إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تعليل. ما يجري)    الأهلي مدني يدشن مشواره الافريقي بمواجهة النجم الساحلي    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحل مسجون .. عند ملك الأردن (8-9-10-11) كتب : مصطفى منيغ

تساقطت الأوراق، من شجرة التفاح ذي اللون الأزرق ، في لوحة تشكيلية معلقة في إحدى مكاتب "عمدة
الطغاة" ترمز للعائلة بأبشع الأذواق ، فلا هي كما أراد الرسام ولا واضح التفسير المكتوب وبها ملحق
، بل مجرد ترف لرئيس دولة كان أحمق . قبل أن يُعَرِّضَ نفسه وتلك المسخرة للاحتراق. الشجرة المنحنية
تجاه الركن الباهت ذي الخلفية الرمادية تتفرع منها الأفنان (بحسب أفراد تلك السلالة التي أراد
المنافقون نحت تأريخ أفعالها في سوريا فوق مسلة على غرار الأسر الفرعونية التي حكمت أرض الكنانة)
تتدلى منها بطاقات مكتوبة بحبر صيني مقاوم للرطوبة كم نهب كل منهم على انفراد من خيرات عاصمة
الشام وبالأطنان ..ولا زالت سمة من بقي منهم الارتزاق.
.. المكتب نفسه يتضمن مجموعة من التحف المتبقية عن قصد من غنائم الأسد الأب يتظاهر بها الابن أمام
الزوار كأنها علامات مكانة الأسرة الحاكمة عبر العالم ، وقدرتها على التأثير متى شاءت تكريس سياسة
التسول لتغطية نهمها في امتلاك الثروة بعد السلطة ولأمد طويل يتولى شأنهما "الأسديون" حفيدا عن جد
دون اعتراض أحد .
... حتى يتم الحفاظ على تلك الكنوز ثمة حركة في تلفيف القطع لتستقر في صناديق صُنعت خصيصا لعملية
التهريب هذه تُحَمَّل لزوارق بحرية في اتجاه غير معروف إلا للروسيين تحديدا وبعض العيون المتمركزة داخل
قصر "عمدة الطغاة " المكلف أصحابها بتوثيق التحركات ووضع الإجابات الدقيقة المستعان بها لا محالة
لحظة التحقيق ودفع الحساب من لدن "قلة" تنعمت لأربعة عقود في الداخل السوري وتريد الاستمرار على
نفس الوتيرة مع اختلاف النمط بالداخل الروسي .
... أدرك "عمدة الطغاة" بدنو استسلام نظامه للثوار الزاحفين في ثبات إلى حيث يقيم نهارا، فنراه
يكابر في تغطية الاستعداد للرحيل بكل ما يتيح الإتقان لحظة الصفر لعملية الفرار ، لذا يتظاهر
باستعداده محاورة المعارضين الغير التابعين له دون شروط وهو تكتيك تولت "روسيا" وفي بعض الأحيان "
الإبراهيمي" حياكته كنسيج قابل لاستعماله بساطا برتوكوليا أحمرا تعبر فوقه تلك المقدمة الفاشلة (
كما نراها نحن ) لخلو اللقاء ( إن تم ) من أي بحث صادق عن حل القضية حلا ينهي نظام بشار الأسد بلا
هوادة من جانب الفريق الذي يعينه " المهزوم" نفسه وهذا ما حصل بالفعل في التعديل (الحكومي)
مؤخرا .
... طبعا الموعد المضروب كشرط لإجراء اللقاء يوم الأحد جاء ارتباطا بيوم الوفاء لمرور أربعة عشر
حولا على تحمل الملك عبد الله الثاني مقاليد الحكم في الأردن ، والوفاء أزيد التصاقا بالقيم الروحية
من الإخلاص لمفاهيم يطول شرحها ونحن في هذا المقام نخص الأردن ملكا ومؤسسات دستورية وشعبا بأسمى آيات
التهاني متضرعين إلى العلي القدير أن يحفظهم جميعا وينأي بهم عن أي شرارة ضرر يريد "عمدة الطغاة"
أن تصل ربوع الخليج للتشفي ،وإنها حقا مرحلة نحياها الأردن تجعلها منارة فخار بشعبها العظيم الذي
فَهِمَ ليس سطحا وإنما في الجوهر أن المسألة السورية تظل سورية داخل حدودها أما المساعدة الإنسانية
فشيء آخر اقتسم فيه من خيراته مع كل طارق أرضه طالبا الرعاية والحماية وسد الرمق إلى أن يتم
إحقاق الحق بفصل الرحيم الرزاق.ومع ذلك .. الشعب غير مستعد للإبقاء على الحال دون البحث بهدوء
على أحسن مآل مع الملك عبد الله الثاني الذي فكر واجتهد ووقف على حقيقة غاية في الأهمية مفادها
صراحة أن شعبا بقدرات الشعب الأردني يُقَصر في حقه إن لم يحظ بكل حقوق المواطنة ، وتيك قضية محورية
تستوجب بداية قطع الطريق بالقانون على كل خارق لنفس القانون مهما كان وفي أي منصب أو رتبة تحمل
مسؤوليتها . الشعب عالم بمن يخدم المصلحة العامة للوطن ومن يجعل الوطن في خدمته الخاصة وإنه لتناقض
في أردن يُرَوج فيه أنه بلد ديمقراطي و موطن مؤسسات ودولة حق وقانون.
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو المكتب السياسي لحزب الأمل
صندوق بريد 4613 / الصخيرات / المغرب
[email protected]
الحل مسجون .. عند ملك الأردن (9)
كتب : مصطفى منيغ
الملايير من الدولارات التي قد تتوصل بها الأردن من داخل اتحاد دول الخليج ، وبعض الدول من الخارج ،
تحديدا الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة لما هو قومي كناتج ، أموال إن حَسُنَ في شأنها التدبير وانمحى
التبذير شهدت الأردن خلال السنوات الأربع المقبلة وبالأقصى الخمس تطورا نحو الأفضل وتبخر أي حراك
هائج .
التكاليف "السيادية" في حاجة لبلورة ديمقراطية الحوار في شأنها لحد اطلاع الأردنيين (بكل أطيافهم
ومنظماتهم النقابية وأحزابهم السياسية ومنابرهم الإعلامية ونوابهم في البرلمان الموقر) على أدق
تفاصيلها .
أعتقد أن الملك عبد الله الثاني الدارس الجيد للديمقراطية بمعانيها الأصيلة البعيدة عن إضافات الغرض
منها تغطية الشمس بالغربال ، الواعي بما قد تحققه من ايجابيات إن طُُبِّقت كما ينص جوهرها بجعل
القانون سيد الجميع، يسري على الحاكم كالمحكوم ، المدرك حقيقة أن الارتباط مع العالم المتقدم (كمصلحة
مشتركة أو تعاون يخدم الشعوب فيما تطمح إليه من عيش آمن كريم) من شروطه "المُحَيَّنَة" أن تكون الأمة
عالمة بما يجري فوق أرضها أو ما يُتَّخَذ كقرار باسم وطنها له علاقة بالميزانيات المخصصة للتنمية
كاستثمار لابد منه .
طبعا الأمر غير مألوف لدى بعض الدول العربية ، وويل لمن أشارت إليه الأصابع في نقاشه من قريب أو
بعيد ، لكن المحاولة تبدأ بهمسة بين اثنين وتسري صدقتيها بسرعة اشتعال النار في القش اليابس ، حتى
تصل إلى صرخة تكلف النقد (بالعملات الصعبة) المخزون النقص الهائل لإسكات صاحبها ، وهيهات أن يحصل
المراد ، إذ لم يعد العصا يخيف من عصا ، إن كان العذر دفاع الشعب عن حقه المشروع .
الأردن ليس سوريا هذا صحيح، لكن المظلوم فيهما واحد، إنسان محروم حتى مما ينص عليه الدستور هنا أو
هناك. بالتأكيد لا يمكن مقارنة الملك عبد الله الثاني ب"عمدة الطغاة" بشار الأسد، لكن المقارنة
واردة بين من أحس بالغبن (داخل المملكة الأردنية أو الجمهورية السورية) وضياع رزقه في الحياة، يرى
عياله يموتون فقرا وجهلا ومرضا حياله ولا حياة لمن ينادي ، وجماعة على قلتها تستحوذ على ما يكفي
الآف الأسر لتعيش مستورة الحال.
جميل أن نحتفل ونزمر ونطبل ونرقص غبطة في الطرقات بمناسبة وطنية تذكرنا بما مضى ، لكن الأجمل إذا
رجع المحتفلون ،وأغلبهم من طبقات تحيا والسلام، يجدون في البيوت من يسترسلوا معهم في البهجة والفرح
وليس من يعمق في صدورهم الجراح .
الاحتفاء الحقيقي يتم حينما يرقى هذا الشعب العظيم لمستوى الاكتفاء الذاتي في أكثر من مجال يخص
الكرامة الإنسانية والسمو الأخلاقي الراعي الأهم لتحقيق التقدم والحفاظ على الهوية الوطنية المميزة
كانت ونتمنى أن تستمر لأنها القدوة بالنسبة لنا ما دمنا متعمقي الاطلاع على جذورها الطيبة الشريفة
، القارئين بتمعن شديد لتاريخها المجيد على مر العصور ، وليس من عهد الملك عبد الله الأول حتى الثاني
وحسب.
مصطفى منيغ
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو المكتب السياسي لحزب الأمل
صندوق بريد 4613 / الصخيرات / المغرب
[email protected]
الحل مسجون .. عند ملك الأردن ( 10 )
كتب : مصطفى منيغ
الديمقراطية ليست شعارات تُرًفَع من طرف حكومة للوعود الخيالية شيدت أزيد من مصنع ، موجودة عند
التنقيب في الورق لكن ساعة المساءلة تعلل : كانت هنا فضاع منها ما ضاع ، ولا الديمقراطية ضجيج
والظهور بمنظر بحر هائج ، من طرف حراس الانضباط ، في سلطة متدربة على آخر صيحة تحريك السياط ،
لترسم على أجساد المغلوبين على أمرهم : ليومكم هذا أخدنا بكل لوازم الاحتياط .. لتتيقنوا أن
لصبرنا على غوغائيكم السدود .. نبنيها في الموعد المحدود .. بسرعة المتمكنين في فن "بقدر ما تصرخ بها
عليك نجود" .. لتصبح الممدود الممعود .. السابح في واقع مساحة كل مسلك للنجاة فيها مسدود. ولا
الديمقراطية تصريحات في خطب الجديد فيها "التوقيت" فاليوم ليس فضاء ما عُرِفَ من أربعة عشرة سنة ،
الأردن ساعتها انبهر بالتغير المقدر عليه ، وصاغ لنفسه صنف الأمل وخصوصية التفاؤل والتمسك في الأول
والأخير بالصبر المنتهي على خير ، وحينما نقول الأردن نعني الشعب الأردني العظيم الذي ساير بعد ذلك
الوقوف في جميع المحطات ، كما رغبت في تخطيطاتها كل الحكومات ، أكان رئيسها زيد أو عمرو أو من أتت به
ضغوط المتغيرات ، ونؤكد أن الشعب الأردني الأصيل لم يتصرف ذاك التصرف النبيل بدافع من ديمقراطية
أو ما شابهها ، وإنما عن تعقل حَيَّرَ السلطة الحاكمة نفسها بمستشاريها (وطنيين وأجانب) ومع تلك الحيرة
لم يشغل ذاته أي أحد (في إطار ذاك المحيط) بأن الشعب الصابر أذكي من سواه، إذ مع سنين تجلده تظهر
على السطح كفاءات حكامه من عدمها ، فإن تحرك لإنقاذ ما يراه في حاجة للإنقاذ تعاطفت معه شعوب
الأرض مهما نأت بهم القارات هم في قرية واحدة والفضل بعد الله سبحانه وتعالى للإعلام الشريف والإعلاميين
الشرفاء الذين على ضمائرهم الحية تقع وتنطلق الكلمة المحصنة بالحق والحقيقة جنبا لجنب مع الصورة
المأخوذة مباشرة من موقع الأحداث دون خوف ولا وجل من أحد أكان حاكم أو محكوم سوى من الباري الحي
القيوم ذي الجلال والإكرام . ولا الديمقراطية ابتكار بتقديم حرف "السين" على كل عمل المفروض أن يُطْرَحَ
الشروع فيه بصيغة الفعل الماضي، وليس المضارع، "سنبني".. "سنوظف" "سنصحح" "سنقوم بثورة بيضاء"
عوامل مبنية للمجهول عند التنفيذ المقارن بالأغلفة المالية الكافية المخصصة للإنجاز الفوري دون
مماطلة أكانت موضوعة بقوانين أو العملية مجرد سياق سياسي للكلام (في مناسبة تقتضي شعور المتلقين
بالاطمئنان أن الأمور على أحسن ما يرام ) وحد بين فقراته حرف " السين" المنبثق عن مفهوم : "سوف"
نرى ساعتئد ما يمكن تحقيقه .. وما يُشَرَّعُ التأجيل في شأنه لأجل غير مسمى لغاية إلقاء كلمة مشابهة في
مناسبة وطنية قادمة.
في سوريا "عمدة الطغاة"تفوق على حكام الأردن جميعهم بالتمثيل على الشعب حينما تصور أنه أصبح
النجم القادر على تقمص كل الأدوار ، وبين ليلة وضحاها رنت في أذنه حزمة من الأخبار، كانت الأسوأ
منذ تربعه على كرسي الاستبداد والجور والإجرام وما لحق بالشعب السوري بسببه من أضرار ، فاكتشف
بمساعدة "معلمه المفلطح المنبعج" أنه تمادى على فن "التمثيل" فالأخير له علمه وأناسه ، وعليه أن
يكشر على أنيابه ويعالج أظافره ليكون ذاك الإبليس المرتدي عباءة طهران وقباعة الروس المكبرة لحجم
الرؤوس يوازي بها عنق الزرافة ، ويخرج سيفه ليشرع في ضرب أي سوري يصادفه حتى الموت . والباقي
معروف، موثق سيقدم للعدالة في وقت تسمح به الظروف. وللمتمعن في شريط الأحداث قبل قيام الثورة في
سوريا الجارة بسنة تقريبا سيجد " الحل المسجون عند ملك الأردن" الذي أعنيه بمقالي المطول هذا،
وسيدرك كم الأردن غالي علينا ، استقراره من استقرارنا ، وشرفه من شرفنا ، أما الملك عبد الله
الثاني الذي أكن له الاحترام والتقدير ، فلن يكون وحده في المعركة الفاصلة بين تطبيق الديمقراطية
الحقيقية أو ترسيخ الحاكم المطلق الذي يتوهم أنه المرجع الوحيد لكل سلطة والمشرع وراء الستائر لكل
ما يراه مطيلا لمرحلة هو سيدها أراد الشعب أم عارض ومتصلب فيها كالصنم غير عابئ بقانون أي كان
أو بحقوق الإنسان كما هو منعوت الآن "عمدة الطغاة" بشار الأسد ومسخرة هذا الزمان .
( وإلى الجزء الحادي عشر من هذا المقال)
مصطفى منيغ
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو المكتب السياسي لحزب الأمل
صندوق بريد 4613 / الصخيرات / المغرب
[email protected]
الحل مسجون .. عند ملك الأردن (11)
كتب : مصطفى منيغ
بعض الشعوب والعربية الشرق أوسطية أقصد منحت حكامها ما يشتهون وأكثر، وقرتهم.. مجدتهم .. جعلت
منهم الأكبر وهم الأصغر ، ركبت الرذي في امتصاص أقل القليل كي بالكاد تحيا لتضمن لهم العيش الرغيد
وملبسا من الحرير وصهاريج من المحروقات كي يلفوا العالم بالمجان معززين مكرمين في كل مكان .. بنت
بعرقها لهم بدل القصر القصور ، فرحت لحد القفز كالقرود في الساحات لمشاركتهم الحبور ، وحزنت إن
أحست أن وجعا أصابهم قض مضجعهم الخرافي الوثير المنقطع النظير مقارنة مع ما يفترش معظمهم في قناعة من
رث الحصير ، تمنوا لهم العمر المديد المفعم بالسياحة المرحة والاغتسال بأجود أصناف العطور ، ولا يهم
إن ركضت بهم سوء التغذية وقصر اليد عن ابتياع الأدوية لأحقر قبور ، ترعى خرفان تائهة حتى قليل
العشب النابت حولها المزينة بخضرتها مرتعهم المغمور ، وتتراقص المعز الفاقدة الوعي أكان ما تدس
بحوافرها الوسخة مرقدهم ذاك بشرا أو بقايا حيوانات مقذوف بها في حفر تستر عظامهم ليوم لقاء لا
ريب في وقوعه يوم النشور .
... لنكون صرحاء ولو لمرة واحدة في حياتنا، أليس "ّبشار الأسد" أحدهم ؟ ، فلما قابل شعبه بهذه
الوحشية والغدر الموصوف بالترصد العمد لتنفيذ (بسوء نية مبيتة) ما نفذه من قتل ودمار دون تمييز
بين امرأة ورجل أو طفل وشيخ أو مسكن عاطل عن العمل أو مستشفى عمومي وبعض الحكام يتفرجون كأنهم
أمام "سرك" أسد فيه يزدرد بشرا مباشرة أمام أعينهم وهم يتلذذون كأن المنظر لقطة في شريط معروض
في الهواء الطلق متحديا كل الديانات السماوية وأولها الإسلام . أخائفون هم من حلفاء "عميد الطغاة
" أو مهمة كل واحد منهم الاكتفاء بحماية نفسه وداخل حدود دولته ومن أراد أن يشرب من يم الدم أن
يفعل أو أن ينغمس في هذا الهم والغم ليتدمر أو يسلم ؟ .
... ملك الأردن وحده ما سك حرمته متقن بإرادته دوره لن يستطيع تلقي المزيد من المبادرات
والاختيارات ولو مُنِحَ بالدولار المليارات المعروف مصدرها وفصل الحديث في شأنها ما دام العمل له شقان
السياسي والعسكري ، فإذا كانت السعودية ممدودة إمكاناتها الفكرية وما يستوجب الدفاع عن مملكة
البحرين من قدرات مادية ضخمة ، تبقى الإمارات وقطر والكويت لتتحد على رؤية تسعف بها الشعب
السوري دون تخفي أو انتظار الإذن من الولايات المتحدة الأمريكية لأنها في حاجة لمن ينوب عنها في الأمر
واللبيب بالاشارة يفهم .
جامعة الدول العربية مصممة لتبقى واجهة فخرية لا حول لها ولا قوة تنتظر كالعادة ما تسفر عليه
وثبات " الإبراهيمي" التي أكرر قولها لن تأتي بأي نتيجة تُذكر ، والتحرك يقتضي في الكلام الاختصار،
ما دام "بشار" دخل بنظامه مرحلة الاحتضار ، يمني نفسه (بمثل العباءة الأردنية التي لبسوه إياه أمام
عدسات أبواق دعايته مجموعة من الأردنيين أحترم رأيهم) بالانتصار ،و الواقع عكس ذلك تماما يشعر
بالانهيار، وقريبا سنسمع في الشأن أصدق ألأخبار.
وإلى الجزء 12 من هذا المقال)
مصطفى منيغ
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو المكتب السياسي لحزب الأمل
صندوق بريد 4613 / الصخيرات / المغرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.