بسم الله وبسم الوطن اْ\ ضحية سرير توتو \ القاهرة [email protected] ماذا تفعل إذا كنت تمتلك مزرعة كبيرة جداً شاسعة المساحة وتجري من تحتها الاْنهار في نفس الوقت , وكانت مُخضرة تسُر الناظرين , ومنتجة لجميع اْنواع الخضر والفاكهة واللحوم البيضاء والحمراء , وكنت تعيش داخلها في بهجة ومسرة واْمان تام , وفي خلسة من الليل الدامس دخل عليك بعض اللصوص والحرامية من كل حدب وصوب , وقاموا باْحتلال مزرعتك تحت تهديد السلاح وفرضوا اْنفسهم عليك بالقوة الجبرية , واْيضاً قاموا بتهديدك بالقتل وقطع لسانك , وقطع اْرجلك واْيدك من خلاف إذا فكرت يوماً بالنطق اْو المطالبة بحقوقك المسروقة اْو شرعت بتقديم شكوي ضدهم لدي المحكمة , وبحكم إن المزرعة ليست مزرعتهم قاموا بتخريبها وتدميرها علي قدم وساق , وعاثوا فيها فساداً بكل صوره واْشكاله نهبوا كل منتجاتها وحرقوا الاْرض حتي يبس الزرع وجف الضرع و صارت المزرعة يشيب لهولها الغربان والولدان , وفجاْةً قال اْحد هؤلاء اللصوص اْنني لا اْريد الاْستمرار في هذه المزرعة لاْنها جفت ! سوف اْغادرها بعد يومين اْو اْقل , ماذا ستفعل؟ هل ستفرح وتمرح وتقول خلاص المزرعة رجعت اْليك كما كانت واْصبحت في صورتها الاْولي ؟ اْم سوف تعمل بكل مالديك من قوة وعزيمة بطرد باقي اللصوص والحرامية من مزرعتك الذين مازلوا يعيثون فيها فساداً ونهباً وتخريباً ؟ الاْجابة المنطقية تقول : نظرياً وعملياً وبكل تاْكيد اْنك لن ترضي بخروج لص واحد وسوف تعمل علي طرد باقي اللصوص والحرامية من مزرعتك ولن تكتفي بخروج واحد منهم فقط , لاْن خروج لص واحد من المزرعة لا يكفي لإستعادة مزرعتك .! مناسبة هذا الحديث هي إعلان الرئيس المجرم عمر البشير عدم ترشحه لفترة رئاسية قادمة بعد إنتهاء فترة ولايته في اْبريل 2015م , وبدء الناس العاديين والمعارضين معاً يتحدثون بجدية في من سيخلف الرئيس من حزب المؤتمر الوطني الاْرهابي , هل طه ؟ هل نافع , هل زيد ؟ هل عبيد ؟ ..الخ.. ! وبدءوا يضربون الودع ويقرءون الفنجان !! ومنهم من قال نحتاج فتوي دستورية لمعرفة مدي دستورية كلام الرئيس والذين قالوا ذلك اْتباع الرئيس, اْم المعارضة قالت منهم و قطاع عريض وذهبوا بخيالهم بعيد وقالوا 80% من مشاكل السودان سوف تحل لاْن الرئيس يمثل عقبة ومطلوب لدي الجنائية الدولية في راْي المتواضع إن المشكلة ليست في من سيخلف الرئيس المجرم اْو في رحيله من المشهد السياسي السوداني , المشكلة في النظام برمته , كلهم حرامية ولصوص نهبوا البلد وشردوا الناس وطفشوا العقول النيرة من السودان , كلهم ينتهجون فكر واحد , عقلية واحدة , اْسلوب واحد , مشتركين في كل شيء , كلهم عنصريين ولا يوجد فيهم رجل رشيد , ليس لهم علاقة بالدولة السودانية علاقتهم فقط بالحركة الاْسلامية وتنظيم الاْخوان المسلمين العالمي , اْذاً المشكلة في النظام باْكلمه والحل يكمن في رحيله كله من المشهد ويحل محله نظام علماني يبسط العدل والمساواة والحريات وكل سبل الراحة للمواطنين . هذا النظام المستبد عاث في الاْرض فساداً مركباً واْدخل السودان في نفق مظلم ولم يترك حتي بصيص اْمل للخروج من النفق المظلم , عمل علي تخريب البلاد والعباد , نهبوا ثرواته وسرقوا اْمواله , اْحتكر كل شيء لصالح جماعته في الداخل وفي الخارج حتي صار السودان في عهد هؤلاء رقم ثلاثة من حيث الدول الاْكثر فساداً في الاْرض , وحل في المرتبة الثالثة قبل الاْخير من اْكثر الدول فشلاً في التنمية الاْقتصادية والتنمية البشرية . ثلاثة اْرباع من قيادة النظام الفاسد اْرتكبوا جرائم بشعة في حق المواطن السوداني , جرائم إبادة جماعية في دارفور , جرائم قتل منظمة بدقة يرتكبه النظام في جبال النوبة والنيل الاْزرق , اْكثر من عشرة مليشيات اْنشاءه النظام وهي الاْن تتحرك باْنتظام في كل من جبال النوبة والنيل الاْزرق ودارفور وداخل الجامعات السودانية , كل المشاريع الزراعية التي كانت تنتج زرعاً وفيراً تم تدميره تماماً باْيدي النظام في الخرطوم حتي صار جموع الشعب السوداني يعيش تحت خط الفقر المدقع والحالة الاْجتماعية والمعيشية صعبة جداً. فإذا رحل البشير , اْولم يرشح نفسه لولاية اْخري , اْو حتي راح في (مصيبة تاْخذه) وحل محله شخص من اْتباعه الجلابة فسيكون هو البشير رقم (2) , لن يتغير الوضع سيبقي كما هو عليه الاْن , لاْن (اْحمد مثل حاج اْحمد ) , وزيد مثل عبيد , فالحل الوحيد لمعضلة السودان كما قلت هو رحيل النظام باْكمله وليس راْس النظام اْو شخص واحد منهم . لاْن خروج لص واحد من الحركة الاْسلامية لا يكفي لإستعادة البلاد !