· حزنت كغيري ممن تابعوا الحلقة الأخيرة من برنامج عالم الرياضة التي استضيف خلالها بطل ألعاب القوى أبو بكر كاكي. · سأله الزميل رضا عن حاله وأحواله مشاركاته ومعسكراته وإصاباته، فأكد النجم الكبير أنه يتعالج من جيبه الخاص ويعكسر من جيبه الخاص ويدفع نفقات سفر وإقامة مدربه من جيبه الخاص. · والمرء لابد أن يتساءل في هكذا حالة عما تقدمه الدولة ووزارة الشباب والرياضة التي لا أشك في أن وزيرها أو وكيلها ينفق عشرة أضعاف ما يحتاجه البطل كاكي في العام على نفسه وعلى حاشيته والمقربين منه. · أي بلد هذا الذي يسطع فيه نجم كهذا ولا يجد الدعم المنتظر. · وبرضو تسمع من يرددون مثل الببغاوات أن الدولة تدعم الرياضة وان الرئيس رياضي مطبوع! · الدولة التي عجزت عن دعم الفتى الذهبي كاكي الذي حقق للوطن انجازات غير مسبوقة ورفع علمنا عالياً خفاقاً في العديد من المحافل، يطلب بعضنا دعمها لأندية الكرة التي لم تحقق طوال العشرين سنة الماضية سوى المزيد من المرارات والهزائم والفضائح والكوارث الكروية أينما ذهبوا. · الدولة التي عجزت عن توفير الكساء والدواء والتعليم لغالبية أبناء الوطن لا يستغرب من إحدى وزاراتها أن تهمل بطلاً مثل كاكي. · ما عانه كاكي في الفترة الماضية يفترض أن يندي له جبين أي مسئول في بلدنا خجلاً لو كان لدينا من يشعرون بمسئولياتهم تجاه كل أبناء شعبهم وليس النجوم فقط. · لو أن كاكي أراد أن يبدل جنسيته لعاش معززاً مكرماً ولما واجهته أي مشكلة في مسيرته مع ألعاب القوى. · لكن الفتى متمسك بجنسيته السودانية ورغماً عن ذلك لا أحد يهتم به للأسف الشديد. · سمعت بالأمس خبراً يقول أن أحد المغتربين قد تكفل دون أن يعلن عن اسمه بكافة نفقات معسكرات وعلاج الفتى الذهبي. · إن صح الخبر فالرجل مشكور على مبادرته الجميلة. · لكن يبقى هذا هو حال السودان دائماً كل شيء يحل بالجودية والتحانيس والنفرات والجهود الذاتية. · والمحزن أنه في النهاية تُنسب النجاحات للوزير الفلاني أو الوكيل العلاني. · غداً لو دفعت الوزارة لكاكي عشرين ألف دولار فقط كدعم في إعداده وعلاجه سيدبج بعضنا مقالات الإشادة بالقائمين على أمر الوزارة أو اتحاد ألعاب القوى. · سيصورون مثل هذا المبلغ الزهيد وكأنه عشرين مليون، مع أن العشرين مليون دولار يمكن أن يلهفها أصغر لص في البلد دون أن يقولوا لهم ثلث الثلاثة كم. · سيطبل بعضنا للمسئولين إن دفعوا لكاكي مثل هذا المبلغ الضئيل مع أنهم ظلوا يتجاهلون البطل الكبير طوال الفترة الماضية الأمر الذي أثر بدون شك في مشاركاته الأخيرة. · دولة التجار التي لا تشغل نفسها إلا بالأحداث الرياضية التي تجذب اهتمام الجمهور وتشغله عن قضاياه الأهم، تفشل في دعم كاكي رغم نجاحاته الخارجية التي اعترف بها الآخرون. · يا لها من مهازل هذه التي نعيشها في سودان اليوم. · ومثلما خاطبتك يا كاكي قبل سنوات من الآن ورجوتك أن تتحمل ظلم أهل القربى، لا أملك إلا أن أعيد هذه المناشدة مرة ثانية فعسى ولعل أن يصحا البعض من نومة أهل الكهف التي يغطون فيها.