الظروف الطبيعية والسياسية فى تاريخ السودان الحديث جعلت الحركة الشعبية تنشأ فى الجزء الجنوبي من السودان وقد قاتلت الحكومات المركزية المتعاقبة على السودان رافعة شعار تحرير السودان. ولكن الحكومات المركزية المتعاقبة والحالية ظلت تشن هجوما عنيفا على الحركة فى تلك البقعة , معتبرة الحركة الشعبية جهوية وقبلية وعنصرية ومسيطرة عليها القبائل الكبرى فى جنوب السودان ولكن الحركة الشعبية كانت صامدة امام كل هذه الدعاية إلاعلامية ونضالت من اجل نشر قضية السودان . فقد سيطرت على جنوب السودان قبل انتقالها الى بقعة اخرى فى السودان. مثل دارفور وكان ذلك بقيادة شهيد الوطني داؤود بولاد ثم بعد ذلك انتقلت الى جبال النوبة بقيادة د. رياك مشار تنيج وبعد ذلك سلمت القيادة الى اكبر شهيد الحركة الشعبية يوسف كوة مكي .كذلك فكرت الحركة الشعبية بان الحرب لايمكن ان تقف دون تحرير مناطق جبال الأنقسنا . فقد انتقلت اليها بقيادة القائد سلفا كير ميارديت و ابو ليلى جمعة . ولم تقف الحركة عند هذا الحد بل انتقلت الى شرق السودان تحت القيادة فاقان اموم. ورأت ايضا ان اقصى شمال السودان ومناطق وسط السودان يحتاج الي تحرير. فقامت بخلق خلايا تعمل فى نشر أفكار الحركة والإعلأم السري لمؤيدينها وقد تبلورت هذه الفكرة وسط الطلآب والسياسيين والمثقفين السودانيين امثالهم د.منصور خالد من امدرمان وياسر سعيد عرمان من طابت فى وسط الجزيرة و ياسر جعفر من ودمدني واخرين. ولذا دحضت الحركة شبهة الدعاية التى تقول انها جهوية. وعندما فشلت الحكومات المتعاقبة فى الخرطوم فى إقناع الشعب السوداني والعالم بأن الحركة جهوية ،اخذت نهج اخر . واكثر دعاية من الأولى، دبروا وقالوا هى قبلية وتسيطر عليها القبائل الكبرى فى الجنوب كالدنيكا والنوير والشلك .ثم عادوا ليقولوا مرة اخرى انها حركة قرنق وابناءه وبعد ذلك صارت حركة ابناء بور. ولكن الأحداث اثبتت للشعب السوداني والعالم اجمع بأن الحركة الشعبية هى سودانية وقومية ودليل على ذلك ,عندما انشق عنها ابناء الدنيكا والنوير والشلك. وبقوا منضالين من ابناء مناطق اخرى, كجبال النوبة وجبال الأنقسنا والجزيرة من بينهم كان ياسر سعيد عرمان. وقد كانت هذه الفترة من اصعب الفترات التى عاشتها الحركة الشعبية فى تاريخها النضالي. حيث عاد ابناء الهامش الى صفوفهم داخل الحركة وأعادوا الحركة الى مكانتها الآولى . وبعد الأتفاقية الشاملة بدات الحركة تعد نفسها , فظن الذين لآ يقرأوا سياسة الحركة جيدا والإعلأم الأنقاذ وجريدة الراى العام بصفة خاصة بأنها خرجت ضعيفة وانكمشت فى الجنوب دون مناطق اخرى فى السودان وان قيادات الحركة يهتمون بالجنوب السودان دون الشمال ثم ان الحركة تخلت عن فكرة السودان الجديد وتحرير الهامش. ولكن رغم كل هذا الاعلام والدعاية الحركة كانت تدرك وتعد نفسها وتجمع صفوفها وقوتها حتى تخرج بشئ يرضي الشعب السوداني ولمفاجاة المؤتمر الوطني . وفى يوم 16-1-2010 خرج المكتب السياسي للحركة الشعبية يعلن على لسان امينها العام السيد فاقان اموم ان الحركة الشعبية قد رشحت واختارت احد مناضليها واهم قادتها السيد عرمان ليكون مرشحها الوحيد لرئاسة الجمهورية السودان . لقد وجد هذا خبر اهتماما الكبيرا من قبل اعداء الحركة وخاصة جريدة الراي العام التى اعتبرتها خطة لأنفصال جنوب من الشمال السودان . واتهمت الحركة بالجهوية .واضاف ألآستاذ راشد عبد الرحيم بلغته العدائيه للجنوب والهامش ان ترشيح السيد عرمان . "غير القانوني ومخالفة للدستور والأتقاقية لأن المادة 62 تسمح بأن يكون الرئيس ونائبه من منصبي الرئيس ونائب الرئيس ومعهما كل السلطات والصلاحيات الدستورية الممنوحة للرئيس في إعلان الحرب وإعلان حالة الطوارئ وإبتدار التعديلات الدستورية ويدعو الهيئة التشريعية للإنعقاد أو يؤجل إنعقادها أو ينهي دورتها. هذا إضافة لصلاحيات المنصب الأخرى هذا الواقع في قيادة الدولة هو الذي ستكتمل به الفترة الإنتقالية وبه ينفذ الإستفتاء على وحدة السودان. أعتقد أن مخالفة روح الدستور ((أي قصد المشرع)) يمكن ان تشكل أوضاعا سياسية مختلفة عن التي أفرزت الدستور وقسمة السلطة".. وجدير بالذكر هنا هو ان المؤتمر الوطني قد د خل فيه خوف قبل قدوم الشعب السوداني ليقول رايه امام صنادق الأقتراع . ولم يقدر احد منهم ان يعبر عن راي الوطني بالطرق التى يمثل هجمها. وفى نفس الوقت اثبتت الحركة الشعبية لشعبنا بأنها هى الاكثر قومية وسياسية فى السودان . وهى الحزب الوحيد ليعبر من داخلها ابناء السودان بحريتهم وارائهم وإرادتهم كاملة وان كل قائد داخل الحركة الشعبية يمكن ان يقوم بدور مهم اذا طلب من ذلك . وسوف تظل الحركة الشعبية للشعب السوداني وياسر عرمان للرئاسة الحكومة السودانية القادمة . Meyar Shir [[email protected]]