بسم الله الرحمن الرحيم بدأ شخص أخر .. شخص غير الذي كنت أحادثه قبل أسبوع أو أكثر ، يحمل أديم عيونه شيء من ألاستغراب الممزوج بألاسي .. في نبراته حشرجات شوق كأنما عاد منكسرآ من المكان الذي غاب عني فيه .. لمحت في تقطع صوته أنين لامنتاه وهو يسرد رحلة ألاسبوع والدموع تكاد تنبجس عنوة من عينيه ، وهو يحدثني .. أحسست أنه ينفذ في حكمآ بطيئآ بألاعدام لم أحسه بقدر ما أحسسته يصب زيتآ حارآ في أذني .. جعلني أعمل خيالي بشدة مستنفرآ كل طاقاتي في محاولة لمعرفة أطلس المكان الذي ذهب اليه وعاد مهزومآ وكارهآ لكل ألاشياء ، ولدهشتي ولدهشتي عندما تخلل أسم البلد حديثه وهو يقول : البلد أصبحت حاجة غريبة .. وطفرت من عينيه دمعة كأنما أضافت بأنحدارها حقبة من سنين يوسف عليه السلام علي ملامح وجهه ، وأخذ يحدثني بعد أن أصبح كومة حزن خلفتها نيران لهفته وأنا أذكر الشوق والغبطة أللذين كانا يحركا جريان دمه في أيامه ألاخيرة قبل السفر للبلد .. تزملت ساعتها بالحزن وتدثرت بالخوف وأنا أقارن بين الذي ذهب والذي عاد .. وهو أمامي مستسلم تمامآ لرياح اليأس التي تزوره أينما ذهبت .. أحسست أن عملية التنفس عنده باتت تأخذ شكلآ واحدآ وهو الزفير وأن قلبه سيتنحي عن واجب النبط أن لم نقل كلمة تفجر صمت المعاناه في دواخله وتذيب ركام القهر وتنهي رحي الكبت وتوقف نزف الوجع وتمنع البكاء وبدأ يتحدث .. وما أن أخبرني بأنه ذهب في أجازة للبلد ألا وتشكلت كلي ولهآ وشوقآ حركا ركود عام ونصف العام هما حصيلة ألابتعاد القسري عن بلدظل وجدآ يتقد كلما حسبت الثواني في منظومة ألاغتراب عنه .. حدثني عن بلد يموت فيه الناس حدثني عن بلد تقطع عن أفواه العطشي الماء .. حدثني عن بلد بدايات كل ألاشياء تنحدر الي نهايتها قبل الميلاد .. عن بلد أصبحت فيه جلود الناس مهترئة كجلباب بال من كثرة ألامراض وخلو ألاجساد من مفهوم الصحة .. حدثني عن بلد فترت فيه عزيمة العفيفات عن الصمود والوقوف بين خيارين فخرجن يرتزقن من تجارة لاتباع حين ترك الناس نخاسة ألاموال ليمارسو نخاسة الجسد .. عن بلد تكفن أجساد أمواته وتستر عوراتهم بالحزن والدموع .. عن بلد صمت فيه الناس وحقهم يساق علي مرأي من عيونهم صوب المحرقة .. حدثني عن بلد أستباح أبنأؤه مال أيتامه وغلفوها بتسميات التجارة .. عن بلد تراق فيه أموال المشاريع وتذهب شكوي الناس أدراج المحاكم والتسويات .. حدثني عن بلد صمت فيه العارفون لا لآن الصمت خير بقدر ما لان الخير بات في الصمت .. عن صعوبة القرار .. البت في ألامور وقد أستحال معها ألتزام خط الحياد .. حدثني عن بلد ألاطفال فيه يولدون علي الطرقات وفي دهاليز المجاري وتخلو شهادات ميلادهم من أسم ألاب ومكان الميلاد ينومون حتي تقرع الشمس باب الظهيرة لتتسول أياديهم المارة حتي أغفاءة المساء ثم تنمو مخالبهم وأنيابهم في ألليل ويفتكون جدثني عن النيل وهو يشيح وجهه عن كل ألاشياء ويجري سريعآ ليس كجريانه المعهود كأنما يتلهف المضي بعيدآ متجاوزآ حتي الجروف .. عن الخبز .. حدثني عن المعيشة التي باتت بعبعآ يجثم فوق يوميات العامة من أهلي .. عن الخبز كيف صارت ترشقه العيون عن بعد كأنما ألاقتراب منه بات جريمة .. عن أللبن كيف جف في الضروع وغاب في تكوين الصغار .. حدثني عن عمارات أصبحت تشيد وأبنية صار عشقها تقبيل السحاب وعن بيوت صارت تشطر كالخبز ليعتاش أحد الجزئين علي ألاخر .. حدثني عن كثرة سبل المواصلات وندرة المتواصلين .. حدثني عن أهل القري كيف أستعصت عليهم رقة حياتهم وكيف غابو في سحيق الزمان وأنطفأ بريق وجودهم من أطلسية البلد وصار ملاذهم العاصمة التي ناءت بكل الوجود والسحنات حين أختلط الجميع فيها وأنحسر البلد بينهما وضاع تفرد أللهجات ورونق القبائل .. ثم .. سدت العبرة مجري الكلام في حلقه وسدت الدموع مدي الرؤية أمامي فسكت وأكتفيت بسجدة في روحي للوطن وركعت وهو بعيد e.mail:[email protected] خارج السرب البعظ يشتري أحساسك لانه يحبك والبعظ ألاخر يبيع أحساسك لانك تحبه