عاجل لسودانيزاونلاين (متابعة الثورة المصرية) القاهرة (رويترز) عرض الرئيس المصري محمد مرسي على معارضيه في كلمة إلى الشعب أذيعت بالتلفزيون يوم الأربعاء تعديل دستور البلاد الذي صاغته جمعية تأسيسية غلب عليها السلفيون أواخر العام الماضي، إلا أن المعارضة تطالبه بالرحيل فيما هتف المحتجون في التحرير "كدابين كدابين..سرقوا الثورة باسم الدين". وقال مرسي في الكلمة التي ألقاها في قاعة للمؤتمرات بالقاهرة بحضور مئات من مؤيديه إن لجنة من مختلف الأحزاب والقوى السياسية ستشكل لاقتراح التعديلات التي تلبي مطالب المعارضين. ودعا مرسي أيضا لتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية تضم ممثلين لمختلف فئات المجتمع بمن في ذلك ممثلون للأزهر والكنيسة. ويلزم لتنفيذ ما يدعو إليه الرئيس المصري أن يتعاون معه المعارضون الذين أعلنوا أنهم سينظمون مظاهرات حاشدة يوم الأحد (30 يونيو) لحمله على الاستقالة بعد عام له في المنصب من فترة رئاسة مدتها أربع سنوات. وهتف ألوف الناشطين الذين تابعوا خطاب مرسي في ميدان التحرير (امس الاربعاء) بعد الخطاب "ارحل.. ارحل". وهتفوا أيضا ضد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي "كدابين كدابين.. سرقوا الثورة باسم الدين" في إشارة إلى الانتفاضة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك مطلع عام 2011. وقال الناشط محمد عطية لرويترز "مرسي أغضب جميع من في الميدان". وأضاف "كلنا هتفنا الشعب يريد إسقاط النظام". وقال عطية إن محتجين حرقوا صورة لمرسي. وكان بعض النشطين الذين تجمعوا في التحرير للاستماع لكلمة مرسي رفعوا أحذيتهم في وجه شاشة العرض التي شاهدوا عليها الخطاب. وكان معارضون انسحبوا من جمعية كتابة الدستور قائلين إن ما صاغته من مواد قبل انسحابهم لا يضمن الحريات العامة وحقوق الأقليات والنساء أو تداول السلطة. وقال خالد داود المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطنية التي تقود المعارضة إن اقتراح مرسي بإجراء تعديلات على الدستور تطرح على مجلس النواب بعد انتخابه الذي يرجح أن يكون نهاية العام الحالي ليست جديدة وإن الجبهة لن تأخذها على محمل الجد. وفي الكلمة التي استغرقت ساعتين ونصف الساعة وجه مرسي اللوم إلى من قال إنهم "أعداء مصر" الذين خربوا ديمقراطيتها الجديدة عن الاضطراب السياسي والتدهور الاقتصادي والانفلات الأمني الذي تمر به مصر منذ الإطاحة بمبارك. ووجه انتقادات حادة واتهامات بالفساد لمعارضين من بينهم منافسه في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية أحمد شفيق ووجه انتقادات حادة لقضاة يعارضونه قال إنهم زوروا انتخابات عامة في عهد مبارك. واتهم معارضين بتسليح وتمويل بلطجية قال إنهم يشاركون في أعمال العنف خلال الاحتجاجات. وقال مرسي إن أعمال هؤلاء المعارضين "تحتاج عملية جراحية دقيقة آن الآوان لإجرائها" مهددا بمحاسبة من قال إنهم لا يعطون حكومته الفرصة لعلاج المشاكل التي تمر بها مصر ومنها نقص في السلع التموينية وانقطاع بين وقت وآخر للتيار الكهربي. واعترف الرئيس المصري في الكلمة التي أذيعت على التلفزيون مباشرة بأنه ارتكب أخطاء في العام الذي تولى فيه السلطة إلى الآن لكنه بدا متحديا في لهجة الخطاب. وحذر من أن الاستقطاب والتطاحن السياسي في البلاد بلغ حدا يهددها بالشلل والفوضى. ودعا مرسي السياسيين إلى الاجتماع من الغد الخميس لاقتراح التعديلات الدستورية لكن لا يرجح أن يقبل المعارضون الدعوة؟ وفي وقت سابق قتل شخصان وأصيب 237 آخرون في اشتباكات شوارع بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري في مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية شمالي القاهرة. وبينما قالت مصادر أمنية إن شخصين قتلا في الاشتباكات في المنصورة قال المتحدث باسم وزارة الصحة يحيى موسى لرويترز "هناك حالة وفاة واحدة". وقال موسى "الإصابات بين جروح قطعية وإصابات بطلق ناري حي وإصابات بطلقات الخرطوش... هناك عدد من الحالات الخطرة". وبينما يشعر المصريون بالخوف من اشتباكات واسعة ممكنة بين السلفيين ومعارضي مرسي في الأيام القادمة وقعت اشتباكات أمام مسجد في مدينة المنصورة شمالي القاهرة كان السلفيون يستعدون لتنظيم مسيرة تأييد لمرسي منه. وبدأت الاشتباكات بالحجارة واتسع نطاقها لتمتد إلى الشوارع المحيطة وتنوعت الأسلحة المستخدمة فيها بين المسدسات وبنادق الخرطوش والأسلحة البيضاء والعصى.