة ، فقد تم استيلاد بروتوكولات أديس أبابا على أيادي السفير برنستون ليمان ، الأمر الذي أكدته تهنئة الرئيس اوباما لدولتي السودان بعد ساعات قليلة من التوقيع ... فهي بروتوكولات أمريكية بأمتياز . جن جنون السفير ليمان وهو يرى دولتي السودان يهمان برمي طفلته ( بروتوكولات أديس ابابا ) في بحر الإتفاقيات المنقوضة ؟ تلفن السفير ليمان لأمبيكي لكي ينقذ طفلته من الغرق ؟ وعد مبيكي السفير ليمان خيرا ؛ وبدأ على الفور مشاوراته ، خصوصا وأنّ فشل بروتوكولات أديس أبابا يعد فشلا شخصيا له ، بل حاجز ربما حال بينه وبين جائزة نوبل للسلام ( 2013 ) ؟ سوف يبدأ مبيكي رحلاته المكوكية بين الخرطوموجوبا هذا الأسبوع ! عسى ولعل ! فدولتا السودان على شفا جرف هار اقتصاديا ، خاصة دولة الجنوب التي تنبأ صندوق النقد الدولي باعلان افلاسها المالي في أغسطس 2012 ؟ من يصرخ أولا في لعبة عض الأصابع بين دولتي السودان ؟ في هذا السياق ، يمكنك مراجعة الرابط أدناه ، لمزيد من التفاصيل : http://sudantribune.com/spip.php?article44571 3 – الحركة الأسلامية ؟ عُقد المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية ( الخميس والجمعة 15 و16 نوفمبر 2012 ) ، وتم انتخاب ( تعيين ؟ ) السيد الزبير محمد الحسن ، أمينا عاما للحركة ، بالتزكية ، بواسطة مجلس شوري الحركة ، يوم الأحد 18 نوفمبر 2012 . يرسل تعيين السيد الزبير أمينأ عامأ للحركة عدة أشارات ، منها : + السيد الزبير من جماعة الأستاذ علي عثمان المقربين . في مطلع التسعينات ، عين الأستاذ علي ( زوله ) السيد الزبير مديرأ لشركة الحبوب الزيتية ! وبعدها ، وبمساعدة الأستاذ علي المغتغتة ، قفز السيد الزبير بالزانة علي عدة مواقع قيادية ووزارية حساسة منها وزارتي الطاقة والمالية ! + السيد الزبير يساعد الأستاذ علي في التواصل والتنسيق مع القيادات الأخوانية في القوات المسلحة والأمن والشرطة ! + تعيين السيد الزبير كأمين عام للحركة الأسلامية يعني تنصيب الأستاذ علي كأمين عام فعلي ، ولكن من وراء ستار ، للحركة ! + تعيين السيد الزبير كأمين عام للحركة الأسلامية يؤكد سيطرة الأستاذ علي عثمان المطلقة علي الحركة الأسلامية ، وتنامي وقوة نفوذه ، خصوصأ بعد مرض الرئيس البشير ، وأختفائه من علي خشبة المسرح السياسي ، ورادارات الأعلام . + أكد أهل النظر أن تعيين السيد الزبير ، الكادر الصامت والمطيع والمنضبط في المؤتمر الوطني ، أمينا عاما للحركة ، يضمن ذوبان الحركة الكامل في المؤتمر الوطني ، وخصيها ، وذهاب ريحها ! + يعني تعيين الزبير أمينا عاما للحركة الإسلامية تهميش بل تغييب الكوادر الأصلاحية في الحركة ، وبالاخص الكوادر الشبابية التي تدعو للشفافية والمسالة والمحاسبة ؟ + بتعيين السيد الزبير كأمين عام للحركة الأسلامية ، صارت الحركة مكون من مكونات المؤتمر الوطني ؟ ولكن لا يعني ذلك عدم ظهور المذكرات الأصلاحية من جديد ، وبقوة هذه المرة ؟ 4 - الإدارة الأمريكية وسلفاكير وعلي عثمان ؟ ضغط السفير ليمان على الرئيس سلفاكير ليصل الى توافق مع نظام البشير على وجه السرعة ؛ ويفك الحركة الشعبية الشمالية عكس الهواء ، إذا لزم الأمر ، حتى يبدأ ضخ البترول مرة أخرى. + لم تنس الإدارة الأمريكية أن تذكر الأستاذ علي عثمان ، بدلوماسية وبالمغتغت ، بأن استمرار دعمها لنظام البشير مرهون بتفعيله لبروتوكولات أديس أبابا ، منشطا ومكرها ، بردا وحرورا، by hook or by crook + ووعدت أدارة أوباما الأستاذ علي عثمان بأنها سوف تعمل كل ما في وسعها لكي يقلب الرئيس سلفاكير ظهر المجن للحركة الشعبية الشمالية ، ويركب على سرج الإنقاذ ضد المعارضة السياسية والمسلحة في الشمال ، كما فعل في يناير 2005 ، وفي ديسمبر 2010 ، وفي سبتمبر 2012 . + كما ستعمل أدارة أوباما على ازالة اسم السودان من لائحة وزارة الخارجية الأمريكية الداعمة للإرهاب ! + صدق الأستاذ علي عثمان حندكة إدارة اوباما ؛ فهو يطمح لتسنم المنصب الأول في الدولة ، ويسعى لتحسين علاقته مع امريكا ، خصوصا وقد أظهر المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية أفول نجم الرئيس البشير ، وبزوغ شمسه ؟ 5- بزوغ شمس علي عثمان ! أيات كثيرة تؤكد بزوغ شمس الأستاذ علي عثمان ، نذكر منها : + ثبوت خبث ورم حنجرة الرئيس البشير ، وعدم مقدرته علي التفاعل الحي والمستدام والفاعل مع الكوادر السياسية والامنية والعسكرية ، ومع الجماهير بالكواريك والعرضة والتعبئة الغوغائية ، قذف بالاستاذ علي عثمان للواجهة السياسية والجماهيرية ، كما ظهر جليأ خلال المؤتمر الثامن للحركة الأسلامية . + دستوريأ وبحكم منصبه كنائب أول ، الأستاذ علي عثمان هو الخليفة الشرعي للرئيس البشير ! دستوريأ يتقدم الأستاذ علي الصفوف الأمامية لملئ الفراغ الذي أحدثه غياب الرئيس البشير ! + طبيعة الأستاذ علي عثمان الثعلبية وخلو جسمه من أي عمود فقري ، يمكنه من التلوي كالثعبان ، مطمئنأ الرئيس البشير أن لا خوف عليه ولا هم يحزنون . ثم يلدغ لدغته المميتة عندما تحين الفرصة ، كما فعل مع شيخه الذي علمه الرماية ؟ + ألم تر ، يا هذا ، رئيس المؤتمر ( الطيب سيخة ) يبرك أمام الأستاذ علي عثمان في انتظار التعليمات من شيخه ، مما يؤكد سلطة الأستاذ علي المتنامية ؟ + ألم تر الأستاذ علي عثمان محاطا في المؤتمر بالمرشد المصري محمد بديع ، وراشد الغنوشي التونسي ، ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ، وأمير الجماعة الإسلامية بباكستان سيد منور ، والمراقب العام للإخوان المسلمين بليبيا بشير الكتبي ، وبقية قادة الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي ؟ فخرج علي عثمان على قومه من قادة وعناصر الحركات الإسلامية في زينته ! قال الذين يريدون الحياة الدنيا : يا ليت لنا مثل ما أؤتي علي عثمان ؟ إنه لذو حظ عظيم ! + ألم تسمع الأستاذ علي عثمان يختتم المؤتمر بشعارات وهتافات التسعينات الإنقاذية ، والكل يهلل ويكبر من ورائه ؟ + كان وحيدا على المنصة ، بعد أن غيب المرض الرئيس البشير ! 6- ورم حنجرة الرئيس البشير ؟ اكدت نتيجة زراعة عينة من ورم حنجرة الرئيس البشير في مستشفي طب الرئة والمجاري التنفسية في جامعة هانوفر الطبية ، في هانوفر ، في المانيا ( البروفسور الدكتور توبياس فيلته ( الأربعاء 14 نوفمبر 2012 ) خبث ورم حنجرة الرئيس البشير ؛ الأمر الذي قالت به ، من قبل ، نتيجة زراعة لعينة تم أخذها في الدوحة في يوم الاربعاء غرة أغسطس 2012 ! أعطي البرفسور الدكتور فيلته مهلة زمنية تنتهي في موعد أقصاه مايو 2013 ، لمعرفة فرص نجاح أو فشل المعالجات الأشعاعية والكيماوية لحنجرة الرئيس البشير . طرة أم كتابة ؟ أبيض أم أسود ؟ قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ! لزم الرئيس البشير فروته ، وسعي سبحة الفية لالوبية ، يجبد فيها كل يوم ، طالبا العفو والرحمة من الغفور الرحيم ! رددت صاحبتنا العنقالية في جرجيرة في سهول دارفور : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ ، فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ، وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ! ﴿30 - الشوري ﴾ شم الأستاذ علي عثمان كرسي الرئاسة ، وقال حرم ! أو كما تلمح لذلك الإدارة الأمريكية ، التي ذكرتنا بأن الأستاذ علي عثمان يوفي الشروط الأمريكية للإبتزاز والعصر ، كونه على قمة قائمة مجلس الأمن الخمسينية ، التي تحتوي على المتهمين بالإبادات الجماعية وجرائم الحرب في دارفور ؟ استمع ، يا هذا ، للرئيس البشير وهو يردد ، دامعا ، في أسى وندم ، الآية 140 من سورة آل عمران ، : ... إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ، وتلك الأيام نداولها بين الناس ! نواصل ...