ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    المريخ يتدرب بجدية وعبد اللطيف يركز على الجوانب البدنية    شاهد بالصورة والفيديو.. على أنغام أغنية (حبيب الروح من هواك مجروح) فتاة سودانية تثير ضجة واسعة بتقديمها فواصل من الرقص المثير وهي ترتدي (النقاب)    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    هل رضيت؟    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مناهضه "التطبيع "مع الكيان الصهيوني: أسسه العقدية والسياسية والياته .. بقلم: د.صبري محمد خليل
نشر في سودانيل يوم 11 - 12 - 2017

د.صبري محمد خليل/ أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه في جامعه الخرطوم
تعريف مصطلح التطبيع ( Normalization ) : التطبيع لغة يفيد معنى اعاده الشىْ إلى طبيعته ،أما اصطلاحا فهو مصطلح صهيوني بامتياز ، فقد ظهر المصطلح لأول مرة في المعجم الصهيوني للإشارة إلى يهود المنفى، حيث طرحت الصهيونية نفسها على أنها الحركة السياسية التي ستقوم بتطبيع اليهود، أي إعادتهم إلى "طبيعتهم" كامه واحده بدلا من جماعات قبليه منتمية إلى أمم متعددة . ومع إنشاء الدولة الصهيونية اختفى المصطلح تقريباً من المعجم الصهيوني . ولكن المصطلح عاود الظهور مرة أخرى في أواخر السبعينيات بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد، ولكنه طُبِّق هذه المرة على العلاقات المصرية الإسرائيلية، إذ طالبت الدولة الصهيونية بتطبيع العلاقات بين البلدين، أي جعلها علاقات طبيعية عادية، مثل تلك التي تنشأ بين أي بلدين. ولكن يوجد تناقض فى المصطلح ، فالتطبيع يجب أن يتم بين دول "طبيعيه" ، وهو الأمر الذي لا يتوافر في الكيان الصهيوني لأنه ليس دوله "طبيعيه "(تتكون من ارض وشعب وحكومة )، بل كيان سياسي قائم على اغتصاب ارض معينه(هي فلسطين )، وطرد وهضم حقوق الشعب صاحب هذه الأرض(هو الشعب الفلسطيني).لذا نستخدم هذا المصطلح" التطبيع " بين قوسين ، استنادا إلى قاعدة خطا شائع خير من صواب نادر.
أولا: الأسس العقدية لمناهضه "التطبيع "مع الكيان الصهيوني: تتمثل الأسس
العقدية- الدينية – الاسلاميه لمناهضه "التطبيع" في تقرير القران الكريم أن الله تعالى أتاح لليهود "بني إسرائيل " ألفرصه لاستخلافهم كأمه في فلسطين، ولكنهم لم يلتزموا بشروط هذا الاستخلاف، فانتزع منهم هذه ألفرصه، وقضى عليهم أن يكونوا أشتاتاً قبلية تنتمي إلى سائر أمم الأرض ، واستخلف الله تعالى العرب المسلمون في فلسطين ، لتكون بذلك جزء من ديار العرب ودار الإسلام. وبالتالي فان محاوله تحويل الجماعات القبلية اليهودية المنتمية إلى أمم شتى إلى امة واحده، بان تستولي على ارض فلسطين لتكون
ديارها- وهو مضمون الصهيونية –هي استكبار"لأنه مخالفه للاراده الالهيه"- وهى ، وإفساد في الأرض"لأنها تتضمن اغتصاب الأرض من سكانها الأصليين "
(وكلاهما مجرد مرحله من مراحل الاستكبار و الإفساد في الأرض اليهودي )، وعدوان "لأنها تتضمن سلب الحقوق الدينية والقومية والوطنية للشعب الفلسطيني العربي المسلم "، فكون هذا الأساس عقدي (ديني) لا يعنى معاداة اليهود لمجرد أنهم يهود، بل يعنى رفض استكبار اليهود وإفسادهم في الأرض وعدوانهم – وهو تطبيق لرفض الإسلام كدين لكل استكبار وإفساد في الأرض وعدوان – بصرف النظر عن من قام به .
تقرير القران الكريم انتزاع فرصه استخلاف بني إسرائيل كأمه في فلسطين لعدم التزامهم بشروطها:
الاستخلاف الاجتماعي: من الأسس العقدية لمناهضه التطبيع تقرير القران الكريم عدم استخلاف بني إسرائيل كأمه في ارض فلسطين ، وهذا الأساس العقدي يستند إلى التحليل القرانى للتاريخ الاجتماعي لبنى إسرائيل،والذي ينطلق مما يمكن ان نطلق عليه اسم " الاجتماعي،وهو شكل من أشكال الاستخلاف مضمونه( إبدال وتغيير قوم بآخرين) كما في قوله تعالى ﴿ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون﴾، وهذا الاستخلاف الاجتماعي يتم عبر أطوار هي:الأسرة ﴿ وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ...﴾ ، فالعشيرة ﴿وانذر عشيرتك الأقربين﴾، فالقبيلة فالشعب ﴿وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ...."﴾، فالأمة ( التي تتميز عن غيرها بالأرض الخاصة "الديار بالتعبير القرانى "، ومناط الانتماء إليها اللسان لا النسب )، فالعالمية...وكل طور لا يلغى الطور السابق عليه بل يحده كما يحد الكل الجزء فيكمله ويغنيه .
تاريخ بني إسرائيل الاجتماعى في القرآن: يقرر القران الكريم ان بداية بني إسرائيل كانت (عشيرة) إبراهيم (عليه السلام) في العراق ، ويورد لنا القرآن الكريم محاورته للذي آتاه الله الملك وتحطيمه لأصنام قومه ومحاولتهم حرقه، وأن الله أنجاه ﴿يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم﴾، ثم بدأت جولتهم إلى فلسطين ثم مصر ثم الحجاز ﴿ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادي غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة﴾ ، ثم العودة إلى فلسطين.ثم يعود بني إسرائيل إلى مصر مرة أخرى بدعوة من يوسف بن يعقوب (عليهما السلام ) الذي تولى منصب في حكم مصر ﴿اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم﴾، وفي عهد موسى (عليه السلام ) ذهبوا إلى سيناء من اضطهاد فرعون ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ (إبراهيم: 6).
وفي هذه المرحلة كانوا قد دخلوا طور القبيلة بكل خصائصه، ثم عادوا إلى فلسطين تحت حكم أنبياء﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ (البقرة:
246) ، وهذا يعني محاولة الاستقرار في الأرض (كشعب)، وفي هذه المرحلة كان حكم سليمان وداود عليهما السلام.
إتاحة الفرصة لاستخلافهم كأمة وانتزاعها منهم: وقد أتاح الله لبني إسرائيل الفرصة ليرتقوا إلى طور الأمة- لتكون نواة طور العالمية الذي تكون الأمم وروافده – قال تعالى ﴿قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون﴾، ويتضح لنا هذا من دعوتهم للاستقرار في الأرض ليخضعوا بها فتكون ديارهم ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ (البقرة: 83).أن الله تعالى أمر موسى عليه السلام أن يتجاوز لدعوته محيط قبيلته بأن يدعوا فرعون مصر ﴿اذهب إلى فرعون إنه طغى﴾، فكان ذلك بشرى بعالمية الدعوة. غير أن بني إسرائيل لم يلتزموا بشروط الاستخلاف كأمة – نواة، ويتضح لنا هذا من تحريفهم الدين بما يكرس خصائص الطور القبلي الذي يحيل القبيلة إلى كل مغلق.وهنا نزع الله تعالى من بني إسرائيل الفرصة التي أتاحها لهم ليرتقوا إلى طور أمة مستقرة في أرض معينة فهي ديارها "فلسطين" وقضى عليهم أن يكونوا أشتاتاً قبلية تنتمي إلى سائر أمم الأرض ﴿ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس﴾ (البقرة). قال المفسرون المراد بحبل من الناس عهد الذمة والأمان ، وهو ما يعني انتمائهم إلى أمم أخرى يقيمون في أرضها دون أن تكون خاصة بهم. ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ﴾ (البقرة: 61).﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ (المائدة: 78). وأخذ انتزاع فرصة استخلاف بني إسرائيل كأمة في التاريخ شكل استيلاء الغير على الأرض التي كانوا مقيمين فيها فلا تكون لهم أرض خاصة ، وما صاحب ذلك من الأسر والإبادة وإلى هذه الحقائق أشار القرآن﴿ جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباد لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً ...... فإذا وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تدبيراً﴾ الاستخلاف العربي الاسلامى في فلسطين: .وإذا كان الله قد قضى بانتزاع فرصة بني إسرائيل بالارتقاء إلى طور الأمة – النواة، فقد أراد سبحانه وتعالى أن يستخلف العرب كأمة مسلمه مستقرة في ارض معينة تكون ديارهم ،لا كغاية في ذاتها وإنما لتكون نواة طور الاستخلاف العالمي، وكانوا قبائل متصارعة في قلب الجزيرة العربية، فيوحدهم الإسلام في المدينة ليكونوا شعب ،يلتحم مع غيره من الشعوب بعد تحريرها من عبودية الفرس والروم ليكونوا معا امة واحدة تتوحد مع غيره من الأمم والشعوب المسلمة ،من خلال حمل الدعوة في شكل تتوافر فيه مكانية تكوين نواة طور الاستخلاف الاجتماعي العالمي.وكانت بداية البشرى بذلك في قول عيسى ﴿يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم ومبشرا بنبي يأتي من بعدي اسمه احمد﴾. كما كانت البشرى للرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه قبل الهجرة إلى المدينة ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم .. ﴾. وهذا يعني ان الفتح العربي الإسلامي قد حرر فلسطين من عبودية الرومان، وأتاح لها فرصة التفاعل مع الشعوب الأخرى تحت ظل الإسلام لتكون معا امة عربية ، وتكون بذلك فلسطين جزء من ديار العرب ودار الإسلام. ﴿ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا﴾ (الأحزاب
: 27).قال تعالى ﴿ وان عدتم عدنا ﴾، أورد الفخر الرازي (ثم قال "وان عدتم عدنا" أي أنهم قد عادوا إلى فعل ما لا ينبغي،وهو التكذيب لمحمد وكتمان ما ورد في التوراة والإنجيل، فعاد الله عليهم بالتعذيب على أيدي العرب فجرى على بني النضير وبنى قريظه وبني قينقاع ويهود خيبر ما جرى من القتل والجلاء ، ثم الباقون منهم مقهورون بالجزية ولا ملك لهم ولا سلطان) الصهيونية مرحله من مراحل الاستكبار اليهودي والإفساد في الأرض والعدوان
اليهودي: أما الصهيونية فهي حركة سياسيه، نشأت في أوربا نتيجة عوامل دينية واقتصادية وسياسية متفاعلة، تهدف إلى تحويل الجماعات القبلية اليهودية التي تنتمي إلى أمم مختلفة إلى امة واحده، بالاستيلاء على ارض فلسطين. فهي استكبار"لأنه مخالفه للاراده الالهيه التي قضت بان تنتمي الجماعات القبلية اليهودية إلى أمم مختلفة "- وهى إفساد في الأرض"لأنها تتضمن إخراج العرب من ديارهم " ، وعدوان "لأنها تتضمن سلب الحقوق الدينية والقومية والوطنية للشعب الفلسطيني العربي المسلم "، وهى مجرد مرحله من مراحل الاستكبار و الإفساد في الأرض اليهودي .
تقرير القران لاستكبار اليهود و إفسادهم في الأرض وإشارته لمراحله: أشار القران الكريم إلى مراحل الاستكبار اليهودي عبر التاريخ – والذي يلازمه إفسادهم في الأرض في قوله تعالى (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا* فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا *إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا *عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)( الإسراء:4-8) . وهذه المراحل هي:
المرحلة الأولى : وعد أولاهما والإفساد الأول لليهود وبعث جالوت وجنوده :
أول مرحل الاستكبار اليهودي هي التي أشار إليها القران الكريم ب" وعد اولاهما " ، وقد قال اغلب المفسرين أن المقصود بالعباد أولى إلباس الشديد الذين بعثهم الله تعالى عليهم فيها فجاسوا خلال الديار، جالوت وجنوده ، يقول ابن كثير ( وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف فِي هَؤُلَاءِ الْمُسَلَّطِينَ عَلَيْهِمْ مَنْ هُمْ ؟ فَعَنْ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة أَنَّهُ جَالُوت الْجَزَرِيّ وَجُنُوده سُلِّطَ عَلَيْهِمْ أَوَّلًا ثُمَّ أُدِيلُوا عَلَيْهِ بَعْد ذَلِكَ).
المرحلة الثانية: وعد الاخره والإفساد الثاني لليهود ومجي بختنصر: ثاني مراحل الاستكبار اليهودي هي التي أشار إليها القران الكريم ب"وعد الاخره"
، وقد قال اغلب المفسرين أن المقصود بالذين يسيئوا وجوه اليهود وَيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا بختنصر وجنوده ، يقول الطبري(وَقَوْله " فَإِذَا جَاءَ وَعْد الْآخِرَة" يَقُول : فَإِذَا جَاءَ وَعْد الْمَرَّة الْآخِرَة مِنْ مَرَّتَيْ إِفْسَادكُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيل فِي الْأَرْض فَبَعَثَ اللَّه عَلَيْهِمْ فِي الْآخِرَة بُخْتَنَصَّرَ الْمَجُوسِيّ الْبَابِلِيّ , أَبْغَض خَلْق اللَّه إِلَيْهِ , فَسَبَى وَقَتَلَ وَخَرَّبَ بَيْت الْمَقْدِس , وَسَامَهُمْ سُوء الْعَذَاب . ).
العود الأول و الإفساد الثالث لليهود وبعث الرسول"صلى الله عليه وسلم" :
ثالث مراحل الاستكبار اليهودي ، متضمنة في قوله تعالى (وان عدتم عدنا) ، وفصلها المفسرون فقالوا أن العود اليهودي ( للاستكبار والإفساد في الأرض
) يتمثل فيها في غدر اليهود بالمسلمين ، بنقضهم عهدهم معهم ، في زمن الرسول " صلى الله عليه وسلم" ، وان العود الالهى ( لمعاقبه اليهود) يتمثل فيها في بعث الله تعالى عليهم الرسول " صلى الله عليه وسلم"
والمسلمين، يقول ابن كثير ( ...وَقَالَ قَتَادَة قَدْ عَادَ بَنُو إِسْرَائِيل فَسَلَّطَ اللَّه عَلَيْهِمْ هَذَا الْحَيّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه يَأْخُذُونَ مِنْهُمْ الْجِزْيَة عَنْ يَد وَهُمْ صَاغِرُونَ) العود الثاني والإفساد الرابع لليهود" دوله إسرائيل" وتحرير فلسطين: أما رابع مرحل الاستكبار اليهودي فهي متضمنة أيضا في قوله تعالى (وان عدتم عدنا)، ويتمثل العود اليهودي " إلى الاستكبار والإفساد في الأرض" ويتمثل فى اغتصاب فلسطين ، و قيام دوله الكيان الصهيوني " إسرائيل " عام 1948، من خلال تحالف بين المنظمة الصهيونية العالمية وقوى الاستعمار القديم "
بريطانيا" والجديد"الولايات المتحدة الامريكيه"، أما العود الالهى فيتمثل في تحرير فلسطين ، وتفكيك اسرئيل كدوله قائم على شكل من أشكال الاستكبار اليهودي " الصهيونية " ، وهضم الحقوق الوطنية والقومية والاسلاميه للشعب الفلسطيني . وذلك عند الالتزام بشروط العود الالهى يقول الطبري ( "
وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا " قَالَ : عَادَ الْقَوْم بِشَرِّ مَا يَحْضُرهُمْ , فَبَعَثَ اللَّه عَلَيْهِمْ مَا شَاءَ أَنْ يَبْعَث مِنْ نِقْمَته وَعُقُوبَته . ثُمَّ كَانَ خِتَام ذَلِكَ أَنْ بَعَثَ اللَّه عَلَيْهِمْ هَذَا الْحَيّ مِنْ الْعَرَب , فَهُمْ فِي عَذَاب مِنْهُمْ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ... ) العود الأخير و الإفساد الأخير " آخر الزمان وظهور اشراط الساعة الكبرى"
) : أما آخر مراحل الاستكبار اليهودي فمتضمنة أيضا في قوله تعالى(وان عدتم عدنا)، وتمثل الإفساد الأخير لليهود ، وتتصل بظهور اشراط الساعة الكبرى من ظهور المهدي ونزول عيسى (عليه السلام).
رفض الإسلام للاستكبار والإفساد في الأرض والعدوان : من العرض السابق يتضح لنا كون ان الأساس العقدي (الديني) لمناهضه التطبيع ، لا يعنى معاداة اليهود لمجرد أنهم يهود، بل يعنى رفض استكبار اليهود وإفسادهم في الأرض وعدوانهم – وهو تطبيق لرفض الإسلام كدين لكل استكبار وإفساد في الأرض وعدوان – بصرف النظر عن من قام به . اولا: النهى عن الاستكبار: فقد نهت النصوص عن الاستكبار،الذي مضمونه إسناد صفات الربوبية " ما دل على الفعل المطلق الذي ينفرد به الله تعالى" لسواه تعالى، وهو ما يترتب عليه إلغاء فعل الآخرين، ونفى المساواة بينهم، وتكوين علاقة طرفيها المستكبر والمستضعف، قال تعالى (وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ) (النساء: 172)،وقال تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )
(البقرة: 34)، وَعَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الخُزَاعِيِّ (رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ) عَنِ النَّبِيِّ( صلى الله عليه وسلم) قَالَ(ألا أخْبِرُكُمْ بِأهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَاعِفٍ، لَوْ أقْسَمَ عَلَى الله لأبَرَّهُ. ألا أخْبِرُكُمْ بِأهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ)(متفق عليه) .ثانيا:النهى عن الإفساد في الأرض: كما نهت النصوص عن الإفساد في الأرض ، الذي يشمل كل المعاصي، والفساد الذى يشمل كل فساد في ارض او مال او دين قال تعالى(وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الفَسَاد) ( البقرة : 205]، يقول الطبري (...وَقَدْ يَدْخُلُ فِي الْإِفْسَادِ جَمِيعُ الْمَعَاصِي، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَمَلَ بِالْمَعَاصِي إِفْسَادٌ فِي الْأَرْضِ، فَلَمْ يُخَصِّصِ اللَّهُ وَصْفَهُ بِبَعْضِ مَعَانِي الْإِفْسَادِ دُونَ بَعْضٍ)،وقال تعالى (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ) [البقرة : 205] يقول القرطبي
(...قُلْتُ: وَالْآيَةُ بِعُمُومِهَا تَعُمُّ كُلَّ فَسَادٍ كَانَ فِي أَرْضٍ أَوْ مَالٍ أَوْ دِينٍ، وَهُوَ الصَّحِيحُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.)،قال تعالى(وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا) (الأعراف : 56 ) . ثالثا:النهى عن العدوان: كما نهت النصوص عن العدوان والاعتداء على الغير قال تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم , ولا تعتدوا , إن الله لا يحب المعتدين).
التمييز بين اليهودية والصهيونية : ويترتب على ما سبق وجوب التمييز – لا الفصل – بين الصهيونية واليهودية، فاليهودية في الأصل ديانة سماويه ، بشر بها أنبياء يعترف بهم الإسلام كموسى (عليه السلام) ، قال الله تعالى)وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا )(الإسراء: 2}.،ولكن قام بعض أتباع هذه الديانة السماويه بتحريفها لاحقا قال تعالى ( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ) (لبقرة: 75). .أما الصهيونية فهي – في الأساس – حركه " سياسيه "، تحاول تحويل الجماعات القبلية اليهودية ، المنتمية إلى أمم شتى إلى امة واحده، بان تستولي على ارض فلسطين لتكون ديارها – وهى بهذا مرحله من مراحل الاستكبار و الإفساد في الأرض والعدوان اليهودي كما سبق ذكره – وهى مقصورة على من استكبر و افسد في الارض واعتدى من اليهود، فهناك من اليهود من رضي بانتمائه إلى أممه ، وهناك من الجماعات الدينية اليهودية من تعارض قيام إسرائيل ،لان الله قد قدر لليهود الشتات كالجماعة الحردانيه ، وهناك صهاينة لا ينتمون إلى الدين اليهودي، كما أن هناك من الصهاينة من هم ملحدون، فالمسالة ليست صراع ديني بين الإسلام واليهودية لان الله لم يأذن للمسلمين بقتال غير المسلمين إلا في حالتي إكراههم على الردة أو إخراجهم من ديارهم ، فالإسلام يحرم الاعتداء ولو كان من مسلم ويوجب قتاله ﴿ وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فن بغت أحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله﴾. وإنما هي مسالة حقوق وطنيه وقوميه ودينيه أمرنا الدين الإسلامي وسائر الأديان والأعراف والقوانين الدولية بالحفاظ عليها والدفاع عنها ، وطبقا لهذا المنطق- الذي يركز على مسالة الاستكبار والإفساد في الأرض والعدوان – ميز القران الكريم بين الحكم "الدنيوي" على اليهود "والمقصود بهم اليهود الذين حرفوا الديانة اليهودية، وليس أتباع الديانة اليهودية الصحيحة التي جاء بها أنبيائهم ". والحكم الدنيوي على المسيحيين، قال تعالى(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ). أما الحكم "الديني" على اليهود وغيرهم فهو جزء من ألحاكميه الالهيه الاخرويه، التي مضمونها ان الله تعالى يحكم بينهم يوم القيامه، قال تعالى ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )( الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون) أما الاحتجاج بكون الصراع ديني "مجرد " بلعن الله اليهود ، فان هذا اللعن مقصور على من استكبر وافسد واعتدى من اليهود ، بدليل التخصيص بجمله "
الذين كفروا من بنى اسرائيل "، في قوله تعالى ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى \بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )
{المائدة: 78}. لذا فان هذا اللعن لم يحول دون ان يقبل الرسول ان يكونوا مواطنين في دولة المدينة "ان اليهود من بني عوف امة مع المؤمنين". غير أن هذا لا يعني استبعاد الإسلام عن حل المشكلة كما يرى العلمانيين ، إذ آن تعرب فلسطين أرضا وبشرا، إنما تم تحت راية الإسلام. كما أن قضية الصرع حول ارض فلسطين قضية المسلمين في جميع إنحاء الأرض لأنه صراع يتصل بمشروعية الفتح الإسلامي وحق المسلمين في العيش على الأرض التي اسلموا فيها أو حملهم إليها الإسلام منذ أربعة عشر قرنا. كما أن الإسلام أوجب على جميع المسلمين الجهاد إذا حدث اعتداء على ديار المسلمين وأدلة ذلك:في الفقه المالكي " ان دخل الكفار دار الإسلام تعين على كل من أمكنه النصرة حتى العبد والمرأة ولا مانع للسيد والزوج والوالد". * في الفقه الشافعي "
الجهاد الذي هو فرض عين فإذا وطئ الكفار بلدة للمسلمين او اطلوا عليها ونزلوا بابا اصدين ولم يدخلوا، صار الجهاد فرض عين" *وفي الفقه الحنبلي "إذا نزل الكفر ببلد ، تعين على أهله قتالهم ودفعهم".
تصحيح المفاهيم الخاطئة: استنادا إلى العرض السابق نشير إلى العديد من المفاهيم الخاطئة عن تحرير فلسطين التي تؤثر سلبا على الأساس العقدي- السابق عرضه – لمناهضه التطبيع :
أولا: تعطيل الجهاد لتحرير فلسطين لحين مجيء المهدي: من هذه المفاهيم تعطيل الجهاد لتحرير فلسطين لحين مجيء المهدي المنتظر أخر الزمان ، استنادا إلى الأحاديث التي تفيد محاربه المهدي لليهود ، وهذا المفهوم يناقض مع النصوص التي تفيد مع ان طائفة من المسلمين سيقاتلون حتى قيام الساعه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ...) [رواه مسلم) .
ثانيا: تعطيل الجهاد لتحرير فلسطين لحين نزول عيسى(عليه السلام) : ومن هذه المفاهيم تعطيل الجهاد لتحرير فلسطين لحين نزول عيسى(عليه السلام) وقتاله للدجال وأعوانه من اليهو د، لكن العلماء المتقدمين لم يفهموا من الأحاديث الدالة على نزول عيسى عليه السلام ما يفيد تعطيل فريضة الجهاد لحين نزوله، ينقل القرطبي احد أوجه تفسير قتال عيسى للدجال( ان قتاله للدجال يجوز ان يكون من حيث انه إذا حصل بين ظهراني الناس وهم مفتونون قد عم الجهاد أعيانهم وهو احدهم لزمه من هذا الفرض ما يلزم غيره)(التذكرة، ص611).
ثالثا:تعطيل الجهاد لتحرير فلسطين لحين قيام الساعة : ومن هذه المفاهيم تعطيل الجهاد لتحرير فلسطين لحين قيام الساعة ، استنادا إلى تفسير خاطئ لوعد الآخرة الوارد في سوره الإسراء بان المراد به يوم القيامة ( الحياة الاخره ) ، وهو تفسير خاطئ لان كل المفسرين قالوا ان المقصود بوعد الاخره مرحله الإفساد الأخرى اى الثانية ، يقول ابن كثير (وَقَوْله " فَإِذَا جَاءَ وَعْد الْآخِرَة " أَيْ الْكَرَّة الْآخِرَة أَيْ إِذَا أَفْسَدْتُمْ الْكَرَّة الثَّانِيَة وَجَاءَ أَعْدَاؤُكُمْ لِيَسُوءُوا وُجُوهكُمْ " أَيْ يُهِينُوكُمْ وَيَقْهَرُوكُمْ " وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِد " أَيْ بَيْت الْمَقْدِس ")، و هذا التفسير الخاطئ يقوم على ان المراد بأولى المرتين فتح عمر بن الخطاب( رضي الله عنه ) القدس، وان أخراهما لم يأت وعدها بعد، غير ان هذا التفسير مخالف لما ذهب إليه الأئمة والتابعين وكبار المفسرين، ومراجع التاريخ الإسلامي تدل على ان عمر بن الخطاب دخل القدس سلما لا حربا،وان هيكل اليهود المقدس كان مدكوكا كما عند ابن الأثير والطبري وابن كثير في فتح القدس.وأورد الحسن بن احمد ألمهلبي (ولما وصلت هيلانة إلى القدس بنت كنيسة القيامة على القبر الذي زعم النصارى أن عيسى قد دفن به، وضربت بيت المقدس إلى الأرض،وأمرت أن تلقي في موضعه قمامات وزبيلة، وبقى الحال على ذلك حتى قدم عمر وفتح القدس فدله بعضهم على موضع الهيكل، فنظفه عمر من الزبايل و بني به مسجدا).أما الاستدلال على صحة هذا التأويل بان قوله تعالى "عبادا لنا" لا تنطبق إلا على المؤمنين، وهؤلاء وثنيين فغير صحيح، اذ ورد إطلاق اللفظ على المؤمن والكافر كما في قوله تعالى "ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول:
أأنتم أضللتم عبدي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كنا نتخذ من دونك من أولياء"، وقوله تعالى "إن تعذبهم فهم عبيدك"، وقوله تعالى "ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض". فالاشاره إلى تحرير فلسطين في عصرنا متضمن في قوله تعالى(وان عدتم عدنا) وليس في قوله تعالى ( فَإِذَا جَاءَ وَعْد الْآخِرَة ) نقد محاوله التبرير التطبيع دينيا : ورغم وضوح الأساس العقدي لمناهضه التطبيع ، فقد أجاز البعض التطبيع مع الكيان الصهيوني، استنادا إلى أدله ضعيفة، قائمه على اجتزاء لبعض النصوص وعزلها عن سياقها ، او عقد مقارنه -غير سليمه -مع بعض أحداث التاريخ الاسلامى... فهو ليس موقف شرعي مؤسس على ادله قطعيه، بل هو محاوله لتقديم تبرير دينى للتطبيع مع الكيان الصهيونى، خدمه لأهداف ذاتيه، لا تمت إلى مقاصد الدين بصله ، ومن هذه الادله :أولا:
استدل البعض على جواز التطبيع مع الكيان الصهيونى بالايه (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) (الأنفال:61].غير أن باقي الايه، والسياق الذي وردت فيه ، يشير إلى أن المخادع الخائن في العهد لا يصالح ، بل يُحرّض المسلمون على قتاله ، والله ناصرنا عليه وهو حسبنا ، قال تعالى( وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ) الآية ، وقال تعالى بعدها ( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ) الآيات) . اذا طبقا للسياق الذى وردت فيه فان شرط جنوح المسلمين للسلم جنوح العدو للسلم جنوح حقيقي يتضمن توقف عن العدوان، ورده للحقوق التي سلبها، وادعائه الجنوح للسلم من باب الخداع – كما هو حال الصهاينه _
ثانيا: كما استدل البعض على جواز التطبيع مع الكيان الصهيونى باجازه الشريعة الاسلاميه الصلح مع الكافر المحارب ، غير أن اى صلح يتضمن شروط تتعارض مع الشريعة الاسلاميه فهو باطل ، جاء في حديث عائشة مرفوعا ( ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط كتاب الله أحق وشرط الله أوثق ) (متفق عليه)-وهو حال التطبيع مع الكيان الصهيونى لانه يتضمن الاقرار بكثير من الامور المخالفة للشرع كما سبق بيانه .
ثالثا:هناك من يستدل على جواز التطبيع مع الكيان الصهيونى بصلح الحديبيه ، والرد أن المقارنة بين التطبيع وصلح الحديبية خاطئة لان صلح الحديبية هدنة بين عدوين، وليس مهادنه لعدو مازال يغتصب أرض للمسلمين ، ويخرج أهلها من ديارهم.
اتفاق علماء الامه على تحريم التطبيع مع الكيان الصهيونى : وقد اتفق علماء الامه على تحريم التطبيع، لأنه إقرار للصهاينة على اغتصاب أرض للمسلمين، وتنازل عن أولى القبلتين وثالث الحرمين،و موالاة من اخرجونا من ديارنا المنهى عنها فى قوله تعالى(إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) [الممتحنة]. ومن الفتاوى تحريم التطبيع مع الكيان الصهيوني -على سبيل المثال لا الحصر- :1 فتوى علماء وقضاة وخطباء فلسطين الذي انعقد في القدس عام 1355ه الموافق 1935م وأصدروا فتوى بحرمة بيع الأراضي الفلسطينية على اليهود، لأنه يحقق المقاصد الصهيونية في تهويد أرض فلسطين ، وأن من باع الأرض عالما بنتيجة ذلك راضيا به فهذا يستلزم الكفر والردة. 2 فتوى علماء الأزهر عام 1366 ه وأيضا عام 1367 ه بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين . 3 وفتوى علماء المؤتمر الدولي الإسلامي المنعقد في باكستان عام1388ه ، 1968 م .
4 وكذلك فتوى لجنة الفتوى في الأزهر الصادرة عام 1375 ه بتحريم التطبيع مع اليهود . 5 أيضا أصدر مجموعة من العلماء عام1409 ه ، 1989 م ، بلغ عددهم ( 63 ) عالما من ثماني عشرة دولة فتوى بتحريم التنازل عن أي جزء من فلسطين . 6 . فتوى مؤتمر علماء فلسطين المنعقد في 1412 ه أفتوا بحرمة المشاركة في مؤتمر مدريد وأفتوا أيضا بحرمة التطبيع مع اليهود ثم ذكروا الأدلة الشرعية في ذلك.
ثانيا: الأسس السياسية لمناهضه التطبيع :
نقد تفسيرات القضية الفلسطينية التي تكرس للتطبيع مع الكيان الصهيوني :
ينطلق دعاه التطبيع مع الكيان الصهيوني من تفسيرات متعددة "خاطئة "
للقضية الفلسطينية وطبيعة الصراع التي تثيره مشكله فلسطين، تكرس للتطبيع مع الكيان الصهيوني: فهناك من ينطلق من التفسير الصهيوني قائم على أن فلسطين هي ارض اغتصبها العرب من الشعب اليهودي منذ الفتح الاسلامى، اى أن فلسطين الأرض اغتصبت من أربعه عشره قرنا وأخليت من الشعب اليهودي إلا القليل ،وان الشعب اليهودي نشتت في أقطار الأرض إلى أن قادته الحركة الصهيونية إلى فلسطين لاستردادها خاليه من الشعب ،وأقام عليها دوله إسرائيل. وانه طبقا لهذا التفسير فان لفتح الاسلامى ليس إلا غزوا وعدوانا غير مشروع مجرد من الفاعلية الحضارية ،بل معطل للتطور الحضاري ،وبالتالي فان من حق اليهود أن يقاتلوا الغزاة ويطردوهم من الأرض ويستردوها ليستأنفوا مسيرتهم الحضارية.هذا التفسير إذا قائم على إلغاء التاريخ الحضاري الاسلامى لفلسطين منذ الفتح الاسلامى.وهناك من ينطلق من تفسير ليبرالي(علمانى ) قائم على أن حل مشكله فلسطين يكون باقامه دوله علمانية تفصل الدين عن الدولة، وهذا التفسير يقوم على افتراض خاطئ مضمونه أن مشكله صراع بين الأديان،كما أن هذا التفسير يعني استبعاد الإسلام عن حل المشكلة في حين آن تعرب فلسطين أرضا وبشرا إنما تم تحت راية الإسلام.وهناك من ينطلق من تفسير ماركسي قائم على أن الصراع الذي تثيره مشكله فلسطين هو صراع حول ملكيه أدوات الإنتاج بين طبقات تنتمي إلى ذات المجتمع. ووجه الخطأ في هذا التفسير أن الصراع الذي تثيره مشكله فلسطين هو صراع حول مصادر الإنتاج(اى حول ارض مغتصبه) بين مجتمعات(اى بين مجتمع هو صاحب الأرض وجماعات من مجتمعات شتى تسعى لاغتصاب هذه الأرض). وهناك من ينطلق من تفسير دولي بحت قائم على أن مشكله فلسطين ثائرة فيما بين الدول ،أو بين الامه العربية والمجتمع الدولي فقط، ووجه الخطأ في هذا التفسير انه إذا كانت الدول تتدخل في مشكله فلسطين انتصارا للحق الفلسطيني أو دعما للعدوان الصهيوني فان الذي يحركها هي مصالحها الوطنية والقومية الخاصة، ولو كان السلام الدولي هي مصلحتها الوطنية والقومية الخاصة.وهناك من ينطلق من تفسير اقليمى (شعوبي) قائم على أن مشكله فلسطين مشكله خاصة بشعب فلسطين، وهذا التفسير يعنى التنصل والهروب من المسؤوليات القومية والدينية الرد على بعض حجج دعاه التطبيع مع الكيان الصهيونى : وقد أورد بعض دعاه التطبيع بعض الحجج لإثبات صواب دعوتهم للتطبيع ومن هذه الحجج :
أولا: أن الفلسطينيين – وهم أصحاب القضية – قد" طبعوا "علاقتهم من النظام الصهيوني وتفاوضوا معه ، وعقدوا معه اتفاقيات للصلح. والرد على هذه الحجة أن فلسطين ليست ملك لجيل معين من الفلسطينيين فقط، هي ملك لكل الأجيال
الفلسطينية- حتى تلك التى لم تولد بعد- وكل العرب والمسلمين ،وفهذا الجيل من الفلسطينيين من أصحاب القضية ، ولكنهم ليسوا وحدهم أصحاب القضية -لذا لا يجوز لهم التنازل عن فلسطين ، والواقع من الامر ان بعض الفلسطينيين – وليس كل الفلسطينيين – هم الذين ارتضوا تطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني والدخول معه فى مفاوضات .كما ان من اباح تفاوض السلطات الفلسطينية مع النظام الصهيوني- وبهدف الحصول على حقوق جزئيه ،وبشرط عدم التنازل عن الحقوق الكليه – برر ذلك بكونهم خاضعون للاحتلال الصهيوني، ولكن هذا التبرير خاص بالسلطات الفلسطينية ,ولا يتجاوزهم إلى غيرهم من نظم سياسيه عربيه
.ثانيا: أن كثير من الدول العربية طبعت علاقاتها مع إسرائيل ، والرد على هذه الحجة إن حصاد هذا التطبيع سلبي ، فقد انتهى إلى تطبيع محصور على أضيق نطاق رسمى -واغلبه سرى –ومحاصر شعبيا ، قال الياهو بن اليسار أول سفير اسرائيلى في مصر (عليكم أن تأخذوا بعين الاعتبار أن ثمة رجلاً واحداً في مصر هو معنا-اى رئيس الجمهورية -. أما الآخرون فهم ضدنا حتى هؤلاء الجنود الذين يتولون حراسة السفارة قد يستخدمون بنادقهم ضدنا في أي وقت من الأوقات، نحن هنا إذن فريق كوماندوز داخل محيط معادٍ تماماً، علينا أن نتصرف على هذا الأساس).كما انه اتاح لإسرائيل تخريب كافه مجالات الحياه فى هذه الدولذات النظم السياسية المطبعه.
ثالثا: أن التطبيع مع الكيان الصهيونى يؤثر ايجابا على العلاقات مع
امريكا- وبالتالي كل دول العلم الغربى – لأنها مراكز صنع القرار فيها خاضع للصهاينة .والرد على هذه الحجة ان اسرئيل او امريكا لا تحكم علاقتهم مع العرب العواطف ، بل استراتيجيه – استعماريه – طويله الأمد، تهدف – في المنطقة العربية- إلى تحويلها من مرحله الدول وطنيه إلى مرحله الدويلات الطائفية – القبلية (مشروع الشرق الأوسط الجديد) لضمان استمرار التجزئة والتبعية وحمايه لأمن اسرائيل حارس التجزئه ، وبالتالي فان التطبيع مع الكيان الصهيوني لن يحول دون تطبيق هذه الاستراتيجيه الصهيونية
الامريكيه- بل يسمح لهم بتسريع وتيره تطبيقها.
رابعا: ان التطبيع مع الكيان الصهيوني هو ضمان لاستمرار النظم السياسية ،من خلال توفيره للحماية الامريكيه والغربية والاسرائيليه لهذه النظم ،والرد على هذه الحجة هو أن التاريخ القريب اثبت أن امريكا الغرب وإسرائيل عاجزون عن توفير الحماية لاى حاكم او نظام ثار ضده شعبه، بل هم أول من ينفض يده عن هذا الحاكم او النظام حين تلوح أولى تباشير سقوطه – نماذج خلع شاه ايران خلال الثورة الايرانيه – مقتل السادات فى مصر على يد جماعه الجهاد – خلع النميرى فى السودان فى انتفاضه ابريل الشعبية، بعد خضوعه للمشروع الامريكى – الصهيوني ،وتبنيه لسياسات صندوق النقد الدولي،و ترحيله لليهود الفلاشا – وخلع مبارك وبن على خلال ثوره الشباب
العربي..خامسا: ان التطبيع مع الكيان الصهيونى جاء نتيجه لهزيمه العرب امام إسرائيل،والرد على هذه الحجة ان أول من دعي إلى التطبيع هو الرئبس المصري محمد انور السادات ، بعد انتصار حرب أكتوبر 1973 ، فكانت تلك الحرب نصرا عسكريا لمصر وفلسطين والعرب والمسلمين ، وهزيمة سياسيه له.في حين ان الزعيم الرحل جمال عبد الناصر(رحمه الله تعالى) رفض الاعتراف بإسرائيل او تطبيع العلاقات معها بعد هزيمه يونيو 1967 ، وأمر ببدء حرب الاستنزاف التي مهدت لنصر أكتوبر.
مخاطر التطبيع مع الكيان الصهيوني: وقد أشار الكثير من الباحثين إلى مخاطر التطبيع مع الكيان الصهيوني ومنها : ا/انه إلغاء لمشروعية الفتح الإسلامي، ونفى لحق المسلمين في العيش على الأرض التي اسلموا فيها أو حملهم إليها الإسلام منذ أربعة عشر قرنا.ب/انه تكريس لمشروع الشرق الأوسط الجديد – الصهيوني – الامبريالي، والذي يهدف الى الانتقال بالمنطقة العربية من مرحله التجزئة على أساس شعوبي وإسرائيل كحارس لهذه التجزئة (اتفاقيه سيكس بيكو – وعد بلفور،الاعتراف بدوله إسرائيل ...)إلى مرحله التفتيت على أساس طائفي- أو قبلي –او عشائري "اى تحويل الدولة الوطنية إلى دويلات طائفيه او قبليه ...). ج/انه إجهاض لاى خطوه ممكنه تجاه أهداف المشروع النهضوى العربي وغاياته في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية .د/انه تكريس للاختراق الثقافي والتغريب والتبعيه الحضارية و الثقافية.ه/انه تكريس للتفوق الاستراتيجي للكيان الصهيوني اقتصاديا و عسكريا والمدعوم من حكومات الولايات المتحدة الامريكيه المتعاقبة .و/انه فتح للباب على مصرعيه أمام التخريب الصهيوني لكافه مجالات الحياة العربية بكافه أشكاله ومنها: اثاره النعات الطائفية والقبلية، وتهريب المخدرات ،والتجسس، وتصدير المبيدات والبذور الفاسدة والبضائع المسرطنه ....والذي يهدف إلى ضمان بقاء الامه العربية في حاله تخلف وضعف وصراع واقتتال داخلى يحول دون مواجههتها لهذا الكيان. ى/انه تكريس لاستمرار هضم الحقوق الوطنية والقومية والدينية للشعب الفلسطيني . ز/ انه شق وحده الصف العربي وذلك من خلال عقد اتفاقيات منفصلة مع الدول العربية .
ثالثا: آليات مناهضه التطبيع : وأخيرا فان هناك العديد من آليات مناهضه التطبيع ومنها :ا/إنشاء وتفعيل لجان شعبيه لمناهضه التطبيع . ب/ إنشاء مواقع الكترونية لمناهضه التطبيع والتعريف بمخاطره.ج/التنسيق بين الجهات المناهضة للتطبيع على المستوى القومي (العربي) ، بهدف تبادل المعلومات، وتقويه الجبهة الشعبية المناهضة للتطبيع و توحيدها. د/تنظيم حملات شعبيه لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني على المستوى الدستوري . ه/تفعيل ألمقاطعه الشعبية للشركات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والحركات السياسية و الشخصيات التي تدعم الكيان الصهيوني أو تدعو إلى التطبيع معه . و/اعتبار المقاومة خيار استراتيجي في هذه المرحلة ، مع التأكيد على أن الضمان لاستمرار المقاومة هو أن تكون شعبيه ، فالرهان في هذه المرحلة على الشعوب وليس على النظم السياسية، ورفض احتكار اى فصيل أو نظام سياسي فلسطيني أو عربي أو اسلامى للمقاومة أو احتكار التحدث باسمها.
- للاطلاع على المتن التفصيلي للدراسة يمكن زيارة الموقع التالي:
الموقع الرسمي للدكتور/ صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات https://drsabrikhalil.wordpress.com
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.