بسم الله الرحمن الرحيم – بقلم ود العوض الزين عجيب أمر هؤلاء القوم الذين يكذبون حتي علي أنفسم والأعجب أنهم يصدقون كذبتهم ويتخذون علي ضوئها قرارات ومواقف سرعان ما تصطدم بما هو واقع وماثل علي الأرض فينقلبوا خائبين مضيفين إلي رصيدهم من الكذب وقول ما لايفعلون فضلاً عن الثمن الغالي الذي يدفعه الوطن والمواطن نتيجة تلك القرارات واالعبارات التي يطلقونها في كل مناسبة انتصار زائف ، ففي أحداث منطقة هجليج كل العالم وكل متابع للأحداث كان يدرك أن هناك إنسحاب لقوات الحركة الشعبية بناء علي ضغوط دولية كبيرة وتم إخطار النظام عبر مندوبه في الأممالمتحدة بذلك شريطة أن لايتم إعتراض القوة المنسحبة أو التعرض لها بالهجوم وقدم النظام موافقته علي ذلك وهو ما تم الإلتزام به ، اللهم إلي من بعض الهجمات التي وقعت من بعض المتفلتين من مليشيات الدفاع الشعبي وبعض الإفراد من السكان المحليين ، هذه الحقيقة يعرفها كل قادة العالم وأعضاء مجلس الأمن تحديداً فإذا بقادة نظام الخرطوم والجنرالات المنتسبين لهم في القوات المسلحة يقيمون الدنيا ولم يقعدوها بتحرير هجليج وبالإنتصار الكبير والتدمير والسحق والمحق لقوات " العدو" وفي نشوة الفرح بتصديق كذبة التحرير تحركت " بالوعاتهم " لتخرج لنا خبيث القول وفاحشه مثل القول إننا ياجماعة بعد الآن لانتعامل مع هؤلاء "الحشرات " إلا بالعصاء وغيرها من ساقط القول الذي دفع السودان ثمناً دبلوماسياً غالياً له خاصة في أفريقيا جنوب وغرب الصحراء .ولم يمضي كثير وقت حتي وجدنا أن رأس النظام يتوجه إلي زيارة " الحشرات " وكأنه لم يقل فيهم ما قاله الإمام مالك في الخمر والآن وبعد النقلة الكبيرة التي أحدثتها قوات الجبهة الثورية بتوسيعها لمسرح عملياتها العسكرية ضد النظام وإقترابها من المركز في أم روابة وأبو كرشولا وأيضا الكل يعرف أن المستهدف ليس المواطنين او مناطق بعينها وإنما المقصود هو تشتيت قوة النظام وكسرها وأن كل ذو خبرة عسكرية و عقل سليم يدرك أن لامصلحة لقوات الجبهة الثورية البقاء في أم روابة أو أبوكرشولا ولذلك كان الإنسحاب متوقع وأن المقصود هو إرسال رسالة للنظام وبالرغم من وضوح حقيقة ذلك نجد أن والي شمال كردفان وبعد إنسحاب قوات الجبهة الثورية منها تحرك في وفد كبير مصحوب بقوة عسكرية أكبر إلي المدينة فما كان من سكان وطلاب المدينة إلإ رشقهم بالحجارة وردهم من حيثوا أتوا لأنهم يعرفون الحقيقة وأن زيارة الوالي ماهي إلا محاولة للضحك علي الذقون والمزايدة عليهم بمواقف وبطولات ذائفة ، وهو ذات الوهم والبطولات الذائفة التي فعلها قادة النظام بالخرطوم إحتفالاً وإبتهاجاً كما يقولون بتحرير أبو كرشولا فنجد أيضاً في نشوة الإنتصار الذائف تطاير العبار ات الجوفاء وإتخاذ المواقف والقرارات علي الهواء مباشرة وبعد هنيهة سوف يذهبون إلي أثيوبيا أو بقعة أخري من بقاع الدنيا للجلوس مع الخونة والعملاء حسب زعمهم ،الأمر المهم و الذي يجب أن يعيه ويدركه الشعب وتنظيماته السياسية والمدنية وأن يدركه الوطنيون من أبناء الشعب في القوات المسلحة هو عدم الإنخداع لدغدغة المشاعر التي تتم بإسم القوات المسلحة التي يكفيها خدعة الإنقلاب المشئوم الذي تم بإسمها ولايزال الوطن والمواطن يدفع ثمناً غالياً له ويكفيها هذا الوهن الذي أصابها والصالح العام الذي لحق بأفرادها ضباطاً وجنود ، أما الذين يخرجون علينا من جنرالات ومتحدثين بإسم القوات المسلحة متفاخرين بإنتصاراتهم وبأنهم لم يهزموا ما هم إلا جزء من هذه الطغمة لا فرق بينهم وكتائب القذافي وشبيحة بشار ، عليهم أن يسألوا أنفسهم أين هم عندما هاجمهم العدو الحقيقي الخارجي في عقر دارهم وضرب المصانع والمعسكرات العسكرية وليست المدنية ولم يستطيعوا أن يطلقوا حتي طلقة واحدة ، إن الوطنيون حقاً من أبناء هذا الشعب في القوات المسلحة لايتفاخرون بقتل أبناء شعبهم أو فئات منه وعليهم أن لاينخدعوا أكثر مما خدعوا ، إن هؤلاء الأبالسة بعد أن أنكشف غشهم ونفاقهم بإسم الدين لجأوا هذه الأيام إلي دغدغة المشاعر بإسم القوات المسلحة والتخويف بالعنصرية والتي هم من أيقظها ومارسها بشكل بشع بين أفراد هذا الشعب .