قبل شهر ارسل لى احد الاحباب من ابناء امدرمان طلباً ان اكتب عن ود الفتير ، ولكن ضاع الايميل . العزيز مهدى فرح ( ود الشيخ ) كتب موضوعا ً فى موقعه سودانيز اوف لاين ، وشبه رجال الانقاذ بود الفتير . وقال لقرائه ان العم شوقى بدرى سيشرح لهم من هو ود الفتير . بسبب هذين الطلبين اكتب . بس ما عارف لماذا ارتبطت انا بالاجرام والمجرمين . ود الفتير العملاق ، كان يسكن غرب السوق . وكان هو تواصل لحالة امدرمان القديمه التى ضمت اهل الباديه بداخلها . والدته سعديه كانت تمتلك كميه كبيره من الاغنام فى حوشها الكبير ، كحال كثير من اهل امدرمان . وكانت تكسب قوتها من بيع اللبن والعتان . ود الفتير كان يبدو وكأنه شويه فاكه معاهو . وكان لا يخاف . ولم يكن عنده ما يخافه بجسمه الاسطورى . واتجه الى بيع البنقو . وقديماً كانت الدخانه تباع بواسطه تاجرين كبيرين هما محمود و( ن ) صديقه الحميم وكنت احسبهم اقرباء . وكانا جيراناً فى الحى فقط . وهؤلاء تجار جمله . وكان هنالك الخانات العاديه . ولكل خانه كشيفين امثال عوض وعين ديك . اللذين يمكن ان يحددوا اى غريب او رجل بوليس . وسريحه ، وهم اللذين يأخذون الوزنه بعشرين ويبيعونها بخمسه وعشرين . ومنهم الاخ جنى اللذى كان يغسل العربات فى نفس الوقت . ود الفتير كان منظومه كامله . كان يضع الفرار فى جيب العراقى اليمين . وعراقى ود الفتير يمكن ان يكون شراع مركب . وكان ود الفتير يسير حافياً .لانه ليس هنالك حذاء او مركوب فى مقاسه ، الا قطع . وهذا غالى . وكان يضع البنقو فى جيبه الشمال ويبيع بالمفتوح . وكان يبيع عادةً ما عرف بالورقه . والورقه بريال . وعادةً تساوى ثلاثه سجارات وحرباشه او شحفوفه . والحرباشه سجاره صغيره . والشحفوفه اقل من الحرباشه . وورقه ود الفتير كانت خمسه سجارات . تقارب التعريفه او الوزنه التى هى وزن التعريفه . وتساوى سبعه او ثمانيه سجارات . ولم يكن هنالك من المخنجيه او المعلمين من يتجراً ان يعترض . ود الفتير كان يجوب منطقه السوق ويذهب كذلك الى زريبه المواشى . النساء كن يخفن من ود الفتير وعندما يشاهدونه يتركن الطريق . واظن ان الناس كانوا يخيفون نسائهم من الذهاب الى السوق بان ود الفتير قد يتعرض لهم . ولكن لم اسمع ان ود الفتير قد تعرض لامرأه . ولكن كان يحدق فى النساء او قد يقترب منهن . من نوادر ود الفتير ان البوليس قد داهم داره عدة مرات ولم يجدوا البنقو . وقديماً كانت المداهمه تسمى بالكبسه . هذا قبل ان تصير كشه كما فى زمن ابن عمى محافظ الخرطوم مهدى مصطفى الهادى ، صاحب الكشات . ولم يجد البوليس البنقو . ولكن فى احد المرات لاحظ رجل بوليس ذكى بأن كركه الغنمايه او الخرتايه متقله . والكركه هى ستيانه الغنم . فبعض الغنم ترضع نفسها . او يبالغ السخل فى الرضاعه . وفى الباديه تحصل عملية الصر . وهى اخذ بعر الغنم اللين ووضعه حول الضرع ، حتى لا يرضع السخل . وقبل الحلب يحصل غسل الضرع . الخرتايه كانت تربط على ظهر الغنم وتغطى الضرع . وعندما طرح البوليس الغنمايه ارضاَ لاخراج الدخانه ، بدأت الغنمايه فى الصراخ . فقال لها ود الفتير شيلى شيلتك لقوهو عندى ولا عندك . كنا نسمع ونحن صغار بأن موسى ناصر هو الذى قال هذا . وموسى ناصر هو موسى ود نفاش . ولكن ود نفاش لم يكن يتعامل مع الغنم . ولكن كما قال هو انا بقيت ذى ابو هريره كل شئ ينسبوهو لى . كنا نسمع كذلك ان ود الفتير حرق البوليس . وكنا نظن انها احدى المبالغات . ولكن روى لنا المساجين السياسيين من سجنوا فى كوبر ، وكما اكد لى الاخ محمد محجوب عثمان رحمة الله عليه . انه كان هنالك شبط بوليس سجون فى مكتب مدير سجن كوبر . والشبط يخص بوليس سجون كان قاسياً فى معامله المساجين . وربما القصد من عرضه تذكير السجانين بعدم ظلم المساجين . والعسكرى المحروق كان على عكس سياسه السجون قديماً فى السودان التى كانت تعامل المساجين بانسانيه وبلوائح ثابته . حتى ان احد السجانين قد طرد من الخدمه بعد 12 سنه ، لانه صفع سجيناً وكان مدير السجون يقول له وين فى اللوائح الدرسناك ليها عندك حق تضرب مسجون كف . وكانت للسجون كليه يدرس فيها كثير من الاجانب من دول الجوار . السجان ادخله ود الفتير فى الفرن بتاع السجن . حيث تصنع قراصه السجن . ومن الممكن انه كان هنالك من اشترك مع ود الفتير . ولكن نسمع عادةً ان ود الفتير حرق البوليس . ولا ادرى ماذا حدث لود الفتير ولكن اخباره انقطعت فى الخمسينات . ولا ادرى هل اعدم او ما الذى حدث . ولكنه كان ظاهره فى امدرمان وكان يضرب به المثل فى البطش . والبعض من يعرفونه كانوا يقولون انه كان رجلاً وديعاً بسيطاً لكنه لا يقبل الحقاره او التدخل فى امره . بعد الاستقلال اشتهر العم موسى نورى كمدير للسجون . وكان يسكن بالقرب من فريق السيد المكى . وهو والد استاذنا فى الاوليه الرجل الجنتل مان نورى موسى نورى . وهو شقيق لاعب الكره المعروف التقر . الذى اشهره سليمان فارس ( السد العالى ) . عندما قال رداً على احتجاج التقر بان سليمان فارس لم يعطيه باصاً فرد عليه بلهجته المصريه . وتعملبها ايه يا تأر . وصارت مثالاً فى امدرمان ( تعملبها ايه يا تأر ) . العم الصادق الطيب الرجل الطيب كان مديراً للسجون فى ايام عبود وكان يسكن فى الهاشماب فى بيت صغير فى الزقاق . وكان يبكى فرحاً فى اكتوبر وكان يقول للمساجين السياسيين ربنا حلاكم يا ابنائى . انا كل الوقت كنت بدعو انو ربنا يحلكم لانو السجن ما محلكم . الاخ بشير مالك بشير كان مديراً للسجون قبل الانقاذ وفى بدايه الانقاذ . وكان يقول فى بدايه الانقاذ الناس بتفتكر ان السجون لعقاب الناس . وده غلط السجون هى لتقويم الناس . والسجون قديماً كانت تدار بطريقه علميه . ولهذا انتقل اللواء بشير للعمل فى الامارات . وكان يختار من هو لائق من ضباط وجنود للعمل فى السجون . والعم مرسال كان مسئولاً عن المشنقه . ورفض ان يشترك فى شنق عبد الخالق محجوب . وكان يبكى بدموع حقيقيه . ولكن يبدو ان عسكرى السجون الذى وجد الحرق فى الفرن كان الشاذ الذى يؤكد تلك القاعده . وهى احترام المسجون . التحيه . ع س ، شوقى بدرى