عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. في مشفى المعلم (4) أمي رحمة الله تغشاك، ليس في الموت سبيل للهرب هو فقط رئحة صبر ووداع بطقوس مهيبة، وفارقتنا أمي، بعد ثلاثون يوماً في العناية المكثفة بمشفى المعلم، فارقتنا الى الرحيم الكريم القدير، ذهبت الى العدل الحق الصمد، لم نكن نحمل وزر بكاء ولم يحالفنا القدر لوداعها، تلقى أخي نبأ وفاة أمي بالهاتف، (أمك ماتت) بعد أن كتب الطبيب المناوب في العناية المكثفة الروشتة الروتينية، وهم يعلمون تمام العلم انها تحتضر، وتم استدعاء الاخصائي ولم يكلفوا أنفسهم عناء اخبارنا، لم يكترثوا بعلاماتها الحيوية التي بدأت في الانذار بتأخر الحالة، ظلوا في غيهم وبتنا في غياب عما يحدث مع أمي. فأين الرحمه يا وجه الشؤم، أين أخلاقيات الطبيب، أين قسم أبيقراط طيب الله ثراه، أين تلقيتم تعليمكم، ومن أين أتيتم؟؟؟ أسئلة لا حصر لها واجابات فارغة باهته، فهل يصلح ان يتم اعلامنا بوفاة امي عن طريق الهاتف؟ ولن نسمع ما يشفي غليل غبننا، ولن يحرك اصطاف عناية المعلم ساكناً وهم يضربون اعلى درجات اللامبالاة في حق مرضى لا حول لهم ولا قوة. الثانية عشرة والنصف عدونا الى العناية المكثفة مع أخي تسبقنا دموعنا ويلهج لساننا بالدعاء، قابلنا باب العناية مستقبلاً ولم يقف الحرس كعادتة ليمنعنا، دلفنا في تأني ودوي قلوبنا يفجر غضب وحزن وحنق، ووجدتة أمامي الممرض (ب)، ذلك الذي يرتدي زية الكامل قابعاَ مع أمي، ولن أنساه ولن أغفر له، قفبل أربع أيام من وفاة أمي قابلتني الطبيبة المناوبة ربتت على قلقي بدموع مواسية، قالت لي (أحسني تشوفيها الدنيا ما معروفة) أجبتها (أنهم يمنعون الزيارة) قالت لي (ما بكذب عليك، من حقكم رؤيتها كل يوم والاطمئنان عليها) قلت لها (أدخليني اليها) أمسكت بكفي وبصمت على باب العناية بابهامها قابلنا الممرض (ب) قالت له (مرافق المريضة تريد رؤيتها) أجابها (لا ما بتخش تشوفها) قالت (عليييك الله خليها تشوفها) رد (لا ما بتخش) توسلت اليه ( عليييك الله خليها خمسه دقائق بس تشوفها وتطلع) ورفض مقاطعاً اياها، ربتُ على كتفها والدموع تغالب صبري وقلتُ لها (خليه مافي مشكله، ربنا يشفي أمي)، ولن أنسى اعتذار الطبيبة الحبيبة النائبة (أمسحيها في وشي يا إيمان) سلامة روحك يا دكتورة. ولكم سادتي القراء أن تعتبروا بسلطة الممرض التي تعلو الطبيب، سلطة الممرض الذي يتمختر ويمنع ويسمح بزيارة المريض بحسب انتقامة. الممرض (ب) وجدتة بجوار أمي، عندها لم أتمالك حزني ، ولم يتمالكني الصبر وأنا أنهال عليه دمعاً (منعتني من أمي أشوفها حيه عشان اشوفها ميتة، ربنا ينتقم منك)، وضعفت وبكيتُ حتى حدود اليأس عانقني أخي وردد في أذني (إيمان صلي على النبي) وصليتُ على الحبيب المصطفى وهدأت نوبة حزني. ورأيتها أمي الحبيبة، مبتسمه صابرة، وودعناها وهبطنا الدرج لتكلمة اجراءات الخروج، لكن الممرض (ب) لم يغفل عن تكملة فصول انتقامة فجاء رجل في زي عسكري بصحبة أربعه رجال قالوا لأخي (الممرض (ب) قال انكم اعتديتوا عليه وفتح فيكم بلاغ؟)، الحمد لله على ما اراد الله، أمي في النقالة لتُحمل في عربة الاسعاف لموارة جثمانها والممرض (ب) يعد مشهداً للانتقام من ابنة مكلومه حزينة على فراق امها وابيها، ابنة ودعت والداها .وهي في عمر الرابعة وها هي اليوم تودع امها. مغادرة مشفى المعلم تعنى ان تدفع ما تبقى لك من حساب، للأسف لم يكن المبلغ متوفر لدينا بعد أن قرر نائب المدير اضافة (22,500ج) رسوم اقامة في العناية المكثفة من اليوم السادس والعشرين، حسابات المشفى تحفظت على أربع بطاقات شخصية ليتم تسلمينا أمي، وذلك بعد وساطات وتدخل من جانب نقابة المعلمين...! ولن أنسى ولن ننسى، صالة المشفى وهي تعج بنائب المدير العام والمدير الطبي وهم يتبادلون النظرات، يزفرون صعداء تخلصهم منا، فنحن مرافقين (بتاعين نقة)، ولن نغفر لكل يدٌ أقسمت على رعاية مريض وتهاونت في ذلك، لن نسامح من تأفف وأهمل، ولن تقف دعوانا عليهم ليل نهار مع كل سجدة نرفع أكفنا الا يطأ ظلمهم مريضاَ آخر، أن يجعل كيدهم في نحورهم ، وأن ينتقم من على سبع سماوات لكل من شارك في اهمال مريض لا حول له ولا قوة، فلك يا ربي نرفع الأكف وندعوك ونستغفرك ونسألك الرحمة والعفو. داخل الاطار: - الممرض (ب) الكذب باسم البدلة العسكرية، والارهاب في القانون له مادة عقوبتها رادعة، فلكم ارفع دعوتي رئاسة قوات الشرطة ضد الممرض (ب) في العناية المكثفة ومنكم ننتظر العدل. - نائب المدير العام لمشفى المعلم، الظلم ظلمات ووكيلنا رب العزة، فأين المفر من الحي القيوم الذي لا يموت. - مدير عام مشفى المعلم، للمرضى رب يحميهم، فأين المفر؟ - اصطاف تمريض العناية المكثفة، الايام دوٌل. - الى الحرس في العناية المكثفة الذي قال لأختي (الدكتور ما بدخلك لو بدخلك كان يقعد في طربيزتي دي)، أقول لك (أمي ماتت وأختي لم تستطع أن تراها لأكثر من أسبوعين)، فلك يا ربي نرفع أكف الدعاء من الظلم. - سكرتيرة المدير العام لمشفى المعلم قالت لأخي (المدير العام مسافر) وللأسف المدير يجلس في الداخل، لا تعليق! خارج الاطار: رحمة الله تغشاك يما. أسألكم الدعاء لأمي بالرحمة والمغفرة.