/ الحزب فكرة قبل أن يكون كيان أو مؤسسة وقادة الفكر والرأي هم من يؤسسون الاحزاب حيث تستنبط من خلال الحزب افكارهم ومشاريعهم الوطنية ومن ثم يأتي دور اللذين يؤمنون بالمشروع ويتكون الحزب والمؤسسة ,,, وتبقي الفكرة أبنة المفكر الذي انجبها من ضميره وحسه وغيرته ,,, وتبقي ابد الابدين من دمه وتظل واحدة من بنات افكاره ,,,,, وقد انجب الاب المناضل البطل الراحل المقيم / المطران فيلب عباس غبوش / الحزب القومي في دولة السودان وهو الاب الشرعي لهذا الكيان العظيم ,,,,,,,,,
منذ بواكير القرن الماضي في مرحلة من الزمن الصعب بفكرةً صعبة في ذاك الزمان الذي كان فيه شعبه في ظلمةً من امرهم و الذي تمثل في الجهل المحدق والانغلاق في ماكانت تسمي بالمناطق المقفولة وقد كان هذا الانحصار والحصار حتي بعد خروج المستعمر وأبان المهدية فقد كانت السياسات مبنية علي عدم رؤية تلك الشعوب النور والنظر الي الامام وان يظلوا أبد الدهر في الكراكير والحفر حتي لايصلوا الي ما وصلوا أليه الان بعد مضي قرناً من الزمان ,,,,فقد كان الاب فليب غبوش محاصراً من كل الجهات حتي من بني جلدته الذين قاوموه بضراوة ولكنه لم يلتفت الي الوراء وسار بخطاً ثابتات رغم الصعاب وقد كان مؤمناً بأهدافه التي اتبنت من اجل الوطن والشعوب المهمشة ليخرجهم من الظلم والظلمات الي فضائات المعرفة ومعرفة الحقوق ,,,((( لهم وما عليهم ))),,, وقد كانت للاب فيلب اراءه في تكويين الدولة السودانية بدأً من هوية الدولة وثقافة الدولة وقد بذل الغالي والنفيس من أجل ذلك وقد بدأ الحرب ضد تلك الثقافة بأرتدائه زيه المعروف واعتمار قبعته الشهيرة فكان ذلك الزي الافريقي هو السم في افواه محاربينه ورمحاً في صدور محاربيين الهوية الزنجية ,,,, ومنذ أستقلال السودان في 1يناير 1956 عندما رفع الازهري العلم السوداني وألبس دولة السودان الهوية العربية وأعلنها دولة اسلامية فقد كانت هناك اصوات تقف ضد هذا الاعلان لانه لم يراعي ولم يلتفت الي بقيت الاثنيات والديانات وكان الجنوبيون وقفوا ضد هذا القرار بشدة وأتي الزعيم الاب فيلب في نفس المصاف وبنفس المطالب وهي ذات الاسباب التي أدت الي فصل الجنوب وهي ذات المطالب التي مازال عوار نارها مشتعل ليست في جبال النوبة بل في ما تبقي من المليون ميل مربع ,,, وأن كان سلاح الاب فيلب غبوش هي ندواته وحِكمه وصبره فأنه كان يقول نحن الجناح السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان ويقصد بذلك حزبه ,,,, فقد بني ووضع ارضية صلبة كجذور الجبال وها نحن نشهد ثمارها من أفكار وتخطيط بسيط ومبسط ولكنها كبيرة في معانيها وقيمها ,,,,, وأذكر له في ميدان حمد النيل في سبر ورق اللوبيا ,, حيث وقف هناك أمام الجموع كل قبائل جبال النوبة وكل اهل السودان وفي توصية لابنائه ,,,, حمل قشة او عود وكسره ومن ثم اخذ حفنة من القش وجمعها ثم حاول كسرها فا ستعصت عليه ,, فقال شفتوا لما تكون براك يمكن ان تنكسر مثلما انكسرة هذه القشة الضعيفة ولاكن عندما تكون وسط اخوانك مهما يكون ضعفك فلا احد يستطع كسرك وها نحن نشهد تلك الحكمة الان النوبة ابناء رجل واحد ويداً واحدة والمهمشيين تحت رايةً واحدة الجبهة الثورية والسودان بعهد جديد المصحح الفجر الجديد ,,,, فدعوني أقتبس هذه الابيات للشاعرة السودانية ,,, حيث قالت,,, السمرة تكسوني من رأسي الي اخمص قدمي سليل السلاطين وابن ملكات مروي اجيبوني من انا ومن اين وماذا اريد ,,,, وما اراده ابن السلاطيين الاب فليب غبوش انه كان مسيحياً ولكن من كانوا يؤمنون بأفكاره المسلمون قبل المسيحيين وبقيت الاثنيات لذا عندما ترشح بالرغم من المحاربة فقد فاز في دائرة الحاج يوسف بدلاً من كادقلي او الدلنج وكان لحزبه ثمان مقاعد ,,, وقد عرف بالكتلة السوداء فهو امتداد للمشورة الشعبية وهو الفدرالية وهو فصل الدين عن الدولة وهو الديمقراطية التي تكفل لكل ذي حق حقه ,,, لا يسعنا ألا أن نقول أرقد بسلام أيها الاب وقد سطر اسمك مع التاريخ ومع السودان ,,, وقد شهدنا بعد رحيل الاب فليب غبوش,,,,,,, تقطع اوصال الحزب القومي وقد تقاسموه مثل قطعت اللحم وذهبوا به الي أعداء الحزب القومي يبيعونه بثمن بخس واصبح التجار فيه يتفاوتون وقد خلعوا طاقيه النمر ولبسوا العمامة وكل واحداً منهم يكبر عمامته ويجري وراء أسواق المؤتمر الوطني لكي يحصل علي ماتجود به أيادي أسيادهم وما يؤكد تمام صفقات البيع اننا لم نشهد تأييد او تصريح او توقيع لاحد هذه الاجزاء للحزب القومي مع الفجر الجديد رغم ادعاتهم بأنهم احزاب مسجلة ,,,, وهم أبعد مما كان يدعو به الاب فليب غبوش من فكر وثقافة ووطنية