إسحق احمد فضل الله ٭ وبدأنا.. الآن. ٭ بدأنا الحصاد.. ٭ وسلفا كير منتصف الأسبوع الماضي يقول للناس : أنا ماشي!! ٭ يعني الاستقالة والهجرة.. والرجل = في حيثياته للقرار = يكتفي بأن يجعل العيون تتجه إلى الخراب الهائل الذي ينحدر فيه الجنوب.. ومنحدر الصعود إلى الهاوية يبلغ ما ترسمه المعارك الآن.. ٭ .. وحكومة سلفا تصرخ : تذهب.. حتى يستلمها باقان..؟ ٭.. وحكومة جديدة يجري تشكيلها الآن في الجنوب.. الحكومة هذه هي الحل الوسط.. حتى لا يحكمها باقان. ٭ لكن = بحكم التعود = كل جهة من الجهات تغرس أسنانها الآن بشدة في عنق الآخرين.. وكل جهة تسعى حتى تكون الحكومة الجديدة من أركانها. (2) ٭.. ٭ لكن العيون = عيون كل أحد من المتعاركين تجول جولة في المشهد الجنوبي وترتد بجفون ثقيلة.. ٭ جفون تقول إن المكسب الأعظم الآن هو أن تبقى بعيداً .. وأن تنجو بحلقومك.. ٭.. حتى أمس الأول .. التخبط المفزوع يجعل عقار يدير طوابيره.. ويجدد أسلحة النوبة هناك. ٭ .. وتعبان الذي يندفع بمائة وخمسين عربة.. يتوقف في منتصف الطريق بعد أن تلقى تهديداً مرعباً من النوير.. الرجل كان يتجه لدعم الحلو.. ٭ والضباط الأمريكيون الذين يستقبلون السلاح اليوغندي المرسل للحركة في واراب ورامشل، يجدون أن الجنود ليس لديهم (نفس) للتدريب.. ٭ وقديت يتقدم.. و.. ٭ والمقربون من النوير الذين يدخلون مكتب سلفا كير يقولون بصراحة: نتفاهم معك بعد أن تقوم بتسليمنا أعداءنا.. ٭ والقائمة التي ترفع لسلفا كير تتحدث من تحت أسنان معضوضة عن تعبان الذي ذبح الآلاف في يامبيو وواراب وأويل ورمبيك ومناطق النوير التي أضافها تعبان للدينكا. وسايمون الذي قتل الناس في ملكال أيام هجوم تانق.. والذي والوثيقة تذهب بعيداً = هو من نهب أبقار النوير منذ سنوات.. ٭ ثم فلان الذي = أيام انشقاق الناصر كان يعمل جاسوساً لقرنق وسط النوير والشلك.. ٭ وفلان الذي ذبح الآلاف في فنجاك ثم هو ذاته من ذهب بخمسة عشر مليون دولار كانت مخصصة لترحيل العائدين.. واختفت.. ٭ و.. الإعداد للحكومة الجديدة يبدأ من جهتين خلفاء سلفا من هنا يعدون صفهم. والنوير من هنا يعدون حكومة ما بعد الحركة الشعبية ويبدأون بقوائم الانتقام. ٭.. والجدد الذين يمسحون الجاكتات سوف يعلنون إطلاق سراح تلفون كوكو.. بعد أن أصبح اعتقال كوكو نوعاً من ابتلاع الخنجر.. ٭ و.. بدأنا.. ٭ وجنوب كردفان ودارفور وجنوب النيل كلها تصبح أحاديث الخرطوم لأيام سوداء مضت.. ٭.. والجهة الوحيدة التي لا تفاجأ بهذا الآن هى دائرة صغيرة في مركز القرار.. تعرف.. ٭ لكن المعرفة لا تعني دائماً الابتهاج. ٭ .. فالجيوش في الجنوب والغرب وغيره لم تكن هى ما يهدد الخرطوم.. ٭ ما يهدد الخرطوم هو جيش غريب جداً.. تلتقي به أنت في كل مكان. ٭.. البطالة. (3) ٭.. (ارتديت مواهبي ثم لم أجد مكاناً أذهب إليه.. وذات صباح وجدت نفسي أحمل عصا غليظة ضخمة وأنا أمشي وسط مائة من أعتى المساجين وهم جالسون للإفطار في سجن (سنج - سنج) أشهر السجون الأمريكية).. ٭ كانت هذه هى كلمات أحد أشهر الكتاب الأمريكيين.. كان يحدث عن أيام العطالة وبحثه عن وظيفة حيث عمل جندي حراسة في السجن.. ٭ وربع مليون عاطل الآن في الخرطوم ارتدوا مواهبهم وشهاداتهم ثم لم يجدوا مكاناً يذهبون إليه. ٭ فكان أن ذهبوا لصناعة (الخراب).. ٭.. والذين ذهبوا يحللون التاريخ يجدون أن ما يصنع كل شيء.. الحروب والخراب والفساد والجنون هو العطالة.. ٭.. ثم هم يجدون شيئاً غريباً. ٭ يجدون أن العطالة سببها ليس هو (عدم وجود) ما يكفي _ بل السبب هو _ سوء التوزيع. ٭ وبيرناردشو الكاتب الممتع يوجزها بأسلوبه اللذيذ.. فالسيد (شو) تقول له ممثلة جميلة جداً.. وحمقاء مثل (نصف) النساء. = شو تعال نتزوج - لننجب ابناً في جمالي وذكائك ٭ وشو = الذي كان قبيح الوجه يقول لها : أخشى أن ننجب ابناً في جمالي وذكائك.. ٭ .. حساب (الاحتمالات) هذا وحساب التوزيع يوجزه شو ذاته الذي حين سألوه عن سبب البطالة في العالم يقول وهو يشير إلى صلعته ولحيته الضخمة. = السبب بين رأسي ولحيتي. - غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع.. ٭ يعني .. ليت الشعر كان على صلعته.. والصلعة على فكيه. ٭.. والدولة تجد أن الجيش الأعظم الذي يهدد البلاد الآن هو البطالة هذه. ٭ والدولة تجد أن فلسفة (إنتظر) هى فلسفة تنجب سلالة واحدة من الخراب.. ٭ والدولة تقرر أن تفعل وتفعل.. والصحف تحمل الأنباء عن مراجعات ضخمة للشركات و.. ٭ لكن ما لا تحمله الصحف هو أن القانون الجديد = الذي يجعل سوء الإدارة جريمة فساد = يحمل في جوفه خطة واسعة .. واسعة جداً. ٭ الدولة اكتشفت أن سوء التوزيع هو المتهم الآن. ٭ والمثير ليس هو أن الصحف سوف تحمل أنباء محاكمات مديرين. ٭ المثير هو أن الصحف سوف تحمل قوائم تشغيل الخريجين. ٭ حرب الدولة الأعظم الآن هى حرب ضد .. العطالة.. ٭ وأسماء مثل الحركة الشعبية والحلو وباقان وعرمان هي أسماء تختفي.. ٭ والحمممممد.. لله.