مناظيرالاحد 9 يونيو، 2013 زهير السراج [email protected] * لا يزال المسؤولون فى مصر، وخاصة وزير الموارد المائية والرى، مصرين على الحديث باسم السودان ومحاولة حشر السودان فى مشكلتهم مع اثيوبيا حول سد النهضة وما يمكن ان يحدثه من أثر سلبى على (مصر والسودان) .. وكأن السودان ولاية مصرية أو انها دولة (قاصر) فى حاجة الى من يحدد لها علاقاتها مع الدول الأخرى ويتحدث باسمها او نيابة عنها، أو ربما لا يزال بعض المسؤولين المصريين يعتقدون ان السودان لا يزال تابعا لملك مصر والسودان كما كان قبل الثورة المصرية واستقلال السودان ..!! * فى مؤتمر صحفى عقده أمس بالقاهرة (محمد بهاء الدين) وزير الرى المصرى للاعلان عن انطلاق مشروع الخط الملاحى الذى يربط دول حوض النيل بالبحر الابيض المتوسط، وهو مشروع فى غاية الاهمية حضر الاعلان عنه ممثلون عن النيباد والكوميسا والاتحاد الافريقى وجميع دول الحوض التسع وعشرات المراسلين المصريين والاجانب، ولم يحضره صحفى سودانى واحد وربما لم يسمع به احد فى السودان ما عدا اجهزة الدولة المختصة التى لم تهتم كالعادة بإبلاغ الصحافة به لايفاد مندوب عنها لحضوره خاصة ان السودان سيحتضن الجزء الأطول من الخط الملاحى، بالاضافة الى أهمية حضور مؤتمر كهذا من المتوقع ان يدور فيه الكثير من الحديث عن سد النهضة والأزمة الناشبة بين مصر واثيوبيا وهو ما حدث بالفعل ..!! * فى هذا المؤتمر تحدث دولة الباشا وزير الرى المصرى عن السد الاثيوبى ولم ينس كالعادة الزج باسم السودان فى الازمة الناشبة بين اثيوبيا ومصر والحديث عن الاضرار التى ربما تقع على (مصر والسودان)، ثم اسهب فى الحديث عن كهرباء السد وقال ان مصر لن تستورد كهرباء سد النهضة ما لم يتم الاتفاق على قواعد وآليات التخزين والتشغيل، والحمدلله انه لم يحشر السودان فى هذا النفى، غير انه قال كلاما عن مشروع تعاون كهربائى بين مصر والسودان بما يفهم انه تهديد او تحذير لاثيوبيا على طريقة (اياك اعنى فاسمعى يا جارة) بأن السودان يمكنه أيضا ان يستغنى عن كهرباء السد ..!! * ولم يكتف دولة الباشا وزير الرى المصرى بان يتسيد على السودان وحده فى هذا المؤتمر، بل مد حدود سلطته وسيادته الى دولة جنوب السودان ونصحها بألا توقع على اتفاقية عنتيبى لان دولته يرى انها لن تفيدها بشئ إذ اوشكت عملية تمويل مبادرة حوض النيل على الانتهاء، وكأن دولة جنوب السودان لا تعرف ذلك او انها طفل فى مرحلة الروضة لا يميز بين ( الثمرة والجمرة) على مصر ان تتكفل بواجب رعايتها ونصحها وحمايتها ..!! * متى يفهم الباشوات المصريون ان عهد الباشوية قد انتهى منذ اكثر من نصف قرن من الزمان ويرحمونا من تدخلهم فى شؤوننا واسباغ كريم عنايتهم علينا والزج باسمنا فى ما يعنينا وما لا يعنينا، وان السودان قد استقل عن ملك مصر والسودان منذ سبع وخمسين عاما، أو كما يقول المثل المصرى العامى: " خالتى وخالتك واتفرقوا الخالات" ..!! صحيفة( الجريدة) السياسية اليومية www.aljareeda-sd.net/en/day/