فصارالرأس أجوفاً قرعة جوفاء والصدر خالي دون رئة و قلب أو بقلب خاوياً كفؤاد أم موسى والأطراف بركب مكركبة تمشي مربوكة تتلمس بوجل موضع أقدامها وخطاها ولاتدري أين الإتجاه وإلى أين المسير!! هذا وصف مختصرلكل المكونات السياسية الحزبية السودانية: مكوناتها وخططها دساتيرها وأهدافها. التي حكمت والحاكمة والتي ...لا نعتقد أنها بهذه الصفات ستحكم مرة ثانية حتى يغيروا ما بعقولهم وضميرهم وأهدافهم ودساتيرهم وخططهم وما بأنفسهم فالشباب لن يرضى بمثل هذا الهوان المهلك. فلا يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فإذا سقط النظام بأي هبة أوإنتفاضة شعبية ثورية أطاحت به أوحتى سقط بهشاشة عظامه وضحالة تفكيره وركاكة إسلوبه وكركبة ركبه وعقم سياساته وخارتً قواه المنهوكة أصلا فسقط سقوطاً ما بعده قومة كما هو متوقع أو بضربة قرارات متضاربة مرتجلة أو بلفحة دخول مشاة وعربات وشجر يسير في كل الأحوال سيجد الوطن نفسه أمام أحزاب لم يبقى من جسمها مزقة لحم وقد إهترأت العضلات ووهن العظم منها وأصيبت بداء عضال وهشاشة عظام الجمجمة والصدر والأطراف فقط بقى من هيكلها إهتزازأصبعين كانت تكتب بها طلب إذن للخروج ولاتخرج ولسان تلعثم وتلجن من كثرة لغلغة وكلام عاطفي. كانت تتمنى وتمني النفس الأمارة ليربطها هذا اللسان ربطاًعاطفياً بجماهيرتعتبرها وتظن أنها مازالت تابعة لها وتكن لها الود بالجهل القديم ( فالكتوف إتلاحقت) وأنفرط العقد وتشتت البلور. وهو عين ما أبتليت به الإنقاذ منذ أتت وخطبها الكلامية الحماسية الكثيرة وورشها ومؤتمراتها الجزافية والذي مازالت تعول عليها في سبيل التشبث واللقاء. فهشاشة عظام السودان بهشاشة عظام أحزابه التي ما أنفكت تؤدي لتهشيم أطرافه الرخوة الهشة وسحق أرجل جهاته المهمشة الأربعة فينبطح التنين والمارد الضخم العظيم. وقد طال حديث ونقاش وتفاكرعامة الشباب والطلبة وشباب الأحزاب ومحاورلم الشمل الشبابي وجاهزيته لإنتزاع المبادرة في سبيل الحق والحرية والكرامة والإزدهاروالعيش الكريم.ويتوقع لهشاشة المواقف بأن هؤلاء جميعاً سينظرون إليه في بادي الأمروبداية الزحف من الطاقات والكونات والشبابيك ثم لايلبث أن يلتقي جيل الشباب بجيل التضحيات ويلتف حولهم رويدا رويداً الجيش والشرطة والأمن وهتافات تدوي تملآ الأفق وتسد الآفاق بسلمية السلام وعبقرية الإلتقاء الفريد العظيم. ٍ وسيظهربعدئذ وسيخرج المارد السوداني العملاق من قمقمه في قلب إفريقيا التي فجأة ستصحو من سباتها وغفوتها وخمولها وأنكسارها بين القارات. فالسودان هو قلب القارة والقارة قلب العالم فإذا نبض قلب القلب فرهد العالم كله وسيحترم العالم الأبيض الفكر الإفريقي الناهض المتحرر مجبرا، مبهوراً معترفاً ثم مقتنعاً ومدركاً أن العقل الجبارالإفريقي هو الذي سيسود وأن الدراسات الكثيرة التي أثبتت مدى ذكاء وقوة العقل الإفريقي حقيقة لالبث فيها والمارد سينطلق من أجل العالم.ومن أجلنا أرتاد المنون ومن أجل هذا اليوم كانوا يعملون. الهشاشة الجمعية الكلية للساسة وللسياسات أدت لهذه الهشاشة الكلية لباقي المكونات. والإستبداد في ظل الإسلام السياسي في السودان أدى للنفور من هذه الأحزاب من الشباب في كل الدول الإسلامية . • وهشاشة الديموقراطية داخل الأحزاب أدى لشلل كامل فيها فأقل نتشة دبوس لمكونها يجعلها عرضة للإنكفاء والتفكك ويتطايرصوفها وريشها المنفوش ويتمزق. • والهشاشة الدستورية تؤدي للهشاشة السياسية والعكس صحيح. • وإنغماس الديكتاتورية في الدين بدون خلق وأخلاق تؤدي لهشاشة الإثنين معاً وتطيح بهما ويتمزق الوطن. • فالديكتاتورية عامة هي هشاشة تلقائية لكل قيم ومثل وأخلاق مؤسسات الدولة التي تعمل بها ولها ومنها ومن أجلها فتفقدها جميعاً. • فنجد هشاشة في أهداف ومنطلقات المؤسسة والشبكة العدلية وهشاشة في المؤسسة القضائية وهشاشة في المؤسسة العسكرية وهشاشة في المؤسسة الشرطية وهشاشة في المؤسسة التعليمية والصحية والزراعية...وهكذا. • هشاشة عامة في القوانين : فليس قوة القانون في ردعه بل في عوامل تطبيقه وقوة وعدالة أجهزته وبنيته التحتية الهيكلية وسموها وإرتقائها وإرتباطاتها في الهيكل الشامل لتطبيق وتحقيق العدالة. (عدم العدالة تهد وتحطم كل الهيكل على عابديه). • كما أن قوة المؤسسة الرئاسية وأماناتها ليس في قوة خطابها التخويفي للشعب بقدر ما هي في قوة تطبيق عدالتها الكلية ومساواتها للجميع. (وهذا يمكن أن يتأتى بقوة وإستغلالية مؤسساتها وهيئاتها القضائية والنيابية وحريتها.) • تشميس العدالة وإنتقائيتها تؤدي أيضاً لهشاشة الإختصاص والتطبيق السليم مهما تعالى الخطاب وتسليط الضوء في قضية ما ((كقضية التقاوي مثلاً)). لايعني إقامة العدل فالعدل كل لايتجزأ فالإنتقائية تشمسها وتفتتها. فإذا نظرت نظرة عامة للعدل في السودان سيرتد إليك بصرك خاسئاً. فذاتية السياسة الحزبية المنكفئة الإستبدادية تضعف الهوية وتمس بالوطنية وتنهكهما بل تميتهما فتنجلي وتظهرالإفتخارات الآنية العنصرية التحرشية القبلية ويتنافر ويبعد المواطن عن الوطن والوطن عن المواطن وتسيطر الجهوية وتقسيماتها العنصرية القبلية المتعددة والردة للبطون والأفخاذ والمشائخ والعمد والنظارات وتضمحل الوطنية العليا وتتصارع الجهويات وتتسودن (أي تتصومل). ويقتل البلد العظيم بهشاشة مكوناته العدلية. فالدين دعوة للخلق الكريم وعدل ومساواة بين العباد وليس مجموعة شعارات وخطب وآحاديث وكان خلقه القرآن فإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل... وكفى بالعدل أنيساً وقوة وعظمة ووكيلاً وحسيباً وشهيداً وإيماناً وقيماً وأخلاقاً وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ..والدين النصيحة .. والدين الحق المعاملة وكفى بالله شهيداً.