تتسارع الخطى فى كل الاتجاهات لانطلاق مؤتمر المانحين المعنى باعمار دارفورلاعادة الحياة الى شرايينها وتاتى اهمية هذه التظاهرة التى ترعاها قطر لكونها وجدت دعما كبيرا من المجتمع الدولى وهو اول عمل دولى واقليمى منسق نحو دارفور حيث يتوقع مشاركة اكثر من 40 دولة ومنظمة اقليميةودولية واعتراف باهمية بناء الاستقرار والسلام والتاييد الدولى لاتفاقية الدوحة للسلام ... وتكمن اهمية المؤتمر بان اعادة الاعمار يعنى استقرار الناس وتوفير مقومات التنمية والعيش الكريم وخدمات التعليم والصحة والمياه والبنى التحتية والامن واعادة النازحين واللاجئين الى قراهم بطريقة طوعية ... امير قطر اكد هذه المضامين خلال القمة العربية الاخيرة بالدوحة عندما شدد بان المؤتمر " سينقل دارفور الى مرحلة جديده من التنمية و الاستقرار والسلام " وفى تصورى بان التحدى الكبير لمؤتمر المانحين ليس فى جمع الاموال ولكن فى كيفية تحريك تلك الاموال المتوقع ضخها من المجتمع الدولى والشركاء والتى تتجاوز اكثر من 7 مليار دولار الى المشروعات التنموية الحقيقية على الارض لانعاش الاقتصاد الدافورى " المنهك والمتعب " وحسن اختيار الشركات المنفذة للمشروعات على اساس الكفاءة والخبرة والاهلية والجدارة واخضاع المناقصات للمنافسة الشريفة والشفافية وعبر لجان فنية متخصصة يشارك فيها ممثلين للدول المانحة عبر جهاز تنفيذي فاعل ومقتدر وضرورة وضع ضوابط صارمة فى اليات التنفيذ مستعينيين ببيوت خبرة عالمية واقليمية ومحلية و إشراك المواطنين والمنظمات الوطنية والدولية والمؤسسات الأممية في عمليات التنفيذ.بعيدا عن سياسات " شيلنى واشيلك " واحكام الرقابة على التدفقات المالية وبنود الصرف عبر مدققين خارجيين من ذوى الكفاءة والخبرة باعتباره مالا عاما يجب حمايته من اى " ماكله " واعتقد بان " الهاجس الامنى " والاحتراب والاقتتال وسيادة ثقافة الحرب والعنف والعنف المضاد قضية محورية يجب النظر اليها بواقعية وعقلانية للسيطرة عليها لانها عائق خطير امام التنمية الحقيقية وخطط الاعمار التى سيطلقها مؤتمر الدوحة تتطلب تضافر الجهود كافة واقناع حملة السلاح للدخول فى مظلة السلام بقناعات السلام لان عمليات الاعمار بدون وقف الحرب والعدائيات بين الأطراف المتحاربة مضيعة للوقت والجهد والمال ومن هنا لابد من اشادة كبيرة بالجهود الخيرة التى بذلتها قطر بقيادة اميرها الشيخ حمد بن خليفه الى ثانى وحكومته التى قادت العديد من المبادرات والتحركات الاقليمية والدولية بروح العروبة الاصيلة لاقرار السلام فى دارفور وقيادة جهود عمليات الاعمار والبناء فقد كنا شهود عيان فى الدوحة للمراحل الصعبة و" المطبات " التى واجهت مباحثات الدوحة بين الحكومة وحركة التحريروالعدالة واقول بصراحة لو لا التدخلات القطرية على كافة المستويات عبر تلك الجولات المكوكية الصعبة لفشلت محادثات الدوحة ولابد ايضا الاشادة بجهود الدكتور التيجانى سيسى رئيس السلطة الانتقالية لدارفور واركانحربه حيث تمكنوا من ازالة العديد من " الالغام " التى كادت ان تعرقل المفاوضات بصبرهم ووطنيتهم .. ومن هنا فاننا على ثقة بان المؤتمر سوف يحقق مقاصدة التنموية المنشودة لتمكين اهلنا فى دارفور ان يعودوا لحياتهم الطبيعية ويحصلوا مثل بقية اهل السودان على خدمات الصحة والتعليم والامن والاستقراروان يتعايشوا فيما بينهم