لا اعلم الى اى مدى تم تطبيق برنامج التربية الجنسية فى نظام التعليم العام والجامعى بالسودان حيث ان الغربة الطويلة تحول بيننا وبين تتبع كثير من الاشياء والتفاصيل فى الوطن العزيز ، وكنت قد سمعت قبل سنتين او ثلاث ان الفكرة لقيت قبولا بصفة عامة . ما دعانى لهذا الحديث هو تكرار حوادث الاغتصاب للاطفال الابرياء من المعلمين اللذين عهد اليهم بتعليمهم ورعايتهم ولهم سلطة عليهم مما يضاعف جرم مرتكبى مثل هذه الجرائم . ان اغتصاب طفل يترك آثار نفسية مدمرة جدا فى حياته وتؤثر على مستقبله . دعونا لا نتحدث عن دور المحاكم او الشرطة لان دورها ياتى لاحقا رغم ان تشديد العقوبة يشكل رادعا لاصحاب النفوس السوية ولكنه لا يؤثر على المجرمين لانهم اساسا اناس غير طبعيين وتشديد العقاب لم يقلل يوما من ارتكاب الجرائم . كذلك فان ارتكاب هذه الجرائم من غير المعلمين موضوعها مختلف لان استدراج الاطفال او خطفهم بالقوة من الغير يكون عندهم فرصة للافلات بالصراخ وغيره وكذلك خوف الجانى من نتائج فعلته يجعله فى عجلة من امره ويطلق ساقيه للريح لاقل سبب ، اما المعلم الذى هو مقام الاب او الاخ الاكبر ويطمئن اليه الناس ويسلمونه فلذات الاكباد ليرعاها ويلقنها الاخلاق قبل العلم وان هذه الحوداث تلقى بظلالها على المعلم الذى كان يقال عنه كاد ان يكون رسولا . كذلك هناك خطر كبير يكمن فى الاقارب فهم يدخلوت البيت فى اطمئنان ويصطحبون الطفل للترفيه عنه خارج المنزل او يختلوا به داخل المنزل وتتم هذه الجرائم بتكتم شديد والطفل يكون خائفا ولا يبلغ اهله عن ذلك . ان الاهتمام بالصغار وايضاح هذه الامور لهم وهو بعد فى سن صغيرة وان لا يسمحوا لاى شخص ان يعبث بهم او يخلع ملابسهم وان يلجأوا للشكوى للاهل دون خوف من عقاب او غيره اصبح شيئاً ضروريا بالاضافة للمكون الاخلاقى والاجتماعى والدينى المركوز فى امتنا يمكن ايضا الاستعانة بعلم النفس الحديث وما قررته المدارس الغربية فى هذا الشان والاستفادة من تجارب الشعوب . ان الاسلام يقرر الثقافة الجنسية وآداب النكاح والغسل والحيض والولاده وغيره . ان الاطفال فى سن الثامنة يتلقون التربية الجنسية فى المدارس البريطانية والامريكية ويتدرج الاطفال حسب نمؤهم فى تلقى الثقافة الجنسية الفرق بين الانسان والحيوان ثم الفرق بين الانوثة والذكورة ثم الامراض السارية ثم الانحراف الجنسى الى طرق الوقاية من الحمل . ونجد الطفل فى سن الرابعة لديه حب استطلاع لمعرفة نوعه هل هو ذكر ام انثى ؟ وحتى ينشأ الطفل بصورة نفسية سليمة لا بد ان تساعده الام فى معرفته لهويته الجنسية وخاصة اذا كان ذكرا وسط بنات او بنتا وسط ذكور فلا بد من تنمية الشعور بالنوع المختلف . واذا لم نرب فى الطفل احساسه بنوعه ونساعده على تكوين صداقات مع جنسه وخاصة فى سن المدرسة يمكن ان تحدث عنده اضطرابات نفسية او تتربى عنده عادات سيئة مثل اللواط ( المرجع د سناء احمد استاذة علم النفس ) ويضيف نفس المرجع : ان بعض الامهات يفرطن فى التحذيرات والتنبيهات خاصة للبنات ، لا تتحدثى مع الغرباء ، احذرى اى رجل ، وتكثر من التخويف والترهيب من الجنس الآخر مما يخلق اضطرابات نفسية وخوفا من الزواج او الفشل وتخشى الزوجة اقتراب زوجها منها وتنفر وتخاف من العلاقة الجنسية . ومن الناحية الدينبة فانه يجب غرس التربية الايمانية منذ الصغر وربط العفة بطاعة الله وتربية اولادنا على اخلاق الستر وكراهة العرى وهذه هى الفطرة ، وكذلك توعية الابناء لحمايتهم من الاعتداء الجنسى لما يتركه من آثار سلبية تستمر معهم طوال العمر ، فنعلم الولد والبنت عدم دخول الحمام الا للضرورة القصوى وان يغلق الباب وراءه جيدا ولا يدخل معه ابدا زميلا او غيره وألا يخلع ملابسه امام احد ونعلم الطفل ان يرفض اذا طلب منه احد ان يدخل معه الحمام حتى لا يعلمه احد الشذوذ الجنسى فيعرضه لعقدة تستمر معه وتسبب له مشكلات بعد الزواج ، ان للطفل علاقة خاصة مع امه وعليها ان تطمئنه انه اذا صارحها بشى من ذلك فانها لن تعاقبه . ان تعريف التربية الجنسية فى يكبيديا الموسوعة الحرة كالآتى : ان التربية الجنسية هى مفهوم واسع يشمل تعليم وتربية التشريح الجنسى ، التكاثر الجنسى ، الجماع ، الصحة الجنسية ، العلاقة العاطفية ، مسؤليات وحقوق التناسل ، تحديد النسل ، وجوانب اخرى لسلوكيات البشر الجنسية . لقد اوصت دراسة اجراها فريق من طالبات قسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود فى العاصمة السعودية الرياض بتعليم مادة الثقافة الجنسية للاطفال فى المدارس الحكومية . وكانت مبررات هذه الدراسة تصاعد التحرشات الجنسية ضد الاطفال فى المجتمعات العربية نتيجة للحساسية والحرج المفرط فى التعامل معها والوالدان قد يخجلان من مصارحة اطفالهم بها . يقول اطباء النفس فى شأن الاطفال المغتصبين ان الطفل الضحية يبدأ بعد الجريمة بعزل نفسه عن الاطفال ويتحاشى مشاركتهم اللعب وبالطبع ينخفض مستواه الدراسى وهو كذلك يخاف من اى شخص غريب او ضيف يدخل المنزل ويشعر بالفزع اذا احتضنه او لاطفه بشكل عادى وقد يتحول للجنسية المثلية بمجرد بلوغه مما يؤدى الى ارتكاب جرائم جديدة بحق اطفال آخرين . ارجو بهذا ان اكون قد فتحت باباً للنقاش فى هذا الموضوع الهام ونسمع من المختصين والتربيوين والشيوخ وتجاهل الامر فيه مخاطر اكثر من نقاشه. عصمت عبد الجبار التربى