عاجل..الفيضان يهدد 7 مدن في السودان    مجلس حي العرب بورتسودان يعقد مؤتمر صحفي لكشف قرارات الاتحاد العام الجائرة في حق النادي    قرارات الإتحاد الرياضي للبراعم والناشئين في دورة الفقيد بابكر أحمد جعفر عمدة مدينة كسلا    العروبة كسلا تضم درة الرهيب    لترتيب تفاصيل رعاية النادي في الدوري العام مجلس إدارة نادي دبروسة يلتقي بإدارة مدارس التاكا الخاصة النموذجية    حسين خوجلي يكتب: بعد جرح الدوحة أليس من حقنا أن نتسائل أين اليمين العربي؟    الإرصاد في السودان يطلق إنذارا خطيرا    شاهد بالفيديو.. "بقال" يفاجئ الجميع وينهار بالبكاء ويقول: (الظلم ظلمات وعند الله تجتمع الخصوم وسنتقاضى معكم في محكمة قاضيها الله)    شاهد بالفيديو.. الناشط البارز "أبو رهف" يتدخل لحل الأزمة المشتعلة بين المطربتين عشة الجبل وهبة جبرة    شاهد بالفيديو.. الفنانة عشة الجبل تشعل الأزمة وتتهم زميلتها هبة جبرة بلعب "القمار" والأخيرة ترد    الحكومة ترفض نهج الاتحاد الافريقي لبحث السلام في السودان    رونالدو يشارك في احتفالات السعودية باليوم الوطني    وزيرا الصحة والداخلية يتفقدان المستشفيات التابعة للشرطة بالخرطوم    رئيس الوزراء يشارك في الجلسة الافتتاحية للدورة ال80 للجمعية العامة للأمم المتحدة    إبراهيم جابر يتعهّد بالتزام الحكومة السودانية    كامل إدريس في الأمم المتحدة    ديمبلي يتوج بالكرة الذهبية لعام 2025    الهلال والجاموس يتعادلان سلبيا والزمالة يخسر من ديكيداها    اللجنة المالية برئاسة د. جبريل إبراهيم تطمئن على سير تمويل مطلوبات العودة لولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. ظهر وهو يردد معها إحدى أغنياتها عندما كان طفل.. أحد اكتشافات الفنانة هدى عربي يبهر المتابعين بصوته الجميل بعد أن أصبح شاب والسلطانة تعلق    من سيحصد الكرة الذهبية 2025؟    كندا وأستراليا وبريطانيا تعترف بدولة فلسطين.. وإسرائيل تستنفر    ترمب .. منعت نشوب حرب بين مصر و إثيوبيا بسبب سد النهضة الإثيوبي    "رسوم التأشيرة" تربك السوق الأميركي.. والبيت الأبيض يوضح    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوازمة و خيار الجعليين
نشر في سودانيزاونلاين يوم 16 - 06 - 2011

أصدر تجمع أبناء جبال النوبة بياناً قصد به تهدئة خواطر أبناء الحوازمة و المسيرية و شركائهم من القبائل الأخرى و نصحهم بعدم الإنصات لترهات المؤتمر الوطني و عدم الانصياع لسياسة "فرق تسد" التي يمارسها حزب المؤتمر. في البدء أود أن أشكرهم على النصح الذي بذلوه و أبادلهم الرأي و أعتب عليهم بأنه كان الأولى تسجيل إدانة لمن هدد السلم و روع المواطنين أوقف مشاريع التنمية و عطل دخول الكهرباء لقرى الجبال و غدر بالجنود في القوة المشتركة من غير أبناء النوبة و أعمل فيهم القتل و قدح شرارة الحرب يوم ستة شهر ستة الساعة ستة!!!
و أشكر تجمع أبناء النوبة و أحيي فيهم تساميهم فوق العنصرية و دعوتهم لنبذ العنف و إحياء التحالفات الأزلية بين مكونات شعوب المنطقة. و طالما الشيء بالشيء يذكر إن نوبة الشتات ركبوا موجة الحركة الشعبية و دقوا طبول الحرب و نفخوا كيرها واضعين نصب أعينهم هدفاً واحداً و تنفيذ سيناريو متفق عليه من قبل الحركة الشعبية و حركات دار فور المتمردة و فلول اليسار و تجمع المحامين الديمقراطيين: إن ما يقوم به نظام الخرطوم هو إبادة عرقية و غسل عرقى مما يعد جرائم حرب يجب أن يقدم مقترفيها للعدالة الدولية و اقترن ذلك بالدعوة لحظر طيران جوى فى سماء جبال النوبة و وضع المنطقة تحت وصاية الأمم المتحدة و من ثم العمل على إلحاقها بدولة الجنوب. كذلك نشطت منظمات حقوقية سودانية برصد و تسجيل من زعمت أنهم ضحايا نظام البشير (قتلى أو معتقلين أو مفقودين- من أبناء النوبة فقط) و كثير من اللت و العجن و الكذب و التلفيق و اتباع نهج عنصري بغيض يفرق بين النوبة و غيرهم من شعوب المنطقة الأمر الذي أفقد تلك التقارير مصداقيتها.
لقد رفعت الحركة الشعبية راية التهميش و لكن حقيقة الأمر إن قضايا تهميش المنطقة ما هي إلا قميص عثمان الذي اتخذه الحلو حيلة للوصول لأجندته الخاصة و المطية التي استغلها شذاذ الآفاق و قصيري النظر لبناء قصورالأوهام و تشييد ناطحات السحاب في الخيال و من حذا حذوهم ممن عجزوا عن مقارعة النظام و مناطحته فاختاروا أن يكيدوا له بإشعال جبال النوبة طالما إن الخراب لا يطال ديارهم و لا يمس أهليهم لا من قريب و لا من بعيد. فلو كانت المسألة تخص قضايا المنطقة فلماذا لم تستشر الحركة شعوب الجبال من غير النوبة؟ و لماذا لم تدعى تلك الشعوب للمساهمة في ذلك الحراك المقدس؟ لقد عاتبنا جيراننا و شركاءنا في المنطقة من أهلنا النوبة عند إندلاع حروب جبال النوبة الأولى بسبب عدم إخطارنا بتحركاتهم طالما كان للحراك علاقة بقضايانا لكن ما عذرهم في هذه المرة الأخيرة؟ و نسألهم لماذا غدروا و قتلوا أبناءنا العاملين في القوات المشتركة بدم بارد؟ إن الحركة الشعبية لم تلتفت قط لقضايا المواطنين من غير النوبة و استأثرت بكل الغنائم لوحدها و لما بلغ بها الجشع مبلغه كبّرت "اللقمة" و "كفنّت" اللحمة فغُصت و لم تسطتع إزدرادها فعاجلها الشريك الأكبر ب..."أم دلدوم" و بس قامت الشكلة!!!
كان من اللافت للنظر ممارسة الوصاية و تحذير إتحاد أبناء النوبة للحوازمة و المسيرية من حزب المؤتمر و لا أدري ما الذي حدا بهم لافتراض أن القبيلتين في عداء مع ذلك الحزب و حكومته؟ فإن كان المؤتمر الوطني شيء "كعب" لتلك الدرجة فلماذا كانت الحركة في علاقتها معه "سمن على عسل" و متخت* حتى الثمالة و لعقت لوحدها و استمتعت بالسلطة و الاستوزار و شغل المناصب الدستورية و نسيت أن تعطينا "اللنقي"؟ الحقيقة التي لا يستطيعون إنكارها إن الحركة دخلت في علاقة آثمة مع حزب المؤتمر و عندما تفجرت خلافاتهما بدآ في نشر الغسيل و تراشق التهم كحال اللصوص المتخاصمين و لجأ كل منهما لاستنفار بقية شعوب المنطقة للوقوف إلى جانبه كسقط المتاع لا يذكر إلا عند الحاجة.
روى مؤلف كتاب "النيل الأبيض"**أنه عند نما إلى مسامع الجعليين تحرك حملة محمود ود أحمد شمالاً إلى مصر و في نفس الوقت علموا بمقدم حملة الإنجليز للقضاء على المهدية عقدوا "لويا جيرغا" و قرر زعماؤهم قتال من يصلهم أولاً (هييييع)..... فعلق المؤلف ألان مورهيد:
This is the most stupid strategy in history
ولا شك في أنها أغبى استراتيجية في التاريخ لأنها فعلاً "لا خطة" جهنمية و عبثية أن تدخل حرباً بلا هدف لأن الحكمة تقتضي إن فُرضت الحرب على المرء أن يخوض القتال ضمن تحالفات تحكمها موازنات و مصالح الجماعة.
نحن قوم لا نرضى الهوان و المذلة و باطن الأرض خير لنا من ظاهرها حين يأتي زمان نسابق و نزاحم فيه نساءنا و أطفالنا لنختبئ تحت "الدرنقل"*** كلما حمي الوطيس و اشتد الوغى و اهتزت الأرض تحت الأقدام من دوي مدفعية الحركة الشعبية و حزب المؤتمر و صراعهما فوق ديارنا! كما لا يجدر بنا أن نعض على أطراف ثيابنا و "نركب الظلط" هرباً و طلباً للنجاة و العيش كلاجيئ حرب نستجدي الغرب و منظماته المعونة و الإيواء و الكساء و الدواء كما فعل متمردو دار فور بأهاليهم و ذويهم حيث استمرءوا التكسب من عذاباتهم و الاستثمار في أحزانهم. و بحسب رصدنا لتطورات الأحداث إننا سنكون ممن كُتب عليهم القتال و عندها لن نتبنى خيار الجعليين بل سنهندس تحالفاتنا وفق ما يخدم مصالحنا و أهدافنا و الله يكضب الشينة!!!

*متخ : متخ الشيء يمتخه ويمتخه متخا : انتزعه من موضعه ومتخ بالدلو : جبذها . والمتخ : الارتفاع ، ومتخ الجراد إذا رز ذنبه في الأرض ومتخت الجرادة : غرزت ذنبها لتبيض ومتخ الخمسين : قاربها ، والحاء المهملة لغة.
The White Nile**
*** سرير مصنوع من جريد القنا و السيور الجلدية تنام عليه الزوجة و أولادها الصغار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.