الشافعى هو فنان تشكيلى مرهف ومناضل حقوقى سودانى مقيم فى الولاياتالمتحدة, وبحس الفنان المتوحد مع الانسانية ومع قضايا وطنه انشأ مؤخرا على خلفية الحرب فى جنوب كردفان " مجموعة التضامن مع جنوب كردفان " , وقام فى 7 اكتوبر بمبادرة شديدة الجرأة ودالة على قدر كبير من التضامن الانسانى والاخلاقى مع اهل جنوب كردفان وجبال النوبة , حيث اضرب الشافعى عن الطعام امام البيت الابيض فى واشنطن , مطالبا الولاياتالمتحدة بالضغط على النظام فى الخرطوم لايصال المساعدت اللازمة لانقاذ مئات الالاف من المدنيين المحاصرين تحت القصف فى جنوب كردفان منذ الخامس من يونيو الماضى . ان هذه المبادرة من الشافعى ادت الى جذب اهتمام الكثيرين على المستوى المحلى والدولى , كما ان السودانيين نادرا ما يقومون بالتضامن مع بعضهم بهذه الطرق الشديدة التحضر والتى اصبحت اكثر جذبا للمجتمع الدولى من اى وقت مضى فى ظل انتشار الانترنت والتواصل الكثيف الذى يؤدى الى نقل المستجدات بصورة سريعة وواسعة , كما ان الاضراب عن الطعام هو مرتبط بالوسائل الاكثر سلمية وانسانية وايضا احتراما من قبل الاوساط الدولية والمهتمة بحقوق الانسان . فقد كان رائداستخدام الاضراب عن الطعام كوسيلة للتأثير على العالم وعلى شعبه لايصال موقف او تعبير عن احتجاج هو الزعيم الهندى المهاتما غاندى , والجميع يعلم ما استطاع غاندى ان يحققه من تحرير لوطنه وتوحيد لامته من خلال هذه الوسيلة الشديدة المساس بعمق الانسانية وذلك بتفضيل الموت جوعا وببطء على رؤية البشر يظلمون ويهملون الانسانية وقيمتها . الشافعى بمبادرته هذه يشعرنى بكثير من الفخر بسودانيتى , ذلك انه لم يقبل الصمت على ما يحدث لاهلنا فى جنوب كردفان , الصمت الذى اختاره وبدون خجل الكثير من السياسيين السودانيين والمثقفين الذين قد يكون بيدهم ان يفعلوا ويقولوا الكثير لكنهم اَثروا التفرج على اهل جبال النوبه يقصفون واطفالهم يموتون بالقصف والجوع , اذ ان النظام الان وعبر منع وصول المساعدات لجبال النوبة وايضا النيل الازرق يعزز من ادوات خطته الواضحة فى ابادة شعوب هذه المناطق . ما اثبته الشافعى ان الفرد يستطيع ان يفعل شيئا انت تستطيع ان تفعل وانا وجميعنا اذا خرجنا عن خوفنا وعبرنا عن ايماننا بقضيتنا واستعملنا كل الوسائل التى لدينا . ان الانسانية لا تكتمل فى احدنا اذا تجاهل ما يحدث لغيره من اخوانه فى الانسانية , وكما ان الشافعى امتنع عن الطعام وفي اضراب مفتوح , فان دكتور بشري قمر الذى ايضا يشرفنا بموقفه وهو يعرض حياته للخطر فى سبيل نيل العدالة فى دولة الظلم , هو ايضا يثبت ان ابناء هذا الوطن يحترمون انسانيتهم وانسانية اهلهم ويفعلون كل ما بوسعهم ولو ادى ذلك الى موتهم من اجل كرامة انسان هذه البلاد ,من اجل الحق فى الحياة والعدالة والحرية . فشكرا للشافعى الذى اكد لى الثقة والفخر بسودانيتى ولدكتور بشري قمر والمنسين في غياهب المعتقلات و اهلنا الصامدون فى جنوب كردفان وجبال النوبه والنيل الازرق ودارفور والشرق وفى كل السودان . ولنكون جميعا التغيير الذى نريد بان نخرج عن صمتنا ونبادر .