مشاهد الصور واشرطة الفيديو التي تسربت من امام سجن كوبر العتيق في العاصمة السودانية الخرطوم وطريقة الحشد والهتاف والانفعال العاطفي مصحوبا بالزغاريد والهتاف المعبر والنشيد لحظة اطلاق سراح المعتقلين الي جانب انه افشل عملية العلاقات العامة التي اعدتها الحكومة السودانية في اطار خطتها " الهروبية " من مواجهة الامر الواقع وحقائق الموقف الاقتصادي والوضع السياسي الراهن في البلاد اكدت بما لايدع مجالا للشك ان الانفجار قادم لامحالة علي الرغم من حالة الفراغ والعطب السياسي والتنظيمي في الشارع السوداني. النظام السوداني قدم خدمة مجانية لخصومه في توقيت حرج بسماحه بعلنية الحشد وتغطية عملية اطلاق سراح المعتقلين السياسيين التي اتت علي عكس ما كانوا يريدون كما اكدت بمالايدع مجال للشك ان التعامل مع حقائق الامر الواقع والوضع السياسي الراهن في البلاد لاتحتمل عمليات التجميل السياسي والمسكنات الاعلامية. وحتي الشخصية التي استنجدوا بها لاطفاء الحريق فهي ليست تلك النسخةالقديمة من الشخصية الانفعالية التحرشية بسبب البعد الطويل عن مسرح الاحداث وعامل العمر والزمن بدليل انه وجه سهامه الي فئات معينة من جماعات الجرائم الاقتصادية المنظمة وليس الي الحركة الجماهيرية ولم يبدر منه فيما صدر منه من اقوال وتصريحات حتي هذه اللحظة اي تحرش ولم يظهر اي نوايا بالتربص حتي " بالحركة الشعبية" مما يعني ان صلاح قوش الراهن ليس شخصية صدامية او قمعية كما اعتقد بعض اعوان النظام ولانتحدث رجما بالغيب ولكن من خلال الوقائع التي امامنا حتي اشعار اخر او يثبت العكس في لحظة معينة. مشهد الحشد الرمزي للحركة الجماهيرية امام سجن كوبر رغم محدودية العدد والمساحة لكنه نجح في عودة الروح من جديد للحركة الجماهيرية في الشارع السوداني واكد بما لايدع مجالا للشك ان الانفجار الكبير قادم وان طال السفر مع اختلاف متوقع في سيناريو النهايات مقارنة مع ماحدث من انتفاضات وثورات شعبية اطاحت انظمة حكم عسكرية تقليدية في اكتوبر 64 وابريل من العام 1985. لقد كان ذلك الحشد الجماهيري امام سجن كوبر رسالة قوية الي من يهمهم الامر من حكام الخرطوم بان الامر جد لا لعب بعد ان تحولت العملية علي عكس ما خططوا له الي " هم وحزن" ينذرهم بما حدث بقدرة الله لاسلافهم من الطغاة الذين حدثنا عنهم التاريخ وايات بينات من كتاب الله الكريم.