سئل نزار يوما ، كيف يكون شكل الكون بدون المرأة ؟ ، فقال : سيكون الخراب ، ولن يكون هناك كوكب قابل للسكني بدونها ... إذا لم تكن هناك أمرأة ، فلن يكون هناك شئ ، لا شمس ، ولا قمر ، ولا محيطات ، ولا غابات ، وإنما كوكب منطفئ ، وأرض مالحة ، وبيئة ملوثة ، ومستودع كبير لرمي النفايات ! كان نزار لا يري القصيدة التي لا أمرأة فيها ، لأنها ضرورية لها ، من أساسيات القصيدة . كان يري أن هناك أمرأة من شعر ، تأتيه حاملة في ضفائرها الشعر وفي خصرها الإيقاع ، فتكتبه شعرا جميلا فيها ، هي مادته الأساسية وفتنته ! عن تلك المراة / الشعر ، قال : "هي التي إذا لامست يدي يتكهرب الكون ، وتزداد سرعة الكرة الأرضية ، ويتحول تراب الأرض إلي ذهب . المرأة / الشعر لا تأتي بسهولة ، ولا ندري متي تأتي ومن أين تأتي ، ولكنها إذا جاءت قلبت قوانين الطبيعة ، وغيرت أسماء الأيام والشهور ، وجعلت الثلج يسقط في شهر تموز ، وسنابل القمر تخرج من حقيبة الشتاء ، والشمس تشرق من عيني حبيبتي" . المرأة هي رحيق هذا العالم ورؤاه البهيجة وجمالياته التي تكسبها سواحلا لا تحد ، |"مرة هي الحياة بدونهن / مرة هي الحياة" كما قال درويش الحبيب ، ولقد كان نزار مدركا لموضع المرأة في الوجود الإنساني الذي لا يكون إلا بها ، وعالما بعوالمها المدهشة في مطالعها الفاتنة ، لهذا كرس كل شعره تقريبا للصلاة في محرابها . وأنا أطالع بعضا من قصائده البديعات تذكرت مقولة جبرا عن نزار ، إذ قال : " الكثير من شعر هذا العصر سينقرض ، والكثير من الأسماء اللأمعة فيه سينسي ، ولكن أسما واحدا من السهل علي المرء أن يجزم ببقائه : نزار قباني . " ... ومن أراد لشعره الخلود فليدخل المرأة إلي قصيدته ، فحيثما تحل يغدو الوجود جميلا جميلا ! أقول لها: وأنا في أعلي أعاليها ، سألتني : " حدثني عنك يافاتن ، هل جميعهم يشبهونك أم إنك خلقت من ضلع القمر ... ؟ " ... ... ... ... فحدثتها : بتول كما العذراء مبللا بالمواجد ونسلي في الشجرة التي يصاحبها الندي ، وفي صباحاتها المطر مؤمنا بدرب الطير والخطر أسمي بابلو جابر... أسمي هو أسمي، لكن ترجمتي بائسة ولا معني لي إلا بك ! إنسان أنا، كنته معك... لأجلك. تركت عواطفي تركض ، وظنوني ترحل ... تخففت منها حين تعودت الفرح وصادقت المرح وتعلمت ما يلزمني : لغة الماء في الموج ... قانون الطفو في بحر حبك ! ... ... ... أسمي جابر صعدت بك إلي نجاتي ... أخبرتني الزرافة إني نجوت أخبرني الطير بأني لأجلك مولود وفي فردوسك سأعيش و ... أموت ! أخبرني الباب بدخولي أخبرتني الحديقة بزهوري بالجوري والدوري ونحولي حين أحب ولا أتوب أخبرتني أمي حين إلي رشدي أثوب : ( مريض أنت بعشقك تسهر إليه الليالي ، ياحبذا الوهلة ... تسوح من حلم إلي حلم فأذهب إليها ياحبيبي حتي تكون في عرشها تنام وتحلم في صدرها!)... ... ... ... الآن ، النجمة قادتني إلي القمر أتوه فيك لأعثر علي ... وأعثر إليك وأعثر أسعي إليك ، ولا أصادف في سعيي إليك سواك . غنية بالمودات ، قريبة من القلب سالمة من العماء سالمة في النجاة ... ولي ، وردة من نعيم السماء تلك التي اسميتها ( السوسنة )، سوسنتي. ------------------------- عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.