*هذه ليست المرة الاولى التي اكتب فيها عن هذه المرأة القامة التي فرضت وجودها في الحياة العامة ليس فقط من خلال نشاطها الفني الي قدمها لاجهزة الاعلام والصحف وانما لتارخها الذي سجلته بمواقفها ومشاركاتها الايجابية في الحركة الوطنية. *عندما كتبت اسمها ضمن الرموز النسائية بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العاملة في عام سابق ، انتقدني بعض الذين ينصبون انفسهم اوصياء على البشر ويصنفوهم وفق معاييرهم الخاصة دون اعتبار لجوهر الدواخل التي لايعلمها الاالله. *اكتب اليوم عن هذه القامة ، بنت السودان الاصيلة حواء جاه الرسول محمد الشهيرة بحوا الطقطاقة التي انتقلت نهار امس الى رحمة مولاها وهي محفوفة بمحبة اهل السودان كافة لانها كانت جزءا من تاريخهم الوطني والفني. *لست في حاجة للحديث عن تايخها المعروف والموثق فقد عرفها اهل السودان بمشاركتها في الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار البريطاني واشتهرت بحضورها الجميل عند الاحتفال بالاستقلال وهي ترتدي علم السودان ثوبا لها ، وظلت ترتديه في كل المناسبات الوطنية حتى رحلت عن الفانية. *عرفناها وفية للزعيم الراحل المقيم اسماعيل الازهري اول رئيس منتخب في اول حكومة وطنية عقب الاستقلال وقد غنت له بكل الحب : لا تعريفه ولا ملين..عاش الشعب مع اسماعين ،و :ازهري العلوه ..تاني ما بدلوه ، وظلت تحرص على مشاركة الاتحاديين احتفالاتهم بذكرى الاستقلال في منزل الزعيم وهي ترتدي علم الاستقلال. *شاهدتها في مناسبات اخري وهي ترتدي علم الاستقلال ، من بينها احتفالات مدارس الميرغنية بخريجيها وخريجاتها التي يحرص مديرها العام عثمان عبد العزيز حسن على دعوتها اليها وتحرص هي على مشاركة اسر الخريجين والخريجات افراهم بفلذات اكبادهم. *الراحلة المقيمة حوا الطقطاقة غنت في زواج ملك مصر فاروق على الملكة ناريمان كما غنت للمناضل الفلسطيني ياسر عرفات ابان زيارته للسودان لدعم القضية الفلسطينية ، لكنها عرفت اكثر بادائها ل (اغاني البنات) واشتهرت ب(الكسره) الخفبفة التي كانت معهودة في ذلك الزمان في بداية الاغنية ، لكنها كانت حريصة على المحافظة على الاغاني ذات المضامين والمعاني الهادفة خاصة تلك التي تمجد الشجاعة والكرم. *تغمد الله فقيدة الوطن بنت السودان حواء جاه الرسول التي رحلت من هذه الدنيا الفانية وتركت علم السودان يرفرف عاليا فوق منزلها الكائن بحي الضباط بامدرمان ، سائلين الرحمن الرحيم ان يتقبلها بواسع رحمته ويلهم الها وذويها واهل السودان كافة الصبر وحسن العزاء.