قناة الشروق الفضائية الزمان: الأول من شهر شوال 1432ه المكان: مدينة جوبا- جمهورية جنوب السودان. بثت قناة الشروق أداء صلاة عيد الفطر المبارك بإحدى السوح فى جمهورية جنوب السودان, وفى هذه الصلاة تراصت الأصفف وتلاقت الأكتف بين جنسيات مختلفة من ناحية وبين أبناء دولتى السودان من ناحية آخرى, هالنى طول وعرض تلك الصفوف وأراحتنى الطمأنينة التى بدت على محيا الجميع, جنوبي وشمالى السودانين, الأسيوين وبعض ممن ربط رزقه بالدولة الجديدة من أمم مختلفة لقد شهدت صلوات ومساجد يزكر فيها إسم الله كثيراً ولكن لم أشهد صلاة يحفها جمع كهذا, عندها لعنت فى سرى أصحاب القلوب التى غشتها الظلمة وأبت منها إنعتاقاً. إن رأى القائمون على امر البلاد والعباد فى الدولة الشمالية هذه الرؤوس المشرئبة, وإن أحسوا بالدفء الذى غمر تلك الأفئدة الخشعة, أو كانوا ليمارسوا كل هذا التفريط طالما أن شرع الله قد لاح بإمتداد تلك الأصفف؟ وعلى الرغم من صبر أبناء الحركة الشعبية على كل المكاره, أما كان بمقدورهم مواصلة النضال المدنى بصورة أشد سلاسة دون التلاعب بمشاعر كذوبة وتعلق بسراب حسب الظمأن ماء؟ إن حدثت هاتان المعجزتان, وبنفس قدر الألق الذى رأيناه على وجوه الناس وهم يؤدون صلاة العيد فى الدولة الجديدة .. أو كان بمقدورنا أن نرى ذات الألق على وجوه آخرى حين تدق أجراس الكنائس فى الدولة الشمالية فى نهاية العام الحالى مبشرة بذكرى ميلاد اليسوع (عبد الله) الذى أتاه ربه الكتاب وجعله مباركاً حياً ومرفوعا؟ يتوهم الإسلاميون إذ ظنوا أن السودانيين سيغفرون لهم إنفصال الجنوب, نعم للجنوبيين الحق فى تقرير مصيرهم إنفصالاً كان أم وحدة, ولكن هذا لايتأتى إلا عبر نظام حكم ديمقراطى إختاره الناس طواعية لا كرهاً وتزويرا, ومن ثم فإن أطروحات هذا النظام الذى تأتى به الديمقراطية ينبغى التسليم بها ولو جاءت بنسبة (51%) فقط, فهكذا هى الديمقراطية وهى أفضل ما توصلت إليه البشرية من أساليب الحكم. فقيدنا الطيب صالح أورد على لسان إحدى شخصياته الروائية: ( الماعندو محبة ما عندو الحبة) ثم دعائه : ( اللهم إن عبادك قد جاؤك بصلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم ...وإنى قد أتيت إليك وليس فى قلبى سوى المحبة) Mahmoud Dafalla Elsheikh Advocate & Commissioner for Oaths Khartoum- Sudan- Atbara ST.plot 3/6 Block 2/d Hassan Hilal Building Cell : +249-9 -12623755 Office : +249-83 -740633 Fax : +249-83 -740634