هل استوقفت الدعاة والعاملين في الحقل الإسلامي هذه العبارات يوماً ما: أقابلك على الفيسبوك، سأتواصل معك على تويتر، سأرسل لك رابط يوتيوب،راسلني على لينكدإن، سأتحدث معك عبر الإسكايب؟ قليلون هم الذين استوقفتهم هذه العبارات، وقليلون من أدركوا قيمة مواقع التواصل الاجتماعي، وقليلون هم من استثمروها في نشر الخير والأعمال الجليلة والقيم الفاضلة. معظم شباب الدعوة اليوم لهم حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي؛ ولكن دون الاستفادة القصوى منها. وكثير من الدعاة يفشلون في التعامل مع أدوات الإعلام الجديد، منهم يسجل حساباً ثم يستغله في الدردشة فيما لا فائدة منه،أو يوظفه للخوض في سجالات عقيمة في قضايا هامشية، وبدون هدف محدد ، ومنهم من يفتح حساباً ثم يصمت؛ فلا يحرك هدفن ولا يستفزه حدث. أما غالب المؤسسات والهيئات الدعوية ونظيراتها فلا تهتم بالإعلام الجديد، ولا يمكنك التعرف على أنشطتها أوالتواصل معها إلا بشق الأنفس عبر الوسائل التقليدية، وربما من يتربع على إدارتها لم يحاول يوماً أن يرد على رسالة إلكترونية، أو يطلب المساعدة ممن يعرف هذه الوسائل الجديدة ويسأله كيفية الاستفادة منهأ، وعجب أن تجد من الدعاة من يرتاب من وسائل الإعلام الجديد ويعدها أدوات استخبارية وشيطانية يجب تجنبها أدعو للتوظيف الفعال لمواقع التواصل الاجتماعي على نحو جماعي ومؤسسي ومخطط، وأن نعمل لتقديم محتوى ورسائل ذات قيمة في نهضة الأمة وإصلاح شأنها حان الوقت لتوظيف الإعلام الجديد، وتحويله إلى فرص ومزايا واستجابات. والتوظيف الفعال يبدأ من كوننا سباقين ومبادرين، ولدينا إرادة وقدرة على مخاطبة الآخرين؛ وعرض مضمون رسائلنا. إنّ الوقت الذي يحتاجه أي الشخص لكتابة كلمات قليلة ، ومؤثرة ، وذات دلالة في مواقع التواصل الاجتماعي؛ هو أقل بكثير من الذي تستغرقه المحاضرات المباشرة والخطب المنبرية. وتُعد الكتابة هنا وسيلتنا للتواصل مع الآخرين، وإبلاغ دعوتنا لهم، المحاورة معهم. ومن أجل تطوير وتحسين مهارتنا في الكتابة عبر هذه المواقع وغيرها من الوسائل؛ فهناك جملة من الأساليب والطرق والإسراتيجيات يجب إتقانها، اذكر منها ما يلي : اختيار موضوع واحد، والكتابة فيه؛ والتركيز على فكرة أساسية وعدم الخوض فيما يخرج عن الموضوع الرئيس الكتابة بنفس الأسلوب والطريقة التي نتحدث بها دون تكلف وتقعر في الكلام ترتيب الأفكار وعرضها في عبارات سهلة كما لو كان الواحد منا يكتب لنفسه البعد عن تجريح الهيئات والأشخاص وأن نوجه النقد للآراء بالتمحيص لا إلى الأشخاص بالتنقيص أن نبتدر أي موضوع بعنوان جذاب ورائع، وعبارات موحية، تظل محفورة في ذاكرة القراء ، وأحياناً يتندرون بها، ويوظفون مدلولاتها (مثل عبارات أديبنا الراحل الطيب صالح : من أين جاء هؤلاء).
كسرة: دلت نتائج البحوث التسويقية أن الإعلان الموجز عن أي منتج تجاري على موقع إلكتروني هو أبلغ أثراً، وأقل تكلفة، وأسرع انتشاراً من الوسائل التقليدية (المكالمات التلفونية، المقابلات الشخصية المباشرة، الإعلانات في الصحف الورقية.....).ويفوق أيضاً أسلوب الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها وصلى الله وسلم على رسولنا الكريم