*هذا البلد المنكوب والذى جثمت على صدره جماعة الإسلام السياسي طيلة ثمانية وعشرون عاماً عجافاً ، وتقاسمته بل ووزعته بين ابنائها فقد وجدنا الطبيب يفتينا فى الصناعة وينتقد صناعة السكر ويقر بفشل المصانع وفشلهم ، ومن العجب العجاب أن يتحدث الطبيب المتعافى عن فشل الصناعة وهو من أكبر أسبابها ، حيث ان الرجل غير المناسب فى المكان ، ولهذا سقطت دولتنا فى هذا المستنقع العميق من الفشل، والحكاية بدأت ، عندما كون الإقتصادي الخبير الأستاذ / بدرالدين سليمان وزير الصناعة ، لجنة برئاسة الدكتور /محمد بشير الوقيع ، الخبير الوطنى الكبير عليه رحمة الله وممايجدر ذكره أنه هو الخبير الذى قام عليه مشروع سكر كنانة ، وقد كان يسير بمشروع سكر النيل الأبيض مع الصينيين ، وبعدها جاء د.عبدالحليم المتعافى وزيراً للصناعة فأول عمل قام به هو تقليص صلاحيات لجنة بشير الوقيع ، وكانت هذه بداية إنهيار سكر النيل الأبيض التى تحاشى مواجهتها د.المتعافى فى حواره وهو يتحدث عن الفشل وكأنه من الناجحين!! *وجاء الدكتور / جلال الدقير وزيراًللصناعة ، فلم يقف عند تقليص صلاحيات اللجنة فحسب بل أزاح دكتور / محمد بشير الوقيع ثم قام بتسليم المشروع لشركة سكر كنانة ، والمضحك المبكي أن عبقرية الدقير قد هدته وأوصلته لتقوم كنانة بخلق منافس لها من نفس المجال ؟! فهل هذا السلوك بلادة إدارية أم فساد منظم ؟! وهل فى الأمر حصص من السكر أم أن أريحية كنانة أرادت ان تعبر الحدود الى إدارة سكرالنيل الأبيض ، وأول ماقامت به ادارة كنانة كان تحويل مسار الترعة من الكوة الى شمال منطقة ابو حبيرة ، وهذا التحويل لم يخدم المصنع بل زاد تكلفة الترعة من شمال الإنحدار الى جنوبه، والافة الاخرى ان كنانة قد نقلت نفس عمالتها الى مشروع سكر النيل الابيض ، دون العمل على تعيين كوادر جديدة وخبرات وهذا شكل من أشكال الفشل الكبير، ايضالم يتناوله المتعافي فى حواره. *والذرائع التى سيقت والدعاية غير مدفوعة القيمة عن كنانة وخبراتها ، وفشلهم البائن فى الخطةالكبرى لإنتاج السكر ودراساتهم التى أوردت مشروع سكر النيل الابيض موارد الهلاك ،ومشروع مشكور والرهد الزراعي وماأسموه وقتها بالخطة الكبرى لإنتاج السكر فى السودان التى ذهبت أدراج الرياح فلا نجحنا فى تحقيق انتاجية السكر ولا أفلحنا فى خلق إدارة خالية من الفساد ، انها بلد الأوجاع ،التى يقدم فيها المتعافي حصة فى صناعة الفشل!! وسلام ياااااااااوطن.. سلام يا سمة اصبحت تلك الاجتماعات واللقاءات والورش التى لاتكتمل الا بالظروف ونتغنى مع ابواللمين أغنية (الحب والظروف ) واواصل قراءة رواية الحب فى زمن الكوليرا.. هل من كوليرا اسوأ من إبداع الإنقاذ فى الفساد.. وسلام يا.. (الجريدة )الخميس 19/10/2017