مازلت أتذكر وأنا الساخر تلك اللحظة المتلفزة والتي جلس فيها مرسي ولأول مرةعلي كرسي الرئاسة وفي تصرف كوميدي له بدي لي وللجميع أنه يقيس حجم قاعدة الكرسي بحجم مؤخرته ؟ وهو يتململ ويتحرك عفوياً وكأنه يشعر أن حجم الكرسي وللوهلة الأولي أكبر منه بل وأكبر من حجم مؤخرته ؟ ومازلت أيضاً أتذكر خطابه الناري الأول والمرتجل كعادته فينا بقلب ميدان التحرير وهو يخلع علي الحضور جاكت بدلته علي طريقة عبد العال بطل الأبطال وتلك الوعود والعهود والتي أتخذها علي نفسه بداية من قوله ياشعب مصر العظيم أنتم مصدر السلطات وأهلها ؟ ولن أخون الله فيكم ؟ وأنا ليس لي طلبات ولكن علي واجبات ؟ ودماء الشهداء لن تضيع هدراً ؟ وعلي الرغم من أن فترة جلوسة علي عرش مصر لم يمر عليها سوي أربعة شهور أو حتي خمسة ؟ إلا أن الرجل قد أرتكب من الحماقات والسخافات ما جعلته يخسر تماماً السواد الأعظم من الشعب المصري في عوامه ومثقفيه وذلك بسبب رعونته وحالة التذبذب والأرتعاش والضعف والوهن الواضح في أتخاذ قراراته المفترض كونها سيادية ؟ وبالشكل الذي شكك الجميع في أن مرسي العياط لايحكم ولايدير مصر بمفرده بل هناك ومن خلفه يقبع مايسمي بمرشد الأخوان والذي يملي عليه قرارات أطاحت أرضاً به وبمصداقيته وبمرشده وبجماعته التي ينتمي إليها ؟ أبتدأ مرسي تخبطه المستغرب والمتعجب في صناعة قراراته المفترض كونها سيادية ومدروسة ، والتي من المفترض أن لاتصدر عنه إلا بحساب ومراجعة تامة وشاملة لكافة آثارها وهو لم يفعل وحتي تاريخه ؟ ولكن جاءت قراراته كلها عبيطة وهايفة وغير هادفة ولامحسوبة وكأنه لايدرك أن كلام الملوك لايعاد أو أنه أصبح رئيساً لدولة بحجم وأمكانات وتنوع ثقافات مصر ؟ فبدي لنا وللجميع أنه يعاني من حالة من العقم السياسي التام ولاينظر أبعد من طول أنفه ولايقيم وزناً لكلامه أو وعوده أو حتي قراراته الرئاسية المتسرعة والعشوائية والمرتجلة تماماً كجميع خطاباته النارية المرتجلة والتي صدغ بها أدمغة الجميع بمناسبة أو بغير مناسبة ؟ وعلي طريقة الفنان الراحل القصري في فيلم نورماندي تو والتي مثل فيها شخص المعلم حنفي وعبارته المشهور ( هاتنزل المرة دي ) وفي كوميديا سوداء لمرسي بدأ عبطه وعفمه السياسي البادي للعيان وللعميان باتخاذ قراره بعودة مجلس الشعب للأنعقاد ؟ ولكي تأتي المحكمة الدستورية العليا وتلسعه علي قفاه ، قفا ربما فاق ألم ووجع ومرارة القفا الذي نزل علي قفا السيد البدوي رئيس حزب الوفد مؤخراً ؟ ولكي يخضع مرسي ويلحس ( تفته ) ويمضغ قراره ويستجيب لحكم المحكمة ويلغي قراره الرئاسي بعودة المجلس ؟ ولم يتعلم الرجل ولم يتعظ ولكنه وعلي مايبدوا ومعه مرشده وجماعته أعاد الكرة بما صدر عنه من أعلان دستوري يعلمه الجميع بصدد تحصين الطعن علي اللجنة التأسيسية للدستور أو حل مجلس الشوري أو طرح الدستور لأستفتاء عام في موعد محدد ؟ وأثار بفعلته هذه جميع دبابير مصر والتي هاجمت ومازالت وبضراوة مرسي ومرشده وجماعته وأدخل نفسه وبنا والبلاد كافة في آتون حرب سياسية لم ينقشع ولن ينقشع غبارها بعد ؟ بل ويعلم الله وحده نهاية مايحدث في أيام كارثية ثقيلة قادمة وتسبقها رياح عاصفة مزمجرة يعلم الله وحده مداها وآثارها علي مجتمع بات محيراً ومنشقاً علي نفسه بسبب تسرع وتخبط رئيس ومرشد يفتقدان تماماً لأي رؤي أو حنكة سياسية لأدارة أزمات بلد ودولة بحجم مصر وكوارثها الآنية ؟ بل للعجب العجاب أن مرسي والذي أحاط نفسه بجيش جرار من المستشارين في كافة الشئون السياسية والقضائية والدستورية قد أهمل هذا الجيش الجرار من مستشاريه وأتخذ من مرشد الأخوان ناصحاً ومستشاراً وحيداً له ؟ عصف به وبقبوله ليس فقط لدي مستشاروه والذين فضلوا الأستقالة من مناصبهم علي بقائهم مجرد طراطير للرئيس ، ولكن عصف بشخصيته وهيبته أمام جموع الشعب المصري والتي راهنت منذ البداية علي جواد خاسر بل جواد أهوج وبكل المقاييس علي أرض الواقع الفعلي ؟ وهاهو يتخذ قراراً آخر بفرض ضرائب علي سلع أو خدمات ثم يأتي وباليوم الثاني مباشرة ويسحبه ؟ ولكن السوق لا ولن يرحم المواطن والذي بدأ يأن ويكره مرسي وعبطه السياسي ومرشده والذي يبدوا أنه يرشده علي طريق الضياع والهلاك وسبيل الندامة ؟ وللعجب العجاب أن نري رئيساً للوزراء كان يشغل وزيراً للري في حكومات سابقة أختاره مرسي وكأن أكاديميات وجامعات مصر قد عقمت أن تأتي برئيس وزراء من أساتذة وعلماء متخصصين في العلوم الأقتصادية ليتركهم مرسي جميعهم بنظرته القاصرة ويأتينا بهذا القنديل المقندل ؟ والذي يبدوا للجميع أنه ضائع ولا ولن يستطيع إدارة ولو حتي طابونة للعيش البلدي ؟ وهو ذاته يكرر نفس أخطاء ورعونة الرئيس الذي أختاره ويتخذ قراراً اليوم ويأتي ليلحسه غداً ؟ ولعل أقرب مثال لذلك قراره بغلق المحلات في العاشرة والذي صدع به أدمغة أبونا ولم ينفذ بالأخير وكأنه قد نساه أصلاً ؟ إذن نحن بصدد رئيس متردد ، رئيس لايحكم منفرداً أو مع مستشاريه ، رئيس يصدر قراره اليوم ويلحسه في الغد ؟ وبالطبع هذا لايمكن أن يكون رئيساً مميزاً لمصر بعد الثورة وبه كل هذا العوار وتلك السمات القاتلة ؟ بل أن المثل الشعبي يؤكد علي أن المركب الذي لها رئيسان لابد أن تغرق ؟ فما بالنا وأن مرسي ليس بقبطان ولا حتي بحار ومرشده الأخواني لايقل عنه تخلفاً سياسياً ؟ فبلد تدار برؤي أثنان من الأغبياء سياسياً لايمكن أبداً أن يكتب لها النجاة ولا النجاح ولو حتي أفترضنا حسن النية في القباطنة والذين لم يبحروا في حياتهم ولم يروا حتي البحر ولم يركبوا في أعمارهم مركباً ولا سفينة ؟ فماذا نننتظر من أمثال هؤلاء ؟ وبالطبع أنا أتحدث هنا عن أخفاقات رئيس يفتقد لكل معان القيادة والسيطرة وإدارة الأزمات بل العكس هو الصحيح لأنه هو صانع لأزمات لايعلم مدي آثارها السلبية عليه وعلي طموحات شعب بدأ يأن ويكره شخص مرسي ومرشده وجماعته ورئيس وزارته ؟ شعب بدأ يحس أنه أخذ خازوقاً كبيراً ليأتي برجل لايقل ضياعاً عن مبارك وعصابته ؟ صحيح هناك مؤامرات قذرة ورخيصة تدار علي مرسي تشترك فيها نخب قذرة فرضت نفسها علي الساحة السياسية وتتحدث دونما توكيل ولا ترخيص بلسان المصريين المثقفين والعوام ؟ وتسمي نفسها بالنخب وهم بالأخير مجموعة من الأفاقين والفلول والعملاء من أصحاب أجندات خاصة وأصحاب المصالح الدونية والسياسية البحته ؟ وهناك مؤامرة كبري وجهنمية تدار بواسطة هؤلاء مايسمون أنفسهم بنخب ويتشارك معهم رموز من قضاء فاسد ومرتشي وفلول لمبارك وصبيانه وأصحاب أقلام مأجورة وأعلام وأعلاميين فاسدين وأصحاب محطات تلفزة مأجورين وهناك مليارات تدفع وتضخ من خارج مصر وداخلها لأستئجارهم بل ولتجييش الحشود من بلطجية وصبيان ورش ومدمنين ومسجلين وعاهرات وعواطلية وعمال يومية والجميع يستأجرهم للحشد في وجه مرسي ومرشده وجماعته ؟ وبغرض وهدف واحد هو أسقاط وخلع مرسي وأسقاط دستوره السقيم ؟ ولكنهم وإن لم ينجحوا في ذلك إلا أنهم نجحوا فعلاً وبامتياز وجدارة تحسب لهم أو حتي عليهم في جعل جموع الشعب المصري تكره مرسي وأللي جاب مرسي ومرشده ومعه أخوانه ؟ نعم شعبية مرسي حالياً باتت في الحضيض وبأسفل السافلين لدي عوام الشعب المصري وخاصة الغلابة والتي تمثل السواد الأعظم من الشعب والذين كانوا يظنون خيراً بالرجل وهو يحدثهم قال الله وقال الرسول ؟ وأصبحوا الآن يسبونه علناً ويصفونه بالكاذب والمنافق بل وبحرامي الكرسي ؟ ولعل معهم جانباً كبيراً من الحق لأنهم وحتي تاريخه لم يروا من مرسي ولا من رئيس وزارته العاجز أي تقدم ملحوظ أو حتي أي بصمة أجتماعية أو عمل أنساني ما خص به الغلابة والحياري والضائعين وهم السواد الأعظم من شعب أكله الفقر والحرمان والمرض ؟ ومرسي لايجيد إلا الكلام والخطب النارية ؟ ولكنه لايملك حلولاً ولم يقدم أحساناً واحداً لهذا الشعب والذي ربما لايهمه مرسي ولا دستوره ولا مرشده ولاجماعته بقدر مايهمه حاله المتردي وتغول أسعار السلع والخدمات ؟ بل أن الجميع بات يكرر أن مبارك وفي عهده البائد وكان يسرق ويجرف البلاد والعباد وكان كل شيء متوفر بالأسواق ولم تشهد البلاد والعباد حينها أزمة في الغاز ولا البنزين ولا السولار ولا الكهرباء ولا المياة ؟ فما الذي جد ؟ ذهب مبارك وجاء مرسي ومرشده وجماعته وحل الفقر والوحل والطين وأنتشرت الأزمات وزادت الأسعار علي العباد ؟ فهل مجيء مرسي ومرشده وجماعته هو لعنة وكارثة باتت تهدد كل الأسر المصرية حتي في حياتهم اليومية التعيسة والسودة ؟ نعم لم يقدم لنا مرسي أي جديد أو أي تحسن يحسب له ؟ أللهم إلا القرارات الصبيانية المتسرعة والغلاء الفاحش والزيادات المضطردة في أسعار السلع والخدمات ووصولاً لعدم توفر كميات البنزين والسولار والمحروقات في ربوع الدولة ؟ وزيادة في أسعار الغاز والكهرباء والمياة ؟ بل ووصولاً لأتباع سياسة الأستجداء والشحاتة والأقتراض من البنك الدولي والدول العربية ؟ وبالنهاية فأن ظاهرة مرسي قد بدأت فعلاً في الأنقشاع وفقد الرجل شعبيته وهيبته ومصداقيته وأمسي وبات في الحضيض فيما أقدم عليه من أفعال وقرارات أرتجالية وعشوائية هدامة لم تقدم للمصريين أي جديد ؟ بل العكس هو الصحيح أصابت الجميع في مقتل بسبب عمي وعقم سياسي لرئيس يسترشد بمرشد لايقل عنه عمي ولا عقماً سياسيا ًوبلاهة ؟ وأن غداً لناظره قريب ... فلننتظر ونري ؟! [email protected]