الخريف على الابواب وموسم الزراعة يتم التحضير له سوى فى المشاريع المروية او المطرية وتعودنا كل سنة ان نسمع تصريح لمسئول وتبشير من وزارة الزراعة بنجاح الموسم الزراعى ودعم المزارع والانتاج وتوفير كل الاحتياجات حتى يخيل لنا عودة السودان الى السبعينات وأوائل الثمانينات فى مجال الزراعة حيث كان الذهب الابيض يدر الملايين والصمغ العربى يجعلنا فى المرتبة الاولى عالميا بعد ان فقدنا كل المراتب الاخرى والسمسم الذى تغنى به الفنانين والفول السودانى الذى انتشر فى دول العالم والورود والزهور التى تصدر الى الدول الاوربية . قد جفت الارض كما جفت دموع الشعب من الغلاء والبكاء والحسره على الماضى والقرارات الغير نافذه وتشققت الارض لتتنفس حرارة الجو وفتحت مساماتها وتماسكها لتشكوى لربها حالها وتواسى خادمها فى محنته وقد هزلت الثروة الحيوانية ولا تفرق بينها وبين البشر من الوهن والتعب والجوع . فى كل عام نرى آليات الحكومة تتحرك يمينا وشمالا لتطئمن المزارع الضعيف بأنها معه وعليه ان يستعد بكل جهد لنظافة ارضه والزراعتها والسهر لريها ويصدق هذا المسكين ويعلن حالة الطوارىء فى بيته وليس لدية سوى قطعة من خيش ليفترشها وقطعة طين ليتوسدها وبطارية بحجرين لتنير له الظلام الدامس وعصا ليقتل بها سوابح الليل وعندما تحرث الارض وتملىء الترع والقنوات بالمياة يحسب عليه قيمتها لكامل الموسم ثم يبذر ثماره ويعمل جاهدا لنظافتها وريها وتنمو تلك الثمار وينسى انين بطنة وهى خاوية ليعود الى بيته ويملأها بقليل من العصيدة السودانية ممزوجة بالماء والملح او السكر ان وجد . وبعد شهر او اثنين تقطع الماء ويلهث هذا المزارع البسيط لمكاتب المسئولين الذين يفيدونة بعدم توفر الديزل او انقطاع الكهرباء او تعطيل المكائن ويظل هو يتأمل وينتظر حتى يموت زرعة وما تبقى تأكله المواشى ليبدأ معاناة الصيف وتبدأ الحكومة بالمطالبة بأجرة الحراثه والماء . بالامس طالعنا السيد نائب الرئيس السودانى ورئيس المجلس الاعلى للنهضة الزراعية فى اجتماعها الرابع للنهضة الزراعية ولكن نسيى هذا الوزير بأنه يتحدث داخل قاعة الصداقة وتحت المكيفات الباردة ليوجة الجهات ذات الاختصاص بتذليل الصعاب عن كاهل هذا المزارع البسيط ونسىء هذا الوزير ما يعانية هذا المواطن داخل مكاتب الزراعة وما يطلب منه قهرا وجهرا . الوزير الذى زار شمال السودان الذى تم التركيز عليه فى الفترة الاخيرة نسىء بأن هناك مزارع فى كردفان كان ينتج الكركدى الذى اشتهر بمشروب الفمتو السودانى فى المانيا وفرنسا قبل افريقيا ونسيى مزارع دارفور الذى انتج الدخن الذى يعوض جسم المواطن من المضادات الحيوية او الفواكه الطبيعية ونسىء مزارع الجزيرة الذى صدر القطن لتستفيد منه مصانع اليابان وسويسرا ويعاد الى السودان وعندما أُهمل اصبح هذا المزارع يلبس من القطن المصرى والسورى والباكستانى وارضه اجود واخصب من اراضى تلك الدول ونسىء مزارع مشاريع السيد على والسوكى واربعة واربعين والجبلين الذى اشتهر بانتاج الذرة والفول والقطن ونسىء مزارع الزراعة المطرية الذى يرجو رحمة ربه سبحانة وتعالى لتقاسمة الحكومة انتاجة بحجة الزكاة ورسوم الجور . لماذا يا رئيس المجلس الاعلى للنهضة الزراعية ان تتكرم بيوم واحد وتنزل مع هذا المزارع البسيط داخل مزرعته وترى معاناته وصبره وجهده ولماذا لم تتنازل عن اسبوع لتزور تلك المكاتب الزراعية فى انحاء الاقاليم ولتعرف الحقيقة من مصدرها وتوثقها وجها لوجة حتى تصدر تعليماتك وقراراتك وتتابع تنفيذها . لكن المثل يقول الجمرة تحرق الواطيها وانت لم تطى عليها ولكن تسمع بها والذى يسمع ليس كالذى يعانى . سعادة رئيس المجلس الاعلى للنهضة الزراعية لقد وليتم وزارة الزراعة شخص ليس بغريب عليكم وتعرفون استثماراته ومصالحة فكيف تكون الوزارة تعمل لمصلحة هذا المزارع البسيط قبل مصلحتة وزرائها ولقد وليتم وزراء وولاء ومعتمدين وناشطين اشتروا اغلب الاراضى الزراعية وبعلم شخصكم الكريم فكيف يعملون لمصلحة هذا المواطن ويتركون مصالحهم ومصالحكم . كيف يكون السودان سلة غذاء نفسه قبل العالم ونحن نستورد القمح والذرة والارز ونملك اطول نهر نيل فى قارتنا واوسع اراضى خصبة فى دولتنا . سعادة نائب الرئيس التنظير لا يكون بالجلوس فى الكراسى الوثيرة وركوب العربات الشهيره والمناصب الكبيرة ولا مخاطبة المواطن من خلال وسائل الاعلام لتطمئنه ولكن يجب على شخصكم الكريم المتواضع ان يقف على الاحوال بنفسه ولا يعتمد على تقرير وزير او والى او معتمد اومدير لان من يقول الحقيقة ومن يخاف الله قليل فى وطننا الكبير والحق يقال والعمل ليس بالاقوال ولكن بالافعال واتمنى قبل ان ينتهى الخريف ويقفل الموسم الزراعى ويدفن مقالى ان تحاسب من تسبب فى فشل المواسم السابقة وأن تكون لجان من مزارعين كل منطقة ليتابعوا مع ولاياتهم واذا تعسر الحال معهم ان يتوجوا لسيادتكم شخصيا ويكون قراركم حاسما لا مجاملة ولا حزبية ولا منافع دنيوية .