ها مرة ثالثة يمنع جهاز الأمن والمخابرات منتدى شروق الثقافي بالقضارف من ممارسة نشاطه بتدخله ومنعه لفعالية (الثقافة في القضارف .. أين الخلل ؟ ) من الاكتمال ، والتي بدأت منتصف نهار السبت 4/6/2011 بمنتزه الشهيد بمدينة القضارف ، بعد مرور أكثر من ساعة من الندوة التي تحدث فيها الأستاذ رمزي يحي المحامي والأستاذ بابكر ميرغني الناشط في العمل العام ، لتنقطع الندوة بعد أن بدأ الأستاذ طه محمد الحسن رئيس منتدى شروق تقديم ورقته ، والذي توقف إثر مناداة مدير منتزه الشهيد الأستاذ فتحي عكاشة له وإبلاغه بأن منسوبي جهاز الأمن والمخابرات قد طلبوا منه إيقاف الفعالية غير المصدق بها على حد زعمهم ، وقد اعتذر رئيس الجلسة لأعضاء المنتدى والجمهور إذ أن المنتدى الذي لا يملك دارا ضيفاً على منتزه الشهيد . وكان الأستاذ رمزي يحي المحامي قد قال أن جهاز الأمن ليس له علاقة بالجماعات الثقافية ، وأن قانون 2010 على علاته لا يسمح لجهاز الأمن بالتدخل ، وأن دور الأمن حسب دستور السودان الانتقالي 2005 ينحصر في توفير المعلومات حال وجود خطر يداهم الوطن . وقال يحي أن قانون تنظيم عمل الجماعات الثقافية لعام 1996 قد نص على أنه يجوز إيقاف الجماعة الثقافية في ثلاث حالات : الغش ، أو مخالفة النظام الأساسي ، أو نقصان عدد أعضاء الجمعية العمومية عن 25 عضواً ؛ بعد تحر يقوم به مسجل الهيئات الثقافية ، وهذا ما لم يحدث في حالة منتدى شروق . وقال يحي أن خطاب إعادة نشاط منتدى شروق الذي وجه بمخاطبة إدارة الثقافة بالمنشط قبل قيامه مخالف لقانون تنظيم عمل الجماعات الثقافية لعام 1996 الذي لم ينص على مثل هذا . ومن ناحيته قال الناشط الأستاذ بابكر ميرغني أن المشكلة تكمن في أن هذا النظام يضيق بالرأي الآخر ، وأن التضييق على منظمات المجتمع المدني يضر بالوطن ، وأكد أن السلطة قد قامت من قبل بإيقاف هيئة الثقافة والفنون بعد أن ضاقت بها ، وكانت الهيئة قد تلقت دعم هولندي لإنشاء مسرح والذي بدأ تشييده بالفعل ، فتم لاحقا تحويل البناء إلى قاعة بوزارة الشئون الاجتماعية ، وحولوا مقر الهيئة إلى إدارة للثروة الحيوانية ! . هذا وقد تغيب ممثل وزارة الثقافة عن الفعالية بعد أن التزم مدير إدارة الثقافة حسن عمارة بابتعاث ممثل للوزارة للحديث باسمها . ومن جهة ثالثة تساءل رئيس منتدى شروق الأستاذ طه محمد الحسن : هل يكمن الخلل في الجماعات الثقافية أم يكمن الخلل في السلطة ؟ وقبل أن يجيب طه عن سؤاله تدخل جهاز الأمن والمخابرات ومنع الفعالية من الاستمرار ، مقدماً إجابة عملية عن مكمن الخلل !