على خلفية الصراع العسكري على مدينة أبو كرشولا ، التي لم يسمع بها كثير من السودانيين إلا بعد سقوطها في يد الجبهة الثورية واستردادها من قبل الحكومة السودانية وعلى خلفية الاتهامات التي وجهتها حكومة السودان لحكومة جنوب السودان بدعم هجوم الجبهة الثورية على المدينة إياها، انتشرت على الجوالات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كاليوتيوب وحتى على أجهزة التلفزة العالمية شتائم شمالية وشتائم جنوبية عنصرية يندي لها الجبين، وقد فوجئت ذات صباح عندما عرض أمامي صديق سوداني شريطاً مسجلاً على جوال من قبل إمرأة جنوبية يحتوي على شتائم فاحشة تسب نساء ورجال الشمال وحكومة الشمال ورئيس الشمال وكما قالت مقدمة الشتائم الجنوبية أن شتائمها البذيئة جاءت كرد مباشر على وصف الحركة الشعبية بالحشرة الشعبية وتهديد حكومة جمهورية السودان بغزو مدينة نوملي! من المؤسف حقاً أن يتورط كبار القادة السياسيين والمواطنين العاديين من شمال السودان وجنوب السودان في هذا النوع من الشتائم والبذاءات العنصرية البغيضة التي تطال سهامها الجميع والتي لا تدل إلا على الافلاس الأخلاقي لدى بعض الشماليين وبعض الجنوبيين ، فهذا النوع من الشتائم والبذاءات العنصرية لا يُمكن تصنيفه في إطار الحرب الاعلامية الحديثة بل هو مجرد شتائم سوقية مبتذلة تصك وتجرح أذان السامعين ولعل الأكثر إثارة للأسف أن الشتائم الشمالية والشتائم الجنوبية الالكترونية قد انتقلت بسرعة البرق إلى جوالات الكثير من المواطنين العرب في الدول العربية، وقد فؤجئت تماماً ذات صباح عندما سألني أحد المواطنين العرب قائلاً : ما المقصود بشتيمة (ود الشكشوكة) التي وردت في الشريط إياه ، وبالطبع أضطررت إلى الهرب من الاجابة وقلت له، حسب علمى المتواضع فإن الشكشوكة هي أكلة معروفة في شمال أفريقيا تتكون، من البيض والبصل والفلفل والطماطم وأن هذه المكونات تُقلى معاً وقد تُدخل عليها بعض المكونات الأخرى حسب خصوصيات كل منطقة ، فهناك شكشوكة مصرية وشكشوكة تونسية وهلم جرا! في الختام لا نملك إلا أن نقول : ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيّ، ربنا لا تؤاخذنا بما قاله سفهاء الشمال والجنوب ولا حول ولا قوة إلا بالله! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي