بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر ولله الحمد على مدى 22 عاماً أدت سياسات نظام الإنقاذ إلى إفقار الشعب السوداني وتمزيق الوطن وإشعال الحروب في أرجائه كافةً. وكانت المحصلة النهائية لتلك السياسات الكارثية فصل جنوب السودان واستعار الحروب مرةً أخرى، فلم تتحقق الوحدة، ولم يعم السلام ربوع الوطن. وبدلاً من أن تتدفق إيرادات النفط خصباً ونماءً في قطاعات الزراعة والصناعة والرعي، ابتلعها فساد المؤتمر الوطني وصرفه البذخي على قادته وأجهزته الأمنية المعنية فقط بأمن الحزب، ما قاد إلى كارثةٍ اقتصادية تحدق بالوطن كله وتجعل العيش مستحيلاً على 95% من مواطنيه. وفي الأسابيع الأخيرة بلغ السيل الذبى بالغلاء الفاحش والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الضرورية يُضاف إلى ذلك أعباء التعليم والعلاج التي رفعت الدولة يدها تماماً منها ما جعل المواطن تحت رحمة ظروف قاسيةً جداً. وفي ضوء الانهيار الاقتصادي الحالي لم يكن هناك من خيار أمام آلاف المواطنين سوى الخروج إلى الشارع للمطالبة بالحد الأدنى من الحياة، لكن نظام المؤتمر الوطني وبدلاً من إتاحة حرية التعبير لجأ إلى أساليبه المعتادة في الاعتقالات والقمع والكذب ومحاولة معالجة الأزمة المعيشية الطاحنة بحلولٍ يطغى عليها الاستهبال والخداع مثل مقاطعة اللحوم، في حين أن غول غلاء كل السلع ينهش السودانيين ومقاطعة اللحوم في حالٍ كهذه تبقى مثل قطرة في محيط. إننا نحيّ كل من خرج إلى الشارع مطالباً بالحد الأدنى من الحياة الكريمة اللائقة. وفي الوقت ذاته نؤكد إدانتنا الصارمة للأساليب الأمنية التي ظل ينتهجها المؤتمر الوطني في علاقته بالمواطنين السودانيين، ونطالب بإخلاء سبيل المعتقلين فوراً. ونشيدُ كذلك بالموقف الوطني العظيم لحزب الأمة القومي برفض المشاركة في السلطة انحيازاً للملايين الذين يحلمون بحياةٍ أفضل وفقاً لنظامٍ ديمقراطي يحترم آدميتهم وحقوقهم في الحياة والتعبير والمساءلة والشفافية والعدل. إننا ندعو شبابنا وكوادرنا في كل أنحاء السودان إلى الاستعداد ورص الصفوف لتحمل مسؤولياتنا كاملةً مهما كان الثمن وأياً كانت التضحيات من أجل حياة أفضل لشعبنا العظيم. وندعو الشعب السوداني قاطبةً إلى التوحد تحت رايات التغيير من خلال التضامن وتشكيل لجان الأحياء وبث الروح الثورية والدعوة لانتزاع الحقوق المشروعة. إننا نؤكد أن التغيير هو مسؤولية كل فردٍ منا في إطار عريض من العمل الوطني الجماعي لإنهاء هذه الحقبة البائسة من تاريخ الوطن وفتح الباب أمام مستقبل عظيم نصنعه كلنا بعزمنا ومثابرتنا وإرادتنا التي لا تُقهر. إننا نؤكد للشعب السوداني العظيم استعدادنا التام فرداً فرداً لفداء هذا الوطن الحبيب والسخاء بأرواحنا وأموالنا وأهلينا في سبيل استرداد الكرامة وإنهاء سلطة حكومة الجوع والفقر والحرب. والله أكبر ولله الحمد شباب وكوادر حزب الأمة القومي أم درمان
