مناظير الثلاثاء 18 يونيو، 2013 زهير السراج [email protected] * لم استغرب فى زماننا هذا الكالح ان يتهافت بعض الزملاء فى مسلك غريب عن الصحافة المحترمة الى اقامة حفل تكريم للدولة ( قطاع الكهرباء) بسبب قيامها بإداء واجبها المنوط بها، بل ونشر اعلان غريب فى الصحف باسم ( كل) رؤساء التحرير للاعلام بهذا التكريم فى الوقت الذى لم يسمع به ولم يشارك فى التحضير له كثير منهم، وكانت تلك السقطة الاخلاقية الكبيرة هى اولى مؤشرات هذا السلوك الشائن لمهنة ليس من واجباتها ان تكرم الدولة والمؤسسات التابعة لها على القيام بالاعمال المنوطة بها ..!! * وإذا كان هنالك ما يستدعى الاشادة بانجاز ما او عمل ترى الصحافة انه يستحق الاشادة والتكريم والاحتفاء فهنالك (القلم) الذى وضع بيدها لتكتب به ما تريد ان تعبر عنه من اشادة او تكريم، ولكن ليس التهافت بأى حال من الاحوال مهما كانت طبيعة الانجاز، لإقامة حفل تكريم ..!! * انه محض رشوة متبادلة تطعن فى نزاهة ومصداقية ومهنية الصحافة وتنتقص من قيمتها وقدرها واحترامها فى المجتمع كجهة موكول بها مهمة توجيه الضوء الى اماكن القصور واستخدام حق النقد بأمانة ومسؤولية لحماية حقوق الناس وتنقية المجتمع من الفساد، وليس لاقامة حفلات التكريم لمن يقوم بالواجب الذى يجب ان يقوم به .. كما انه يؤسس لسابقة خطيرة يمكن ان تقود الى أفعال مماثلة فى المستقبل تلهى الصحافة عن القيام بمهمتها التى وجدت من أجلها وتقدح فى مصداقيتها لدى الناس وتشككهم فى نواياها واهدافها من وراء تلك الافعال المشبوهة !! * لم أسمع من قبل حتى فى أكثر المجتمعات تحقيرا للصحافة بمثل هذا الفعل المشين، ولم يرد فى اى قانون او ميثاق شرف صحفى فى اى مكان وزمان ان يقوم الصحفيون بمثل هذا العمل، بل وينتحلون من أجله صفة آخرين للقيام به مثلما فعل بعض الزملاء .. سامحهم الله ..!! * ثم بعد ذلك يتصدون للدفاع عنه أمام الرأى العام بجرأة يحسدون عليها وذلك عندما انتقدهم بعض الزملاء وهم محقون فى ما ذهبوا اليه من نقد، ومما يُؤسف له ان بعض من دافع عنه وحض عليه حاول أن يتلاعب بالكلمات ويعطى الصحافة دورا لم تُعرف به منذ نشأتها فى عصور ما قبل التاريخ بمسح الجوخ وإقامة حفلات التكريم للدولة والسلاطين والأمراء والوزراء والاشخاص الرسميين على القيام بواجباتهم الا فى عهود الانحطاط ..!! * إن اوجب واجبات الانسان ان يؤدى عمله باخلاص واتقان وتفان، وليس العكس، ولا يستوجب ذلك إقامة حفلات التكريم له بواسطة الصحافة خاصة إذا كان من أصحاب السلطة وإلا شاب ذلك شبهة فساد أو رشوة او مصلحة .. وهو ما يجب أن ينأى عنه كل صحفى أو أى شخص آخر يحترم نفسه ومهنته حتى يظل فوق مستوى الشبهات حتى لو لم تشب ما يقوم به اية شبهة، كما يحذر منه ميثاق الشرف الصحفى لعام 1954 المعدل عام 1988 المعتمد لدى الاتحاد العالمى للصحفيين، الذى لم يرد فيه او فى أى مكان آخر ما يشير الى ان من واجب الصحفى إقامة حفلات التكريم للدولة وأصحاب السلطة ..!! صحيفة (الجريدة) السياسية اليومية www.aljareeda-sd.net/en/day