أبدت وزارة الخارجية بالغ أسفها لوضع اسم السودان ضمن تصنيفات دول الفئة الثالثة في التقرير السنوي لمكافحة الاتجار في البشر للعام 2016 الذي أصدرته الخارجية الأميركية، وقالت إن البيان تجاهل الجهود الوطنية لمكافحة هذه الجريمة ودور السودان إقليمياً ودولياً. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة السفير قريب الله الخضر، في بيان صحفي، الجمعة، إن التقرير صدر دون أن تسنده أي حقائق ووقائع وأدلة، منوهاً لدور السودان في مكافحة الاتجار بالبشر والذي ظل محل إشادة وتقدير كبيرين من الدول المختلفة والمنظمات الدولية والإقليمية. وأضاف الخضر "تجاهل التقرير جهود السودان ومنظمات المجتمع المدني والتقدم المحرز لتقوية الآليات الوطنية، وسن التشريعات والقوانين والالتزام بالاتفاقيات والمعايير الدولية واستضافة الضحايا وتقديم العون والحماية والإيواء ومواصلة جهوده المشهودة في الإطارين الإقليمي والدولي". وأشار إلى أن التقرير يتعارض مع التقارير الدولية والإقليمية التي تثمن جهود السودان، واعتمد على مصادر ثانوية من منظمات غير رسمية وأطراف أخرى ظلت تصطنع العداء للسودان بدافع الكيد السياسي دون التحقق من صحة هذه المزاعم من مظانها الرئيسة وعرضها على حكومة السودان قبل نشرها للتأكد من صحة الوقائع ومطابقتها للحقائق. استراتيجية المكافحة وقال الخضر في بيانه إن السودان ظل يبذل جهوداً وطنية صادقة ويقوم بدور إقليمي ودولي مقدر لمكافحة هذه الجريمة وفقاً لإمكاناته الوطنية المحدودة بما في ذلك المراقبة والسيطرة على حدود مشتركة مع دول الجوار تصل إلى سبعة آلاف كيلومتر دون توافر عون دولي يفي بحجم التحديات. وجدد التزام السودان بإنفاذ الاستراتيجية القومية لمكافحة الاتجار في البشر وتفعيل عمل الآليات الوطنية خاصة اللجنة القومية لمكافحة الاتجار في البشر وفروعها في الولايات، وكذلك التطبيق الفاعل لقانون مكافحة الاتجار في البشر الذي تم سنه والعمل به منذ العام 2014. وأفاد البيان أن القانون يشكل رادعاً قانونياً مهماً لمعاقبة المجرمين ومكافحة هذه الجريمة، كما ستواصل الحكومة دعمها لقوات إنفاذ القانون والآليات الوطنية المختصة على المستوى الاتحادي المركزي وفي الولايات الحدودية للقيام بدورها الأتم. واستعرض البيان جهود السودان الإقليمية في استضافة اجتماعات المبادرة الأفريقية لمكافحة الاتجار في البشر في القرن الأفريقي، كما تم اختياره تقديراً لجهوده لاستضافة المقر الدائم للمركز الأفريقي لعمليات مكافحة الاتجار في البشر. مواصلة الجهود وأكد البيان مواصلة السودان لجهوده لإحكام التنسيق والتعاون مع الدول المجاورة وتفعيل الرقابة الحدودية ونشر القوات اللازمة لمكافحة هذه الجريمة، استناداً على نجاح جهود التصدي لمكافحة الجريمة النكراء في الحدود مع ليبيا وإريتريا وإثيوبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى، وإعادة مئات الضحايا وتقديم العون القانوني والدعم النفسي والاجتماعي وخدمات الإيواء والحماية، وكذلك القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة. ونوه البيان إلى أن السودان ظل في كل المؤتمرات والفعاليات والاتفاقيات الدولية لمكافحة الاتجار بالبشر، خاصة مع الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية، مما أدى لتعزيز الجهود الدولية في مسار عملية الخرطوم. وجدد السودان اعتزازه بسجله الحافل لمنع تجنيد الأطفال في القوات النظامية وفقاً للدستور والقوانين المنظمة بما في ذلك قانون القوات المسلحة، والتزامه بمواصلة إنفاذ خطة العمل مع الأممالمتحدة لمنع استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة. وقال إن السودان سيواصل تعزيز جهوده الوطنية وتعاونه الإقليمي والدولي لمكافحة جريمة الاتجار في البشر، ويعبر في إطار سياسة التعاطي الإيجابي القائمة مع الولاياتالمتحدة، عن استعداده لمواصلة الحوار لتصحيح وتمليك الحقائق والحصول على المعلومات من مظانها الرئيسة.