بلا انحناء لا شك في أن الوسط الصحفي أغلبه مشغول بمسألة بقاء كل من الأستاذين جعفر السبكي بجريدة الصحافة وأبوذر الأمين بجريدة (رأي الشعب) وراء القضبان بصرف النظر عن التهم التي وجهت لهما في القضاء السوداني ولا أتحدث عن إدانة وبراءة مادام الأمر أمام القضاء ، ولكني من منطلق الإنسانية أعلن الانحناءة للسيد رئيس الجمهورية السيد عمر البشير عبر زاوية "بلا إنحناء" من أجل زميلين عزيزين أفتقدناهما كثيراً في بلاط الصحافة ومكثنا كثيراً في بوابة لقائهما خارج قضبان السجن إلا أن هذا لم يحدث ، قطعاً لا يضيرنا جمعياً أن نحني من أجل أسرهم وأبنائهم الذين يعيشون في حالة ترقب مستمر للحظة سعادة تجمع بينهم ، ويتعذبون بنوبات القلق على المصير المجهول ، ويعيشون في حزن عميق يأبى أن يفارق عيون أطفال تلك الأسر الذين سئموا الاجابات الغامضة والمبهمة بشأن مصير أبائهم بعد طال الفراق فكفوا عن السؤال . سيدي الرئيس اليوم أنحني لك من أجل الإنسانية ومن منطلق قيمنا وأعرافنا السودانية التي تميزنا عن الآخرين وفي مقدمتها التسامح، أنحني وأناشدك في هذا الشهر العظيم بأن تصدر عفواً عاماً يخرج (السبكي وأبوذر) من سجن الرأي والكلمة إلى فضاء الحرية، وما دفعني إلى مناشدتك سيدي الرئيس هو أملي في أن تستجيب لنداء الإنسانية وسبق وأن أصدرت عفوك العام الذي حظيت به شخصيات واجهت نظام الإنقاذ بالسلاح والبأس ومادام ذلك كذلك نأمل أن لا تضني بعفوك على حملة الأقلام. حينما أناشدك أناشد فيك البشير الإنسان السوداني الذي يتمنى في صباح كل عيد لأهل السودان أن يمر عليهم العيد وهم في خير وعافية بمقولة(كل عام وأنتم بخير، وكل سنة وأنتم طيبون) ونتمنى في عيد الفطر المبارك أن تتنزل الفرحة على قلوب أسر المعتقلين والمسجونين سياسياً والذين يحاكمون في محاكم الرأي، لا نريد أن نقول من المجرم ومن البريء فهذا قول القضاء كما قلت، ولكن نسأل الرئيس العفو العام.سيدي الرئيس لو لا قيم التسامح في أهل السودان لأصبحنا كالذئاب نأكل بعضنا بعضا بسبب ما بدواخلنا من تغابن سياسي وثقافي وإثني وجهوي، ومن نعم الله علينا العفو عن الناس وكظم الغيظ، فكن سيدي الرئيس من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وإن الله يحب المحسنين. ندري وندرك جيداً أن هناك من يغضبه قولنا في أركان حرب حكومتك ولكن ندري أيضاً بأنك أكثرهم ليناً وتقديراً للقيم السودانية، وقطعاً لا يسرك الحزن الذي ران على قلوب الأطفال و الآباء والأمهات والزوجات الذين أرهقتهم زيارات السجون وجلسات المحاكم كن اليوم سودانياً طيب القلب لا تكن من يريد أن يقتص لنظامه ولك في رسول الله أسوة حسنة في عفوه ورحمته وما دخلت الرحمة في شيء إلا زانته. الجريدة