ورد في آخر الأخبار السودانية أن المئات من مواطني أمدوم قد قاموا في صباح اليوم السبت الموافق 27/4/2013 بتشييع جثمان الشهيد محمد عبد الباقي الذي أصيب في المظاهرات العنيفة التي اندلعت نهار أمس الجمعة بأمدوم شرق النيل عقب صلاة الجمعة منددة ببيع الحكومة السودانية لأراضيهم لمستثمرين عرب وخليجيين والتي قام المتظاهرون خلالها بقفل الشوارع الرئيسية بالمنطقة وتصدت لهم الشرطة ونجم عن ذلك اصابة عشرات المواطنين كما أصيب عدد من رجال الشرطة وقد تم اعتقال عدد من المواطنين ووجهت لهم الشرطة تهم جنائية، ومن جانبها أكدت الشرطة في بيان أصدرته أنها تصدت لمجموعة مشاغبة من المواطنين بعد قيامها بقفل الشارع الرئيسي ، حرق الإطارات ، التعدي على موقع الشرطة بالمنطقة وحصب الشرطة بالحجارة مما اضطر الشرطة للتعامل معهم وفقاً القانون ، جدير بالذكر أن الخبر قد ورد بشكل مقتضب ودون صور في بعض القنوات العربية والأجنبية. من المؤكد أن زيادة الاستثمارات الأجنبية في السودان ، سواء أكانت عربية أم غير عربية هو أمر مطلوب بشدة لإدارة عجلة الاقتصاد السوداني المتباطئة وإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية الخانقة التي ما زالت مستمرة منذ عقود، ولكن يجب أن يتم توطين الاستثمارت الأجنبية بصورة عادلة تحقق مصالح المواطنين السودانيين أولاً وأخيراً وتحقق مصالح المستثمرين الوافدين بعد ذلك ، مع العلم أن أي استثمارات أجنبية في أي بلد في العالم لا يجوز أن تتم على حساب المواطنين المحليين ولا يُمكن أن يُكتب لها النجاح إذا انعدم حولها الأمن وتصادمت بقوة مع مصالح المواطنين المحليين والأمثلة كثيرة في أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا، لهذا وحتى لا تتفاقم أحداث أمدوم وتتجه إلى الأسوأ والأكثر سوءاً ، يجب على الحكومة السودانية أن تتخذ قرارات حكيمة عاجلة تقضي بالوقف الفوري للاستثمارات الأجنبية في منطقة أمدوم، فأراضي السودان واسعة ومن الممكن تعمير الصحارى وشبه الصحارى التي لا يقطنها أحد بدلاً من إقحام الاستثمارات الأجنبية في أراضي يعتبرها المواطنون السودانيون امتداداً طبيعياً لأراضيهم السكنية والزراعية، اللهم قد بلغنا فأشهد وأنت خير الشاهدين. فيصل الدابي/المحامي